وطن- تداول ناشطون عمانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه بأنه يوثق احتفال أهالي ولاية السويق التابعة لمحافظة شمال الباطنة، بعادة “الحمبكر”.
ووفقا لما هو متداول، فإن الاحتفال بهذه العادة الذي يتزامن مع الاحتفال بذكرى “عاشوراء“، يتم عبر طواف الصغار وبعض الكبار بين المنازل بدمية غريبة الشكل، وسط ترديدهم عبارة واحدة تقول:”حمبكر تبي عشاها”.
عادة الحمبكر تغضب العمانيين
الفيديو المنشور أثار حالة من الغضب بين العمانيين الذين أكدوا على ان مثل هذه الاحتفالات تسيء للسلطنة ولا علاقة لها بأي تقلد أو تراث أو دين.
وتعليقا على الامر، قال الدكتور “معاذ” مستنكرا ما حدث: “حشئ هذا ما ينتمي لنا بأي شكل من الاشكال انا من السويق وهذي الظاهرة ماشفناها غير في جنوب افريقيا، مالها اصل بأهل السويق او اهالي شمال الباطنة بصورة عامة”.
وقال آخر معبرا عن غضبه مما شاهده: “هذي من لمسات الشيطان التي ادخلها الى القبائل الإسلامية، نفس ما فعل الاهالي الجاهليه بالكعبة ظناً منهم انها وسيطه لله تعالى والعياذ بالله، وهذا المنكر يعتبر من الجهل، اتقو الله في أنفسكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا شريك إلا بالله.. بدايتها طواف وآخرتها الله أعلم، آخر الزمان بدأ بالظهور”.
واستنكرت متابعة من أهل السويق الأمر بالقول: “نحنا من السويق لاكن مانسوي كذا بسم الله الرحمن الرحيم من وين طلع ذا المنكر”.
وقال آخر: “هذه عادة دخيله على مجتمعنا المسلم المحافظ طقوس هندوسية بوذية شركية ما هذا لا حول ولا قوة الا بالله العلّي العظيم!!!”.
الكاتب محمد صالح الصالحي يتحدث عن الحمبكر
يشار إلى أن الكاتب العماني محمد صالح الصالحي سبق وأن تحدث عن عادة “الحمبكر” في كتابه “الخضراء لؤلؤة النهار و تغريبة المساء”.
وقال “الصالحي” في كتابه: “بعـد صـلاة المغرب ينتشر الأطفـال وكـل طـفـل معـه الحمبكـر ومـاعون (صحن أو ملـه) لتجميع العيش (الأرز)ومـن شـروط الحمبكـر أن يكـون العيش مكبوسـا لـحـم مملح، ومـن بيـت لبيـت تسـمـع صـوت(الرعبـوب) الصدف والأطفال يغنون: حمبكر تبا عشاها حمبكر والخير جاها حمبكر تبا سحنيه حمبكر والخير اهنيه”.
وتابع قائلا: “ندخل البيوت فنجد الأمهات وقد حضـرن “صفرية العشي”، وتعطي كل طفل غرفة منه ثم نخرج خارج البيت ونقول: قدام بيتكم وادي والخير فيكم بادي”.
سبب الاحتفال بعادة “الحمبكر”
وتحدث “الصالحي” عن سبب هذه العادة قائلا: “هذا الطقس سببه كما حُكي لي أنه في زمن المجاعات والأمراض كـان الفقـر سـيد المكان، يمر العام تلو العام ولا يذوق أكثر الناس اللحم، فابتـدعـوا هـذه الأرجـوزة مـن أجـل تذوق اللحم قبل فساده لأنه من بقايا عيد الأضحى. وهي عادة اجتماعية قديمة ولاترتبط بدين”.