رسالة تحذير لإدارة الدوري الإنجليزي تفضح انتهاكات السعودية والإمارات.. ما القصة؟
وطن- أرسلت خمس منظمات حقوقية، رسالة مشتركة إلى إدارة الدوري الإنجليزي الممتاز والحكومة البريطانية، أعربت فيها عن قلقها العميق إزاء الاتجاه المتزايد لاستحواذ دول الخليج على أندية الدوري الإنجليزي لكرة القدم.
والمنظمات الحقوقية التي وقعت على الرسالة المشتركة، هي مركز مناصرة معتقلي الإمارات، ومنظمة القسط لحقوق الإنسان، مركز الخليج لحقوق الإنسان، الحملة الدولية للحرية في الإمارات، والمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان.
ورسالة المنظمات الخمس وُجِّهت إلى المدير التنفيذي للدوري ريتشارد ماسترز، ووزارة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية، حيث دعت إلى حظر الاستحواذ الخليجي وإلغائه تدريجياً من كرة القدم الإنجليزية.
https://twitter.com/EDAC_Rights/status/1690060247052828672?s=20
وفي رسالتها، قالت المنظمات الحقوقية إنّ استحواذ السعودية على نيوكاسل يونايتد، وامتلاك الإماراتيين بوجه خاص لنادي مانشستر سيتي، بالإضافة إلى امتلاك سعودي لنادي شيفيلد يونايتد، يثير قلقها المتزايد من أن السلطة السياسية والاجتماعية والثقافية المرتبطة بالاستحواذ على أندية الدوري الإنجليزي تمنح هذه الدول تأثيرًا غير لائق.
غطاء لمواصلة انتهاكات حقوق الإنسان
وحذّرت الرسالة، من أن هذا الاستحواذ قد يكون غطاءً لدولتي السعودية والإمارات لمواصلة ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان بشكل صارخ.
في الوقت نفسه، رحبت المنظمات الحقوقية بالتعزيز الأخير لاختبار مالكي ومديري أندية الدوري الممتاز، وكذلك بالورقة البيضاء التي أصدرتها الحكومة البريطانية بشأن إصلاح إدارة النادي.
لكنها أكّدت في الوقت نفسه، أن هذين التحركين لا يحددان معايير موضوعية وقوية بما يكفي للسيطرة على عمليات الاستحواذ على النادي، وأنهما لا يوضحان ما إذا كانتا ستمنعان مستقبلاً عمليات الاستحواذ الحكومي على أندية الدوري الممتاز.
في حين شددت الرسالة على ضرورة أن تقوم رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز والحكومة البريطانية بتنفيذ الضمانات اللازمة لمنع استحواذ الأفراد أو الكيانات المعرضة لتأثير الجهات الحكومية عليها، أو التي تنتهك حقوق الإنسان، على أندية كرة القدم الإنجليزية.
وركزت الرسالة على وجه التحديد، على مالكي نادي مانشستر سيتي، وهي مجموعة أبوظبي المتحدة التي يشغل مالكها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان منصب نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات العربية المتحدة.
وقالت إنه على مدى 15 سنة منذ استحواذ مجموعة أبوظبي المتحدة على النادي، شهدت حكومة منصور حملة قمعية مستمرة وشرسة ضد المعارضة داخل البلد، واعتقلت العشرات من المنتقدين السلميين للحكومة والمناصرين للإصلاح، وما زال العديد منهم قيد الاحتجاز التعسفي.
من جانبه، قال حمد الشامسي المدير التنفيذي لمركز مناصرة معتقلي الإمارات، إنه في الوقت الذي يحتفل فيه مالكو مانشستر سيتي بالموسم الذي حققوا فيه ثلاثية تاريخية، يستمر الحبس الانفرادي للمدافعين الإماراتيين عن حقوق الإنسان مثل أحمد منصور لمجرد الدعوة سلميا إلى الإصلاح.
انتهاكات مانشستر سيتي
وسلطت الرسالة الضوء على الاتهامات الموجهة لنادي مانشستر سيتي بارتكابه أكثر من 100 انتهاك لقواعد الدوري الممتاز فيما يتعلق بمعلومات النادي المالية، على مدى تسع سنوات، بما في ذلك عدم الامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وقال خالد إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان، إن السماح لجهات فاعلة حكومية ارتكبت انتهاكات جسيمة موثَّقة توثيقا جيدا في مجال حقوق الإنسان، مثل السعودية والإمارات، باستخدام كرة القدم الإنجليزية في الغسيل الرياضي يشكل خطرًا كبيرًا على نزاهة اللعبة الرائعة.
وحذّر من أنه إذا لم يتخذ الدوري الإنجليزي الممتاز والحكومة البريطانية إجراءات متضافرة، فإن دولا أخرى ذات سجلات حقوقية مشبوهة مماثلة ستسعى إلى أن تحذو حذوها.