مع احتمال خروج الإمارات وخفض أسعار النفط.. هل تنهار منظمة أوبك؟ (تحليل)

وطن- قال الدبلوماسي البريطاني السابق أليستر نيوتن، إن ما تواجهه منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) حاليا ليس مجرد خلافات بين أعضائها، ولكنها بيئة غير مواتية بشكل دائم.

وأضاف في تحليل بموقع “فير أوبزرفر” الأمريكي، أنه قد يكون الحفاظ على المنظمة في ظل هذه الخلافات بشأن الإنتاج “مهمة مستحيلة”، لا سيما مع أحاديث عن احتمال خروج الإمارات من المنظمة في حال انخفاض الأسعار.

وأوضح أن وزراء الطاقة والنفط في منظمة “أوبك” الذين حضروا اجتماع فيينا في وقت سابق من الشهر الجاري، “كانوا متفائلين بشكل مفاجئ.

من جانبه، أعرب الأمين العام للمنظمة هيثم الغيص، عن ثقته في انضمام أعضاء جدد لـ”أوبك”، لكنه امتنع عن تسمية أي من المرشحين، رغم أنه من المعروف أن الإكوادور، التي غادرت المنظمة في 2020، تفكر في الانضمام إليها مرة أخرى.

وقال الغيص إن أعضاء “أوبك” سيشكلون 40٪ من إجمالي إنتاج النفط العالمي بحلول 2040 أو2045، وتوقع أن نمو الطلب على النفط في 2024 سيكون حوالي ضعف توقعات الوكالة الدولية للطاقة، البالغة 860 ألف برميل يوميا.

أوبك
احتمال خروج الإمارات من أوبك في حال انخفاض الأسعار

وأضاف أن الملاحظة السلبية الوحيدة بين مندوبي دول “أوبك” هي القلق بشأن ما يراه البعض أنه نقص في الاستثمار في الإنتاج الجديد.

إلا أنه تابع: “كل شيء في أوبك ليس على ما يرام، فبين أكتوبر/ تشرين الأول ويونيو/ حزيران الماضي، وافقت المنظمة المكونة من 13 دولة، بالاشتراك مع 11 من دول مجموعة أوبك +، على خفض الإنتاج بإجمالي أكثر من 4 ملايين برميل يوميا”.

وأشار إلى إعلان السعودية أنها ستمدد حتى أغسطس/ آب المقبل الخفض الطوعي البالغ مليون برميل يوميا الذي أعلنت عنه في أوائل يونيو/ حزيران الماضي، وسرعان ما أعقب ذلك إعلان روسيا أنها ستخفض إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يوما الشهر المقبل.

السعودية وخفض الانتاج
السعودية أعلنت أنها ستخفض الانتاج حتى اغسطس القادم

وبحسب نيوتن، فإن هذا يعني أن إجمالي إنتاج أوبك+ الشهر المقبل يكون أكثر من 5 ملايين برميل يوميا أقل من إنتاجها في هذا الوقت من العام الماضي، أي حوالي 5% من إجمالي الاستهلاك العالمي.

نتيجة هذه التخفيضات هي أن خام برنت استقر عند 78.47 دولارا للبرميل في 7 يوليو/ تموز الجاري، مقابل 91.80 دولارا للبرميل مباشرة قبل إعلان أوبك+ عن خفضها الأول في 5 أكتوبر/ تشرين الأول (و107 دولارات للبرميل قبل عام)”.

وقال نيوتن إنه في ظل الوضع الحالي، يمكن لكل من روسيا والسعودية أن يقررا عدم الاستمرار في التخفيضات الأخيرة إلى ما بعد أغسطس/ آب، لكن يبدو أن الخفض المتبقي البالغ أربعة ملايين برميل يوميا سيظل ساريا حتى 2024.

ونقل عن ديفيد شيبارد في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، في 4 يوليو/ تموز الجاري، قوله إن الصراع الأخير للمنظمة يكشف عن حقيقة أساسية صعبة، وهي أن قلة من المستثمرين تقتنع بإعلان أعضاء أوبك أنهم لم يعودا يستثمرون ما يكفي في إنتاج النفط (مقابل الاستثمار في الطاقة النظيفة المتجددة)، ويعتقد السوق أنه سيكون هناك ما يكفي من النفط في المستقبل المنظور.

شيبارد أفاد بأن “أوكب” تنتقد بشدة اعتقاد الوكالة الدولية للطاقة بأن “النمو في الطلب العالمي على النفط سيتباطأ حتى عام 2028، مع تقدم تحول الطاقة (إلى الطاقة المتجددة)”، إذ ترى “أوبك” أنه من الممكن الوصول على الأرجح إلى “ذروة النفط” قبل نهاية العقد الراهن.

وتساءل نيوتن بشأن إذا كان بإمكان “أوبك” الحفاظ على وحدتها إذا انخفضت أسعار النفط؛ جراء انخفاض الطلب الذي تتوقعه الوكالة الدولية للطاقة وغالبية المستثمرين.

وأضاف أنه في “بودكاست” مع “أرب دايجيست”، ناقش ويليام لو مع جيم كرين من معهد بيكر ما إذا كان يجب على الإمارات الانسحاب من أو البقاء في “أوبك”.

وزاد أنه في منتصف 2021، عندما اندلع نزاع كبير بين السعودية والإمارات بشأن تحديد صحة إنتاج أبوظبي في أوبك، كان سام ميريديث من شبكة “سي إن بي سي” (CNBC) الأمريكية أحد المعلقين العديدين الذين تساءلوا عما إذا كان الخلاف قد يؤدي إلى زوال “أوبك”.

وقال نيوتن إن التعديل التصاعدي في إنتاج الإمارات، في يونيو/ حزيران الماضي، ليس أكثر من حل مؤقت، وهو ما يؤكده رفض الإماراتيين الانضمام إلى التخفيضات “الطوعية”، التي تامل السعودية من خلالها في زيادة أسعار النفط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى