بشار الأسد سعيد لنجاته من مصير القذافي وصدام.. كشف أسراره في حوار خاص (فيديو)
شارك الموضوع:
وطن- بثت قناة “سكاي نيوز” مساء اليوم، الأربعاء، مقابلة أجرتها مع رأس النظام السوري بشار الأسد، في “قصر المهاجرين” بدمشق تناولت العديد من القضايا وآخر المستجدات المرتبطة بالوضع الداخلي السوري، ومستقبل العلاقات السورية العربية، إلى جانب مواضيع أخرى.
وقال بشار الأسد إن نظامه تمكن من تجاوز العقوبات المفروضة عليه بموجب قانون “قيصر” الأمريكي، مقللاً من أثر هذه العقوبات.
وأضاف في المقابلة المذكورة أن “هناك سيناريوهات لخلق حالة من الرعب في سورية مثلما حدث مع معمر القذافي وصدام حسين.”
زاعماً أن “الدول التي خلقت الفوضى في سورية، هي التي تتحمل مسؤولية تجارة المخدرات“.
حوار بشار الأسد مع “سكاي نيوز” يثير جدلا
وتطرّق الأسد خلال لقائه للحديث عن ولده حافظ، قائلاً: “العلاقة بيني وبين ابني حافظ هي علاقة عائلة.. ولا أناقش معه قضايا الحكم، وهو بعيد عن السياسة”.
وأشار إلى مسألة التنّحي عن السلطة بالقول: “التنحي عن السلطة لم يكن مطروحاً على الإطلاق، لأنه سيكون هروباً بسبب الحرب”.
“لا لقاء مع أردوغان”
وقال رأس النظام بشار الأسد، الذي بدا نحيل الوجه وآثار الإرهاق بادية على ملامحه، رغم لمسات المكياج التي وضعت له أنّه لن يكون هناك أي لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق شروطه.
وسخر من أردوغان قائلاً : لماذا نلتقي أنا وأردوغان؟ لكي نشرب المرطبات مثلا!”، وذلك في إشارة إلى لقاء حليفه بوتين مع أردوغان وتناولهما البوظة أثناء زيارة الثاني إلى موسكو في، أغسطس آب 2019.
ورغم التقارب المخابراتي واللقاءات المبتادلة بين الجانبين السوري والتركي، شن الأسد هجوماً على الحكومة التركية، وقال بأنّها مصدر لما وصفه بـ”الإرهاب” في سوريا، قائلاً: “الإرهاب في سوريا صناعة تركية”.
واعتبر “الأسد” أن هدف الرئيس التركي من الجلوس معه “هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا”، وأردف: “من دون تحضير يعني من دون نتائج، لماذا نلتقي أردوغان، لكي نشرب المرطبات مثلاً”.
وسبق أن جرت لقاءات بين وزراء خارجية النظام السوري وتركيا برعاية روسيا، تحضيراً للقاء محتمل بين أردوغان و”الأسد”، الذي يشترط مقابل اللقاء، انسحاب القوات التركية من شمال غربي سوريا، إلّا أنّ المسؤولين الأتراك صرحوا – أكثر من مرّة – بعدم إمكانية ذلك.
وفي شهر تموز الفائت، قال الرئيس التركي إنّ “بشار الأسد يريد من تركيا مغادرة شمالي سوريا، لا يمكن أن يكون هناك شيء من هذا القبيل، موضحاً: “نحن نحارب الإرهاب هناك حيث يوجد تهديد للأمن القومي التركي”.
الأسد المأزوم
ولم يوفر الرئيس المأزوم داخلياً وخارجياً انتقادا للجامعة العربية التي أعادته إلى حضنها واعتبر أنها “لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي”.
وزعم الأسد بطريقته التنظيرية المعهودة أن “العلاقات العربية – العربية منذ أن تكوّن عندي الوعي السياسي قبل أربعة عقود، هي علاقات شكلية، لماذا؟ لسبب بسيط، لأننا بطريقة تفكيرنا ربما على مستوى الدول، أو هي ثقافة عامة لا أدري، لا نطرح حلولاً عملية ولا نطرح أفكاراً عملية لأي شيء، نحب الخطابات والبيانات واللقاءات الشكلية، هذه طبيعة العلاقة”.
