كيسنجر للسفير الإسرائيلي في واشنطن ١٩٧٤ عن مدير المخابرات السعودية كمال ادهم: نعلم أن مصر تدار دوما من قبل اليهود.. ولم نعترض!
شارك الموضوع:
وطن- كشفت مذكرة نص مكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر مع السفير الإسرائيلي في واشنطن سيمكا دينيتز، بتاريخ ١٧ / ٢ / ١٩٧٤، عن بوادر سعودية من أجل التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني في وقت مبكر جدا.
ومع ان معظم الاتصالات الخاصة بوزير الخارجية الأمريكية التي أفرج عنها حتى الآن يلفها الغموض والتلميحات خاصة ممن يلتقي معهم بشكل دائم، حيث تتناول هذه الاتصالات موضوعات سبق مناقشتها ما بين الطرفين، ومع ذلك لا زالت الحكومة الأمريكية تحجب العديد من النقاط بالغة الخطورة التي تم تناولها في هذه الاتصالات التي تم رفع السرية عنها، نتيجة التهديد برفع قضية من قبل الارشيف الوطني الأمريكي على مكتبة هنري كيسنجر التي كانت تحتفظ بها بعيدا عن الدوائر الرسمية الامريكية، بعد ان خالفت القانون بعدم تسليمها للارشيف الوطني، خاصة وأن العديد من هذه الاتصالات تتعلق بقضايا تعاملت معها الحكومة الأمريكية من خلال قناة خلفية بعيدا عن مؤسسات الحكومة الأمريكية الرسمية، الا أن وزارة الدفاع الأمريكية ارتأت الابقاء على سرية بعض محادثات هنري كيسنجر لأسباب أبدتها، منها: أن الكشف عن ما فيها من معلومات من شأنه أن يسبب ضررا خطيرا للعلاقات بين الولايات المتحدة وحكومات أجنبية ، أو للأنشطة الدبلوماسية الجارية للولايات المتحدة الأمريكية.
وقد ورد من خلال الاتصال سؤال من السفير الإسرائيلي سيمكا دينيتز لوزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر: ماذا عن “صبيك” في الخارجية؟
“your guy in State Department “?
والذي يقصد به السعودي – الباني الأصل- “كمال ادهم” الذي كان يعمل سرا مع هنري كيسنجر في الخارجية الأمريكية وكمندوب للمخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط وكمدير للمخابرات السعودية في نفس الوقت في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، وهو اخو زوجته “عفت الثنيان”، وقد تبين فيما بعد أنه يعمل لصالح الأمريكيين حتى ضد مصالح السعودية نفسها.
فيرد هنري كيسنجر: لقد قابلته في الصباح، وتحدثنا معا مطولا في مواضيع شاملة وكاملة، لقد كان أكثر اعتدالا بالنسبة لإسرائيل أكثر من اي وقت مضى، خاصة حين كنا لوحدنا!، لقد كان هادئا وقال: إن إسرائيل يمكنها ريادة الشرق الأوسط فيما لو صنعت سلاما مع العرب، أنهم يديرون الأمور دائما في مصر وأماكن أخرى ولم نعترض!.
فسأله السفير الإسرائيلي: تقصد اليهود؟ فيرد كيسنجر مؤكدا: اليهود!.
ومع خطورة ما ورد في الاتصال الا انه لا زال ثمة معلومات لا زالت محجوبة ضمن مفكرة تفريغ الاتصال من قبل الحكومة الأمريكية.
وجاء هذا الاتصال بعد شهر من اتفاقية فك الاشتباك ما بين مصر والكيان الصهيوني اثر حرب أكتوبر ١٩٧٣، وفي وقت كان يعمل فيه “كمال ادهم” جاهدا من أجل اتفاقية مماثلة مع السوريين والتي تمت فيما بعد، حيث أكد ادهم لكيسنجر أن السوريين يريدون فك الارتباط ويسعون من أجله، حسب ما ورد من كيسنجر لسفير الكيان الصهيوني خلال هذا الاتصال.
وفي اتصال آخر لوزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر مع رئيس أركان الجيش الأمريكي الكسندر هيغ، اثناء اندلاع حرب أكتوبر وبعد تهديد الاتحاد السوفيتي بعواقب وخيمة اذا لم تسمح الحكومة الإسرائيلية بايصال مساعدات انسانية للجيش المصري الثالث والتي تضمنت ( دماء، ودواء وغذاء) والتي عطل الكيان الصهيوني ايصالها.
فيخبر كيسنجر رئيس الأركان هيغ بتاريخ ١٣ أكتوبر ١٩٧٣ : “أن الإسرائيليين الاغبياء أولاد الحرام يريدون الأقفال علينا،- يقصد الأضرار بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط خاصة بعد التهديد السوفيتي- لقد قمت بحماية استثماراتهم باخذ ضمانات من السعوديين!!.
لكنه يظهر بوجه آخر مع سفير الكيان الصهيوني في واشنطن سيمكا دينيتز بتاريخ ١٣ أكتوبر ١٩٧٣ ” سنرسل من ٥٠ إلى ١٠٠ طائرة لإسرائيل، وليحترق الحكام العرب، والنصر حليفكم”.
كما يظهر هنري كيسنجر بوجه ثالث مع سفير الأتحاد السوفيتي في واشنطون “اناتولي دوبرينين” حين يقول له ” أن كابوسي أن ينتصر اي من الطرفين”.