وطن- في سيناريو يعيد إلى الأذهان مشاهد الحرب الأهلية في لبنان، ويشير إلى الفلتان الأمني الذي تشهده البلاد اندلعت مساء أمس، السبت، اشتباكات بين حركة فتح و”عصبة الأنصار” بمخيم عين الحلوة، بعد مقتل القيادي بفتح أبو أشرف العرموشي وعدد من مرافقيه بكمين مسلح.
وقتل مسؤول الأمن الوطني في صيدا العميد في حركة فتح أبو أشرف العرموشي، مع أربعة من مرافقيه وجرح آخرون، بعد تعرضهم لكمين بينما كانوا في موقف المدارس ويتحضرون للانتقال إلى شارع البستان.
ولاحقا، نعت حركة “فتح” في لبنان “العرموشي” ورفاقه (مهند قاسم، وطارق خلف، وموسى فندي، وبلال عبيد). وشددت على أنها لن تسمح بأن تمر هذه الجريمة من دون محاسبة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام لبنانية.
ومن جهته أعلن الجيش اللبناني على حسابه في ” تويتر” أن اشتباكات تجري في مخيم عين الحلوة، وبنتيجتها سقطت قذيفة هاون داخل أحد المراكز العسكرية ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا، وحالته الصحية مستقرة.
https://twitter.com/LebarmyOfficial/status/1685617515056054272?s=20
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام نقلاً عن مندوبتها، إن الاشتباكات داخل مخيم “عين الحلوة” ارتفعت حدتها، واشتد القصف وتبادل إطلاق النار بين مواقع قوات الأمن الوطني والمجموعات الإسلامية ليمتد إلى محور جبل الحليب- حي حطين.
وقد سقطت قذيفة فوق بلدة درب السيم. كما تم إطلاق قذيفة B7 في المكان، ما أدّى إلى حالة ذعر وخوف داخل المخيم وفي بعض أحياء مدينة صيدا.
حرب شوارع داخل مخيم “عين الحلوة”
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ورصدته “وطن” أحد المسلحين يحمل قذيفة “آر بي جي” وبدا عناصر آخرون برشاشات وهو يطلقون النار ثم يختبئون في أزقة المخيم، بالقرب مما بدا أنها مدرسة فيما تعالت أصوات الرصاص الكثيف في كل مكان.
وأظهر مشهد التقط من مكان عال مخيم “عين الحلوة” والدخان الأبيض ينبعث من أرجائه، فيما تسمع رشقات من الرصاص وبدا عدد من المسلحين داخل محل صغير وهم يتناوبون على إطلاق النار.
https://twitter.com/qudsn/status/1685644874614177792?s=20
فيما أظهر مقطع فيديو آخر لحظة إصابة قائد الامن الوطني ابو اشرف العرموشي في مخيم عين الحلوة، وبدا ملقى على الأرض مع أحد عناصره في حي البساتين بصيدا.
قنابل يدوية وقذائف صاروخية
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن التوتر ساد المخيم إثر محاولة اغتيال تعرض لها “ناشط إسلامي بعد إقدام مسلح مجهول على إطلاق النار باتجاهه أدت إلى إصابته بقدمه”.
وقالت صحيفة “النهار” اللبنانية إن العملية أعقبها إطلاق رشقات من أسلحة رشاشه متوسطة، وقنابل يدوية وانفجار قذائف صاروخية، سجل خلالها سقوط عدد من الجرحى بينهم طفلتان نقلوا إلى مستشفى النداء الإنساني بالمخيم للمعالجة.
ورافقت أجواء التوتر حركة نزوح لعدد من العائلات في اتجاه منطقة الفيلات المجاورة، كما أجريت اتصالات مكثفة لوقف إطلاق النار وإعادة الأمور الى طبيعتها.
عصبة الأنصار تنفي مشاركتها في الاشتباكات
وبدورها نفت عصبة الأنصار الإسلامية في مخيم عين الحلوة اشتراكها بالإشتباكات.
وقالت في بيان لها تداولته وسائل إعلام لبنانية إنه ” تعقيباً على ما ورد في مواقع التواصل الاجتماعي من أنَّ العصبة تشارك في الاشتباكات، يهمّنا تأكيد أسفنا لما حصل ويحصل في المخيم، وسقوط القتلى والجرحى وترويع الناس، ونترحم على القتلى. ونتمنى الشفاء للجرحى ، كما نؤكد أن عصبة الأنصار لم تشارك في الاشتباكات الحاصلة، ونعمل منذ اللحظة الأولى لحصول الحدث على وقف إطلاق النار وتهدئة الوضع في المخيّم عبر اتصالات نقوم بها مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين”.
وأضافت: “نشدد على حرصنا على أمن واستقرار المخيم والجوار”، داعية إلى “وقف فوري لإطلاق النار، وإفساح المجال للاتصالات والحوار، لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه”.