وطن- حذر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، من أن التلويح بالتدخل العسكري في النيجر يمثل تهديدا مباشرا لبلاده، وذلك قبل ساعات من انتهاء هدنة منحتها مجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، قبل التدخل العسكري.
ونقلت قناة “النهار” الجزائرية عن تبون، قوله إن بلاده ترفض بشكل قطعي وتام أي تدخل عسكري في النيجر، وذلك بعدما كان قد دعا في وقت سابق، إلى حل الأزمة بالطرق السلمية.
وأضاف تبون أن بلاده تقف مع الشرعية الدستورية، موضحا أن ما حدث في النيجر يعتبر انقلابا، وأنه يجب العودة لمسار الشرعية، وتابع: “إذا رغبوا أن نقدم لهم المساعدة لعودتها فنحن نرحب بذلك”.
قادة انقلاب النيجر طلبوا المساعدة من فاغنر
في غضون ذلك، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول عسكري غربي قوله إن قادة الانقلاب في النيجر طلبوا المساعدة من مجموعة “فاغنر” الروسية.
وقالت الوكالة إن أحد قادة الانقلاب زار مالي، وأجرى اتصالات مع أحد أفراد فاغنر، وأبلغه بحاجة قادة الانقلاب لمساعدة المجموعة العسكرية الروسية الموجودة في مالي للتعامل مع التدخل العسكري المحتمل لمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) التي تنتهي مهلتها للانقلابيين بتسليم السلطة خلال ساعات.
وأضافت أسوشيتد برس، أن الطلب جاء خلال لقاء بين الجنرال النيجري ساليفو مودي وممثل عن فاغنر في مالي.
وأوضح المسؤول الغربي أن الانقلابيين في النيجر يحتاجون إلى فاغنر لضمان بقائهم في السلطة، كاشفا عن أن المجموعة العسكرية الروسية تدرس الطلب.
يُشار إلى أن رئيس النيجر المعزول محمد بازوم كان قد حذّر قبل أيام، مما وصفها بعواقب مدمرة للانقلاب على العالم، معتبرا أن منطقة الساحل قد تنتقل إلى نفوذ روسيا عبر فاغنر، ودعا واشنطن والمجتمع الدولي إلى مساعدة بلاده على استعادة النظام الدستوري.
تحذير من نفوذ فاغنر
في الوقت نفسه، حذرت تقارير فرنسية من لجوء قادة انقلاب النيجر للاستعانة بقوات فاغنر للبقاء في السلطة، وبخاصة بعد ظهور مواطنين يرفعون علم روسيا خلال مظاهرات داعمة لهم بالعاصمة نيامي، وهو ما نفاه النيجريون حينها.
قادة الانقلاب مصرون على موقفهم
في المقابل، نقلت قناة الجزيرة، عن مصدر في جيش النيجر قوله: “لن نتراجع عن خطواتنا بشأن تعليق الدستور والإطاحة بالرئيس محمد بازوم”.
وأضاف المصدر أن الحكام العسكريين سينظمون لقاءات جماهيرية مباشرة في نيامي، بالتزامن مع انتهاء مهلة الإيكواس.
خطة التدخل العسكري وُضعت بالفعل
عسكريا أيضا، ومع اقتراب انتهاء مهلة مجموعة “إيكواس“، قال مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في دول المجموعة عبد الفتاح موسى، إن قادة الأركان بدول المجموعة وضعوا خطة لتدخل عسكري محتمل في النيجر، في حالة عدم تنحي قادة الانقلاب.
وصرح موسى عقب اجتماع إقليمي في أبوجا، بأن التكتل لن يكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، وهو قرار سيتخذه رؤساء الدول.
وشدد على أن دول المجموعة تأمل التوصل لحل سياسي، وتمنح لقادة الانقلاب كل الفرص الممكنة لإعادة السلطة للرئيس المنتخب محمد بازوم.