وبخصوص عودة علاقات نظامه مع بعض العواصم العربية، قال الأسد: “عودة سورية هل ستكون شكلية أم غيرها، هذا يعتمد على طبيعة العلاقات العربية – العربية، هل تغيرت؟ لا أعتقد أنها تغيرت بالعمق هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثر علينا كدول عربية لكنها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول، طالما أنه لا يوجد حلول للمشاكل فإذاً العلاقة ستبقى شكلية”.
تدجين المعارضة
وهاجم الأسد الذي دمر البلاد وشرد العباد واعتقل مئات الألوف من السوريين المعارضة السورية.
وأضاف بطريقة التدجين أن المعارضة التي يتم الاعتراف بها هي “المعارضة المصنّعة محلياً لا المصنعة خارجياً، المصنعة محلياً يعني أن تمتلك قاعدة شعبية، وبرنامجاً وطنياً، ووعياً وطنياً”.
وقال إن “المعارضة هي شيء طبيعي نحن بشر ونختلف بالآراء في المنزل الواحد، فكيف لا نختلف على مستوى الوطن تجاه الكثير من القضايا”.
وبطريقة الأحاجي والألغاز زاد قائلاً “كلمة خارج لا تعني السوء، قد يكون معارضاً داخلياً ومرتبطاً بالخارج، وقد يكون معارضاً بالخارج ولكنه مرتبط بالوطن، فالقضية ليست لها علاقة بالخارج والداخل، لها علاقة بأين تكمن انطلاقتك من الشعب أم من المخابرات الأجنبية هذا هو السؤال فقط”.
وذلك علماً بأن المئات ممن يسميهم معارضة الداخل زج بهم في سجونه ولازالوا خلف القضبان، مثل عبد العزيز الخير الذي اعتقل في 20 أيلول / سبتمبر 2012 ولا يزال مجهول المصير.
الدول التي خلقت الفوضى
وعن التطبيع بين حركة “حماس” والنظام السوري، قال “الأسد” إنّ “موقف حماس منّا كان مزيجاً من الغدر والنفاق”.
وفي محاولة للتنصل من دوره في تهريب المخدرات إلى دول الجوار والدول الخليجية زعم “الأسد” أنّ “الدول التي خلقت الفوضى في سوريا هي التي تتحمل مسؤولية تجارة المخدرات” في إشارة واضحة إلى السعودية وقطر.
وحول عودة اللاجئين وهي الشغل الشاغل لمعظم الدول التي تضم لاجئين سوريين، زعم الأسد أن ما يعادل نصف مليون لاجىء عادوا إلى سوريا خلال السنوات الماضية ولم يسجن أي شخص من بينهم.
وربط بشار الأسد بين توقف عودة اللاجئين والأحوال المعيشية، وأضاف بنبرة تتجاهل السبب الحقيقي لعدم عودة اللاجئين وهو عدم توفر الأمان والخوف من الاعتقالات: “كيف يمكن للاجئ أن يعود من دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة.”
وكان تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” صدر في تشرين الأول 2021 أكد أن اللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا من لبنان والأردن بين 2017 و2021، واجهوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واضطهادا على يد الحكومة السورية والميليشيات التابعة لها. وعانى العائدون أيضا للبقاء على قيد الحياة وتلبية احتياجاتهم الأساسية في بلد دمره النزاع.
وعلى طريقة “يكاد المريب أن يقول خذوني” قال الأسد :”حتى لمن يشك يستطيع أن يعود للواقع لذلك؛ أنا ابتدأت بالواقع قلت عاد نحو نصف مليون كيف يعود هؤلاء إذا كانت الدولة ستقوم بسجنهم! هذا مؤشر واقعي بغض النظر عما أقوله أنا في هذه المقابلة”.