عدوى المسالك البولية: هل هناك سلالة جديدة من بكتيريا الإشريكية القولونية؟
شارك الموضوع:
وطن – اكتشف الباحثون أن سلالة جديدة من بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) مسؤولة عن التهابات المسالك البولية الخطيرة. ناهيك بأن 90% من حالات التهاب المثانة تكون بسبب بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli).
التهاب المثانة هو التهاب المسالك البولية الموجود في المثانة. ولكن وفقا لدراسة جديدة نشرت في مجلة علم الأحياء الدقيقة والعدوى السريرية (CMI)، فإن سلالة جديدة من هذه البكتيريا هي السبب في التهابات المسالك البولية الأكثر خطورة، بحسب ما أفاد به موقع “بوركوا دكتور” الفرنسي.
التهابات المسالك البولية الأكثر خطورة مع ظهور سلالة جديدة من البكتيريا
يمكننا أن نقرأ في البيان الصحفي الصادر عن مستشفى تولوز الجامعي: “على الرغم من أن التهابات المسالك البولية تبدأ عادة بشكل خفيف مع التهاب المثانة الذي يقتصر على المثانة فحسب، فإنها يمكن أن تؤثر أيضا على الكلى أو تتطور إلى عدوى تهدد الحياة تعرف باسم الإنتان (عندما تنتشر العدوى إلى الدورة الدموية) ما يسبب استجابة التهابية عامة. وبحسب الباحثين، فإن هذه الأشكال الخطيرة ترجع إلى سلالة جديدة من الإشريكية القولونية”.
في أثناء قيامهم بالدراسة، عزل العلماء سلالات E. coli من البول لـ 223 مريضًا تم إدخالهم إلى قسم الطوارئ للبالغين في مستشفى جامعة تولوز. وبعد تحليلها، اكتشفوا دور عامل البكتيريا الجديد، HlyF، الذي يحمله البلازميد (جزء صغير من الحمض النووي) القادر على الانتقال بين البكتيريا وبالتالي الانتشار بسرعة داخل البكتيريا، حسبما ترجمته “وطن“.
من خلال إعادة إنتاج التهابات المسالك البولية في الفئران، تمكن الباحثون من التأكد من أن بكتيريا HlyF زادت من قدرة بكتيريا E. coli على إحداث عدوى حادة مع انتشار الدم واستجابة التهابية متفاقمة.
سلالة جديدة أكثر مقاومة من بكتيريا الإشريكية القولونية
بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن سلالة E. coli HlyF لديها جينات مقاومة لمضادات الميكروبات. ووفقا لمعهد باستور، فإن “مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية يمكن أن تنتج إما عن طفرات أو عن اكتساب جينات المقاومة التي تمنح مقاومة لواحد أو أكثر من المضادات الحيوية، وقد يكون اكتشاف هذه السلالة مثيرًا للقلق نظرًا لإمكانية تبادل جينات المقاومة بين البكتيريا
كما أوضح البروفيسور إريك أوزوالد، عالم الأحياء في مستشفى جامعة تولوز، في بيان صحفي”بالنظر إلى شيخوخة السكان وزيادة الأمراض المصاحبة والإجراءات الطبية المعقدة (مثل زرع الأعضاء أو العلاجات المثبطة للمناعة)، فمن المرجح أن تزداد وتيرة الإصابة بالتهابات المسالك البولية، وخاصة الالتهابات الشديدة والمعقدة، وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تصبح مقاومة مضادات الميكروبات أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العقود القادمة. لذلك من الضروري مراقبة وجود وتطور البلازميدات التي تعزز انتشار عوامل الضراوة مثل بكتيريا HlyF، ما يؤدي إلى حدوث عدوى أكثر خطورة أو حتى مميتة وتحمل جينات مقاومة للمضادات الحيوية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، في فرنسا، تصاب امرأة واحدة من كل عشر نساء تقريبًا بالتهاب المثانة كل عام وفقًا لمستشفى جامعة تولوز، وخلال حياتها، ستصاب مريضة واحدة من كل اثنتين بالتهاب المسالك البولية.