وطن – يتناول تحقيق استقصائي لصحيفة “eldebate” الإسبانية العلاقة المثيرة للجدل بين تجسس المغرب على هاتف رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، وتغيير موقفه الجذري من الصحراء الغربية وما تبعه من تحول في العلاقة بين إسبانيا والمغرب.
يتحدث التحقيق عن وجود تجسس على هاتف سانشيز الشخصي وأن هذا الاعتداء قد يكون له تأثير على موقفه من الصحراء الغربية.
وفي علاقة موقف سانشيز من الصحراء الغربية، تُشير الصحيفة إلى أنه سانشيز تغيّر بعد استضافة سرية لزعيم جبهة البوليساريو في إسبانيا، ليتنازل بعدها عن كل شيء ويُقرر بشكل مفاجئ التماهي مع الموقف المغربي في علاقة بالصحراء.
وثيقة سرّية
أكد المشرفون على التحقيق على وجود وثيقة رسمية مفاجئة تساعد على فهم العلاقة بين التجسس وتغيير موقف سانشيز، لكنها لا تقدم تفاصيل محددة، حيث تمّ خلالها استعمال مصطلحات عامة وافتراضية.
و يتناول التحقيق بالدرس، محاولة الحكومة لتجنب تقديم التفسيرات اللازمة لمثل هذه المسألة، مما يزيد من حيرة الرأي العام حيال تغيير موقف سانشيز ودور التجسس عليه في ذلك.
وفي الأثناء، رفضت الحكومة تقديم أي تفاصيل حول سرقة المعلومات من هاتف سانشيز وأنها تعتبر تلك المعلومات أمورًا مصنفة على أنها “سرية”.
نص التحقيق يشير إلى أن هذه القضية (التجسس على هاتف سانشيز) أصبحت حاسمة في السياسة الخارجية الإسبانية وأنها أثرت على العلاقات بين إسبانيا والمغرب وخلقت توترات كبيرة.
إقالة مديرة المركز الوطني للاستخبارات
في مايو 2022، تم إقالة مديرة المخابرات الإسبانية بسبب “الفشل في تأمين الاتصالات الحكومية”، وهو ما يفسر إهتمام الرأي العام بالتجسس الذي تعرض له سانشيز وعدد من وزرائه.
اللافت بحسب تحقيق الصحيفة، هو أن جهاز المخابرات الإسباني رفض الوصول إلى أي معلومات حول التجسس بسبب الطبيعة السرية للإجراءات الخاصة به.
كما رفضت رئاسة الحكومة تسليم الوثائق المفترضة، التي من المرجح أن يكون بعضها عبارة عن رسالة من محمد السادس تغيّر على إثرها موقف سانشيز من قضية الصحراء، مستندة إلى قوانين السرية الرسمية والأمن القومي.
حسب الصحيفة الإسبانية، فإن تغيّر موقف سانشيز من قضية الصحراء الغربية أمر واضح، وهو مايؤكده انتقاله من استضافة زعيم جبهة البوليساريو إلى الإقرار بأن اقتراح المغرب بشأن الحكم الذاتي هو الأكثر جدية ومصداقية لحل النزاع.
هذا ويكشف التحقيق أن هاتف سانشيز تعرض للتجسس عبر برنامج بيغاسوس في خمس مناسبات بين أكتوبر 2020 وديسمبر 2021.
ويظهر التحقيق كذلك أن هناك محاولات لتجنب تقديم تفسيرات عن التجسس وتأثيره على القرارات الحكومية، مما يثير الاهتمام والاستفسارات من الرأي العام الإسباني.