وطن – “كل موتٍ سابق في ليلٍ دامس لا بد له من حياة آتية في صُبحٍ مشرق” أبيات للشاعر الأردني أيمن العتوم وجدت للواقع مُستقراً في حادثة مأسوية راحت ضحيتها شابة سعودية في مقتبل العمر في سبيل أن ينجو إثنين من إخوتها.
“ريما مناع راشد”، الشابة السعودية ذات الـ 21 ربيعاً التي لم يمهلها العمر مابقي من سنوات شبابها للبدء في وظيفتها الجديدة بمطار الملك خالد بالرياض بعد عودتها من إجازتها الصيفية، اختار لها القدر نهايةً مأساوية خلال رحلة عائلية إلى قرية حسوة التابعة لمحافظة رجال ألمع بمنطقة عسير، قبل أيام.
وفي التفاصيل الرهيبة التي رواها والدها، مناع راشد، لقناة “العربية“، أفاد بأن الحادث وقع عندما توقفت السيارة لأسباب مجهولة، وخلال تلك اللحظات قررت ريما الشجاعة البالغة أن تُخرج أخويها من السيارة التي كانت بالفعل قد تدحرجت مسافة مايقرب عن 5 أمتار.
https://twitter.com/AlArabiya_KSA/status/1687185957588488194?s=20
أنقذت أخويها بشجاعة
لحظة الصدمة لم تمنع ريما من محاولة إنقاذ إخوتها، حيث أسرعت لإخراجهم من السيارة، وبدأت بأختها ليندا البالغة من العمر 12 سنة ثم شقيقها أحمد، لكن للأسف، لم يكن القدر معها في تلك اللحظة الحاسمة.
حسب والدها، كان بالإمكان لريما أن تفلت من السيارة وتنقذ نفسها، لكنها واجهت الموت وهي تحاول إنقاذ أحبائها. واصفاً إياها بأنها لم تكن مجرد فتاة عادية، بل كانت بطلة وشجاعة لم تكن من بنات عصرها، كما أشار إلى أنها كانت دائمًا تضحي بكل مكافآتها الجامعية من أجل إخوتها.
https://twitter.com/alyaum/status/1687123954371100673?s=20
ميتة شنيعة
الفاجعة الكبيرة أثرت على العائلة بشدة، ويحكي أحد أقارب الراحلة عن تلك اللحظات المأساوية التي راقبت فيها العائلة الموت بأعينها.
ويتحدث في تصريحات لـ موقع “العربية.نت”، كيف شاهدت العائلة برمتها اللحظة التي تسلّمت فيها ريما مسؤولية إخوتها بإخلاص وتضحية، حتى أن إنقاذها لشقيقها أحمد جاء بعد سقوط السيارة على مسافة تزيد عن 400 متر، لكنها للأسف فقدت حياتها في تلك المحاولة.
يؤكد الوالد الملكوم أن ابنته ريما رحلت وهي تحمل في قلبها حبها الكبير لأسرتها وتضحيتها من أجلهم. وأوضح لكل العالم أن فتاته كانت طموحة، وقد أسفر الحادث الأليم عن فقدانه موهبة وأمل للمستقبل.
وعن تلك الفتاة الإنسانة الشهمة قال خالها “رياض الجرعي”: “شرف أن تكون خالًا لريما.. “شاء القدر أن تحمل حقيبة السفر الأخيرة، سائحة مع أهلها منتقلة من الرياض إلى جبال الجنوب الباردة، حملت حقيبة أحلامها وآمالها وغاياتها في الحياة معها كأي شابة أخرى لم تتجاوز الواحد والعشرين ربيعا، سافرت تريد السعادة والبهجة والنزهة بعد عام دراسي مرهق، لكن قدر الله كان له موقف آخر.
ريما مناع راشد تفطر قلوب السعوديين
تركت هذه الحادثة المؤلمة جرحاً عميقاً في قلوب أفراد عائلتها وأقاربها وأصدقائها، وهو مايمكن رصده عبر مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية.
https://twitter.com/clfasic760/status/1687517688690622464?s=20
ريما لم تعد معنا في هذا العالم، كما أكد البعض على موقع “إكس” لكن تضحيتها وشجاعتها ستبقى خالدة في قلوب الجميع.
كانت ريما بطلة حقيقية وروحًا نبيلة، ومثال للتفاني والعطاء، حسب ماذكر آخرون في تعليقات مصاحبة لمنشورات تترحم وتدعو بالمغفرة للشابة السعودية.
وفي المقابل، قال جزء واسع من المغردين “لننظر إلى قصتها ونستلهم منها الشجاعة والعزيمة لمواجهة التحديات في حياتنا والوقوف بجانب أحبائنا في كل الأوقات”.