وطن- يثير النقاش العام حول التوجه نحو التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، مسائل معقدة ومثيرة للجدل سواء بالنسبة لولي العهد -الحاكم الفعلي للمملكة- أو لداعميه من المؤسسات الدينية والعسكرية في البلاد.
وحسب تحليل لموقع “صوت الناس” المعارض بعنوان “العلاقة بين بوادر التطبيع وانشقاق العسكريين في السعودية”، تتعدد الأبعاد والآثار المحتملة لهذه الخطوة على العديد من الجوانب السياسية والثقافية والدينية في المملكة.
وفي سياق ذلك، حسب الموقع، يلقى الجيش السعودي بظلاله على هذا التوجه، ومن المرجح أن تشهد تأثيرات تطبيع العلاقات مع إسرائيل على ولاء وهويته الثقافية والدينية.
ويشار هنا، إلى أن للجيش السعودي عاملًا حيويًا في النسيج الاجتماعي والسياسي للمملكة، وتنبثق تساؤلات متعددة حول كيفية تأثير هذا التوجه على أعضاءه وثوابتهم الثقافية والدينية.
محمد بن سلمان يريد التطبيع مع إسرائيل
ذكر التحليل أن التطبيع العلني مع إسرائيل، أصبح هدفًا لولي العهد محمد بن سلمان، مع التركيز على تجنب الانشقاقات وتأمين تأييد الرأي العام.
ونقل ما قاله رجل الأعمال اليهودي حاييم سابان، الذي أشار إلى تردد ولي العهد بسبب مخاوف من العواقب السلبية من جانب إيران أو قطر.
لفت الموقع كذلك إلى “نظام مقاطعة إسرائيل” الذي صدر في السعودية عام 1962، ويهدف لمنع التعامل مع إسرائيل تضامنًا مع القضية الفلسطينية، حسب ما ذكر تقرير لموقع “صوت الناس” السعودي المعارض.
ويحظر هذا النظام، حسب ما أرشد بحث صوت الناس، التعامل التجاري والمالي مع إسرائيل، ويشمل الاستيراد والتصدير والاستثمار وأي نشاط يعزز العلاقات معها.
جدير بالذكر أنّه تاريخيًا، استنكرت السعودية التطبيع الكامل مع إسرائيل ودعمت حقوق الفلسطينيين بشكل قوي.
عقيدة الجيش السعودي.. عقبة أمام التطبيع
حسب التحليل الذي أعده “صوت الناس”، فإن التطبيع مع إسرائيل قد يؤثر على ولاء الجيش السعودي، بناءً على تاريخ الدعم للقضية الفلسطينية والقيم الدينية والثقافية.
حيث يثير التطبيع تحديات من النواحي السياسية والدينية والثقافية، مثل اعتباره تجاوزًا لمعاناة الشعب الفلسطيني وتناقض مع قيم الإسلام.
وفي السياق، أشار تقرير “صوت الناس” إلى أنه يجب على الحكومة السعودية، أن تتعامل بحذر مع هذه التفاوتات وتهدف لتهدئة التوترات وتعزيز الوحدة الداخلية بشفافية.
عقيدة مبنية على دعم فلسطين
من الناحية الثقافية، ينعكس الانتماء الوطني والثقافي في هوية الجيش السعودي من خلال القيم والتقاليد والعادات المشتركة.
وفي هذا السياق، تثير التساؤلات حول تأثير التطبيع مع إسرائيل على هذا الانتماء وتسليط الضوء على مخاوف تغيير الهوية الوطنية والقيم المحلية.
على سبيل المثال، قد يعتبر بعض أفراد الجيش القديمين تاريخ الدعم للقضية الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ من وجودهم وتربيتهم، ولذلك تتناقض معتقداتهم مع فكرة التطبيع.
ومن الناحية الدينية، تتأثر مفاهيم أفراد الجيش بالقيم الدينية المترسخة في الإسلام. تعكس قضية الفلسطينيين تضامنهم مع المستضعفين والمظلومين، ويتداخل هذا مع التحديات التي يثيرها التطبيع. فبالرغم من التطلع للسلام والتعاون، قد يراه بعض الأفراد تخليا عن مبادئهم ومسؤوليتهم الدينية.
اللافت في تحليل “صوت الناس” أن بعض العناصر الدينية داخل الجيش قد ترفض تطبيع العلاقات بشدة بناءً على معتقداتهم. وحسب رأي الموقع السعودي فإن “التأثير المحتمل على ولاء أفراد الجيش يمكن أن يشمل الاضطراب والاختلاف في الرأي حتى الانشقاقات”.