مناورات الحرس الثوري في جزيرة أبو موسى.. رسائل إيرانية لأمريكا والخليج

وطن- من دون إعلان مسبق، بدأت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، مناورات في مياه الخليج، وبالتحديد في جزيرة أبو موسى – إحدى الجزر المتنازع عليها بينها وبين الإمارات.

بحسب تقرير لصحيفة الأخبار اللبنانية، فإنّ الغرض من هذه المناورات هو إظهار القوّة والجهوزية الدفاعية القتالية للقوات البحرية للحرس الثوري لحماية أمن هذه المنطقة.

https://twitter.com/AlakhbarNews/status/1687517577222795264?s=20

من جانبها، قالت وكالة أنباء “فارس“، المقربة من الحرس الثوري، إنه تمّ خلال المناورة التي حضرها القائد العام حسين سلامي، وقائد القوات البحرية علي رضا تنكسيري، الكشف للمرة الأولى عن منظومة “قدير” لصواريخ “كروز”، وكذلك صاروخ “فتح 360″ الباليستي، المزوّدَين بـ”الذكاء الاصطناعي”.

فيما قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا“، إنه تمّ خلال المناورة استخدام المُسيّرات والقطع البحرية المُسيّرة والمزوّدة بالذكاء الاصطناعي، مع مشاركة قطع بحرية مجهّزة بصواريخ بعيدة المدى، يبلغ مداها 600 كيلومتر.

وبحسب تقرير الصحيفة اللبنانية، فإنّ هذه المناورة، جاءت كرد فعل من جانب إيران على البيان الختامي للاجتماع المشترك الأخير لروسيا والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، والذي عبّر أطرافه عن دعمهم موقف الإمارات من الجزر الثلاث “أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى”.

وجرى خلال هذا الاجتماع، تأييد هذه الدول لإحالة ملفّ الجزر الثلاث إلى محكمة العدل الدولية، أو المحادثات الثنائية، في موقف أثار استياء لدى السلطات الإيرانية.

وقبل ذلك، كانت الحكومة الصينية قد وضعت، في بيان مشترك مع دول مجلس التعاون الخليجي، علامة استفهام حول سيادة إيران على هذه الجزر، ودعمت الموقف الإماراتي في هذا الخصوص، رغم أن الصين وروسيا هما القوّتان اللتان تنامت علاقات إيران معهما بصورة لافتة على خلفية التصعيد الذي يسود العلاقات بين طهران والغرب.

ووفق التقرير، يكمن القلق الإيراني في أنَّ دعم بكين وموسكو موقف أبو ظبي، يضعف الموقف الإيراني في النزاع.

يُذكر أن الحكومة الإيرانية في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، وفي مقابل تخلّيها عن مزاعمها التاريخية بسيادتها على البحرين، ثبّتت سيادتها على الجزر الثلاث من خلال الاتّفاق مع الحكومة البريطانية آنذاك، عندما لم تكن دولة الإمارات قد تأسّست رسميّاً بعد، وعلى الرغم من ذلك تقول أبو ظبي إن تلك الجزر تعود إليها.

وقال التقرير، إنه بعد الاحتجاجات الدبلوماسية، يبدو أن الحرس الثوري يسعى من وراء مناوراته، إلى إظهار جدّية إيران وجهوزيتها الفعلية في الدفاع عن هذه الجزر، رغم أن ذلك قد يزيد من حدّة النزاع في هذا الخصوص بين طهران والدول الخليجية، ولا سيما الإمارات.

المناورات رسالة لأمريكا أيضا

والهدف من المناورات لا يتصل بقضيّة الجزر فحسب، بل أيضاً بزيادة التحرّكات العسكرية الأميركية في المنطقة، حيث تزامنت التدريبات مع نقل الولايات المتحدة الآلاف من قوات المشاة البحرية على متن سفينتَي “یو إس‌ إس باتان” و”یو إس‌ إس کارتر هال” الهجوميّتَين إلى الخليج.

وجرى كذلك إرسال مقاتلات “إف-16″ و”إف-35” ومدمّرة “يو إس إس توماس هوندر” إلى مياه الخليج، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن هذا الانتشار العسكري يأتي كردّ على محاولات إيران الأخيرة لتهديد التدفّق الحرّ للتجارة عبر مضيق هرمز والمياه المحيطة به.

إزاء ذلك، جدّد علي رضا تنكسيري، في حفل تدشين المناورة، التأكيد على أن أمن الخليج يجب توفيره على أيدي بلدان المنطقة، داعياً الأخيرة إلى التحلّي باليقظة إزاء “مؤامرات” الدول الخارجية.

وكانت أفادت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية بأن المناورة انطلقت تحت اسم “إسحاق دارا”، وهو الشخص الذي قُتل يوم 18 أبريل 1988 في الاشتباك الذي دار بين إيران وأميركا في مياه الخليج في ذروة الحرب الإيرانية – العراقية.

توترات إيرانية كويتية

وتزامنت مناورات “الحرس الثوري”، مع تصاعُد الخلاف بين إيران والكويت حول حقل “الدرة/ آرَش” الغازي – النفطي، بعدما أعلن وزير النفط الكويتي، سعد البراك، الأسبوع الماضي، أن بلاده ستبدأ الحفر والإنتاج في حقل الدرة/ آرش من دون انتظار ترسيم الحدود مع إيران.

حقل الدرة الكويتي
حقل الدرة الكويتي

ورد نظيره الإيراني جواد أوجي، قائلاً إن بلاده لا تحتمل البتّة إهدار حقوقها في هذا الحقل، وأضاف: “إن لم تكن هناك رغبة في التفاهم والتعاون، فإن إيران ستضع على جدول أعمالها الحقوق والمصالح والاستثمار والتنقيب عن المصادر الآنفة الذكر”.

إزاء ذلك، يبدو أن إيران تسعى من خلال المناورة، إلى إيجاد أداة ضغط على كل من الكويت والسعودية.

ويمكن التصعيد الأخير الناجم عن اشتداد حدّة النقاش في شأن الجزر الثلاث، مروراً بوضع حقل “الدرة/ آرش”، وصولاً إلى تكثيف الانتشار العسكري الأميركي في المنطقة وما أعقبه من مناورات عسكرية إيرانية، أن يشكّل مؤشراً إلى احتمال بروز توتّرات واشتدادها مستقبلاً في المنطقة، وبالتالي تضرُّر عمليّة الانفراج التي بدأت مع الاتفاق بين إيران والسعودية في مارس الماضي.

عودة العلاقات بين السعودية وايران
عودة العلاقات بين السعودية وايران
Exit mobile version