سياسي أمريكي: الإمارات تسعى إلى جذب قطر والبحرين لتشكيل حلف ضد السعودية
وطن- كشف دبلوماسي أمريكي سابق، متخصص في شؤون الخليج العربي، عن تطورات جوهرية ستشهدها خريطة التحالفات بين الدول الخليجية، الإمارات والسعودية وقطر والبحرين.
وفقاً لتوقعات الدبلوماسي الأمريكي، باتريك ثيروس، التي نشرها في مقال تحليلي عبر موقع “منتدى الخليج الدولي“، يرغب حاكم الإمارات محمد بن زايد بجذب قطر والبحرين إلى مدار الإمارات، بهدف تشكيل حلف ضد ابن سلمان، لمواجهة ما يعتبره تهديدات نمو النفوذ السعودي.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة، حسب الكاتب، بعد عام ونصف تقريباً على نهاية الأزمة الخليجية التي عُرفت إعلاميا بـ “أزمة حصار قطر” من قبل تحالف سعودي- إماراتي-بحريني مدعوم من مصر.
صدى أزمة قطر في الأفق
وحسب الديبلوماسي الأمريكي السابق، يمكن لهذا السيناريو (تحالف الإمارت مع البحرين وقطر ضد السعودية) أن يكون بداية لتغيرات سياسية واقتصادية أكثر تسارعاً وخطورة في منطقة الخليج العربي.
يُذكر أن تطور الأوضاع السياسية في المنطقة بين قطر وجيرانها، ما زال في طور التعافي من آثار الأزمة الأخيرة، حتى أن الدوحة لم ترسل ممثلا لها في الإمارات إلا قبل أيام.
حيث أصدر أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قرارا بتعيين سلطان سالم بن سعيد المنصوري، سفيرا فوق العادة مفوضا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد قرابة الشهر على قرار إعادة فتح السفارات بين الدوحة وأبوظبي.
ومع البحرين استأنفت قطر العلاقات الدبلوماسية، في نيسان/ أبريل الماضي، وذلك في أعقاب اجتماعات بين الطرفين تناولت الخلافات بين البلدين ومن بينها الحدود البحرية.
محمد بن زايد “قائد عملي”
أشار باتريك ثيروس في مقاله إلى التحركات الدبلوماسية النشطة التي تقودها البحرين في المنطقة، والتي أثبتت من خلالها أن لاشيء يعلو “مصلحتها”.
وقال “خلال العقد الماضي، أصبحت دولة الإمارات العربية داعمًا اقتصاديًا رئيسيًا للنظام البحريني، مما جعل من حكام الإمارات محل اهتمام لدى الأسرة الحاكمة” في المنامة.
وأضاف: “إذا كانت الإمارات العربية المتحدة – “إذا” محتملة للغاية – قد قررت أنها تريد جذب البحرين وقطر إلى مدارها الخاص من أجل الحماية المتبادلة، فإن المساعدة في إنهاء الخلاف المستمر منذ قرن بين هاتين العائلتين الحاكمة سيبدو أنه الأولوية القصوى”، في إشارة لعائلتي آل ثاني في قطر وآل نهيان في الإمارات.
وتابع “إذا كان هذا يتطلب من آل نهيان التخلي عن ثأرهم الطويل مع آل ثاني، فإن محمد بن زايد هو قائد عملي بما يكفي للقيام بذلك”.
توتر العلاقات السعودية الإماراتية
تعتبر الإمارات من الدول الخليجية البارزة التي تسعى لتعزيز تأثيرها الإقليمي، وتلعب دورًا مهمًا في السياسة والاقتصاد في المنطقة. ويبدو أن محمد بن زايد يرى في تشكيل حلف ضد ابن سلمان فرصة لتعزيز النفوذ الإماراتي وتحقيق مصالحها في المنطقة.
وكان تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال“، قد كشف مؤخراً عن تفجر خلاف مرير بين قادة المملكة والإمارات، ما أثار مخاوف من أن يتحول التنافس بينهما إلى عداء معلن.
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن ولي العهد قد هدد بفرض حصار، كالذي فُرض على قطر، على الإمارات خلال إحاطة غير رسمية مع المراسلين السعوديين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، محذراً “سيرون ما يمكنني فعله”.
وعلى الرغم من سعي المسؤولين السعوديين والإماراتيين إلى التقليل من حدة التفاصيل المثيرة في التقرير، والإصرار على أن العلاقات بين البلدين قوية، شدد مصدر مقرب من القيادة السعودية على أن التنافس بين الحلفاء المقربين ليس بالأمر الجديد، مشيرا إلى الشراكة العاصفة أحيانا بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وينقل الكاتب تصريحا لمسؤول أمريكي رفيع لصحيفة وول ستريت جورنال، قال فيه “هذان شخصان طموحان للغاية يريدان أن يكونا لاعبين رئيسيين في المنطقة”، مضيفا أن “الخلاف بينهما ليس من المفيد لنا”.