تقرير: ماذا وراء اشتباكات الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة ؟
شارك الموضوع:
وطن- نشر موقع “المونيتور”، تقريرا تحدث فيه عما وراء الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين جنوبي لبنان.
في البداية، نقل الموقع عن الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية قولها إن الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة في مخيم للاجئين في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 11 أشخاص على الأقل.
ماذا حدث؟
اندلعت أعمال العنف يوم السبت بعد أن أطلق أحد أعضاء فتح النار على القيادي محمود خليل في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا الجنوبية ، انتقاما لمقتل شقيقه في مارس على يد المسلحين.
ونجا خليل من الهجوم فيما تعرض للإصابة، لكن أحد مرافقيه قتل وأصيب ثلاثة آخرون، وخليل عضو في حركة الشباب المسلم، ومطلوب لدى السلطات اللبنانية.
وردا على محاولة اغتيال خليل، هاجم مسلحون مقر فتح داخل المخيم وأطلقوا النار عليه، وفي اليوم التالي قتل قائد فتح أبو أشرف العروشي قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم وأربعة من مساعديه في كمين.
عين الحلوة .. المأساة مستمرة pic.twitter.com/Xya2fv7UhQ
— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) July 31, 2023
وتصاعد القتال بسرعة حيث تبادل المسلحون إطلاق النار داخل الأزقة الضيقة للمخيم باستخدام أسلحة ثقيلة، بما في ذلك بنادق هجومية وقاذفات صواريخ وقنابل يدوية.
أصاب الرصاص الطائش البنايات المحيطة بالمخيم في مدينة صيدا، مع نزوح السكان من منازلهم.
كما أخلت مستشفى صيدا العام موظفيها ومرضىها لأسباب تتعلق بالسلامة. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بسقوط قذيفة صاروخية في جنوب المدينة (خارج المخيم) ، مما ألحق أضرارا مادية.
وأغلقت المتاجر والمدارس في صيدا، بعد إصابة مواطن لبناني برصاصة طائشة ، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
بدوره، قال الجيش اللبناني، إن شظية قذيفة هاون سقطت على موقع عسكري أقيم حول المخيم ، ما أدى إلى إصابة جندي. وحذر الجيش في بيان من أنه سيرد على أي هجوم على مواقعه وعناصره.
ونشر الجيش ، المحظور عليه دخول المخيمات الفلسطينية بموجب اتفاق 1969 ، قواته حول المخيم، وقالت مصادر إن طائرات الاستطلاع التابعة له كانت تحلق فوق المنطقة مع اشتداد القتال.
خسائر “أممية”
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) – التي تقدم خدمات أساسية لما يقدر بنحو 5.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجل وأحفادهم في الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة ، أن اثنتين من مدارسها داخل المخيم تضررت في القتال. ونتيجة لذلك، علقت وكالة الأمم المتحدة عملياتها في المخيم.
فيما دعت مديرة “الأونروا” في لبنان دوروثي كلاوس، جميع الأطراف المسلحة لضمان سلامة المدنيين واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة.
وأعلنت الفصائل المتناحرة، في بيان مشترك مساء الأحد، وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع توسطت فيه حركة أمل الشيعية اللبنانية وحزب الله اللذان يسيطران على جنوب لبنان.
لكن بحلول صباح الاثنين ، عاد القتال إلى شوارع عين الحلوة، فيما فرّ المدنيون الفلسطينيون من المخيم، جراء أعمال العنف تجاه المدينة.
وقال التقرير: “مخيم عين الحلوة سيئ السمعة هو مسرح لأعمال عنف منتظمة بين أعضاء فتح والمتشددين الإسلاميين الذين يتنافسون على النفوذ والسلطة”.
ووفق “المونيتور”، تصاعدت التوترات بعد تدفق اللاجئين من سوريا المجاورة. وظهرت عدة فصائل جديدة معارضة للنظام السوري وحزب الله داخل المخيم، مما تسبب في احتكاكات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى.
والمخيم ، وهو الأكبر في لبنان ، هو موطن لحوالي 55000 لاجئ وفقًا للأمم المتحدة. ويؤوي هذا البلد المتوسطي الصغير أكثر من 292 ألفا و489 لاجئًا فلسطينيًا، 45٪ منهم يعيشون في 12 مخيماً أقيمت في البلاد بعد نكبة فلسطين عام 1948 ، وفقًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وقد شجبت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية مرارًا سوء الأوضاع داخل هذه المخيمات.
وبموجب اتفاق القاهرة الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية ووفد لبناني عام 1969 ، لا يتمتع الجيش اللبناني بأي ولاية داخل المخيمات الفلسطينية. ويتم التعامل مع الأمن داخل المخيم من قبل لجنة مشتركة تمثل جميع الفصائل الفلسطينية.
ولطالما كانت الاتفاقية مصدر انتقادات بين اللبنانيين، بحجة أن هذه الظروف أدت إلى انتشار الأسلحة الثقيلة داخل المخيمات التي أصبحت مرتعا للتطرف والتشدد المتزايد.
وجاء تصاعد العنف بين الفلسطينيين في المخيم في الوقت الذي اجتمع فيه القادة السياسيون الفلسطينيون في مصر هذا الأسبوع، لتشكيل لجنة للمصالحة الفلسطينية الداخلية ، في محاولة أخرى لإنهاء الخلاف المستمر منذ 17 عامًا بين فتح وحماس.
والتقى الرئيس محمود عباس، وزعيم المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في محادثات نادرة وجها لوجه في مدينة العلمين الساحلية إلى جانب ممثلين عن معظم الفصائل السياسية الفلسطينية.