هذه الفاكهة المجففة مفيدة لإخراج البراز المتراكم ومحاربة الإمساك
وطن-لا ريب أن الإمساك مشكلة شائعة جدًا تؤثر على الكثير من الأشخاص حول العالم، إذ تُعرف بوجود صعوبة في إخراج البراز بشكل منتظم، ما قد يسبب عدم الراحة والألم والتورم ومشاكل صحية أخرى.
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب الإمساك، مثل نقص الألياف أو الماء أو ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى التوتر، والتغيرات في العادات، وتناول الأدوية أو بعض الأمراض. للوقاية من الإمساك وعلاجه، من المهم اتباع نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة التي تعزز العبور المعوي.
ومن بين هذه الأطعمة، هناك نوع يتميز بفوائده المتعددة؛ وهو اللوز. هذه الفاكهة المجففة غنية بالألياف والدهون الصحية والبروتين والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، كما يمكن أن يساعد في تحسين عملية الهضم وطرد البراز المتراكم وتخفيف الإمساك، بحسب ما أفادت به مجلّة “لا فيدا لوثيدا” الإسبانية.
كيف يحارب اللوز الإمساك؟
يعدّ اللوز غذاء متكاملاً للغاية، إذ يوفر العناصر الغذائية الأساسية للجسم. ومن بينها الألياف التي تعتبر من أهم العناصر التي تساعد في مكافحة الإمساك. من جانبها، تعدّ الألياف نوع من أنواع الكربوهيدرات التي لا يتم هضمها أو امتصاصها في الأمعاء، ولكنها تمر سليمة إلى القولون، حيث تعمل كعامل منظم للعبور المعوي.
للألياف وظيفتان رئيسيتان: من ناحية، تزيد من حجم واتساق البراز، ما يسهل مروره؛ ومن ناحية أخرى، فهي غنية بالماء وتشكل هلامًا لزجًا يعمل على تليين جدران الأمعاء ويمنع جفاف البراز وقساوته. بالإضافة إلى ذلك، تحفز الألياف الحركات التمعجية للأمعاء، والتي تدفع البراز نحو المستقيم، وفق ما ترجمته “وطن“.
في هذا السياق، يحتوي اللوز على حوالي 12 غرامًا من الألياف لكل 100 غرام، ما يجعله من أغنى المكسرات التي تحتوي بهذه المغذيات. وينصح بتناول ما بين 25 و30 غراماً من الألياف يومياً للوقاية من الإمساك وعلاجه، لذا فإن تناول 20 أو 30 حبة لوز يومياً يمكن أن يساهم في الوصول إلى هذه الكمية.
بالإضافة إلى الألياف، يوفر اللوز أيضًا الدهون الصحية، وخاصة الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة. هذه الدهون لها تأثير مضاد للالتهابات ووقائي على الغشاء المخاطي في الأمعاء، ما يمنع التهيج والآفات الناجمة عن الإمساك.
وبالمثل، تساعد الدهون على تحسين امتصاص بعض الفيتامينات التي تذوب في الدهون، مثل فيتامين E، الذي يتمتع أيضًا بخصائص مضادة للأكسدة وللالتهابات. علاوة على ذلك، يعد اللوز أيضًا مصدرًا جيدًا للبروتين النباتي، ما يساعد في الحفاظ على كتلة العضلات وصحة الأنسجة. ولا ريب أن البروتينات ضرورية أيضًا لإنتاج الإنزيمات الهاضمة، التي تسهل تكسير الطعام وامتصاص العناصر الغذائية.
وأخيرًا، يحتوي اللوز على فيتامينات المجموعة ب، مثل الثيامين والريبوفلافين والنياسين وحمض الفوليك، التي تشارك في استقلاب الطاقة وتحسين عمل الجهاز العصبي. يمكن أن تساعد هذه الفيتامينات في تقليل التوتر والقلق، وهي عوامل يمكن أن تؤثر سلبًا على العبور المعوي.
كيف يتم تناول اللوز للاستفادة من فوائده؟
اللوز هو الغذاء الموصى به للنساء فوق سن 40 عاما، حيث إنه طعام متعدد الاستخدامات ويمكن استهلاكه بطرق مختلفة: كاملًا، أو مقطعًا، أو مقطعًا إلى شرائح، أو مطحونًا، أو على شكل حليب أو كريمة. ومع ذلك، ليس كل أشكال الاستهلاك لها نفس التأثير على الإمساك. للحصول على أقصى استفادة من فوائده، يوصى باتباع الإرشادات التالية:
- اختر اللوز الخام أو المحمص بدون إضافة الملح أو السكر. قد يحتوي اللوز المقلي أو المختلط على المزيد من الدهون المشبعة والصوديوم، ما قد يضر بصحة القلب والأوعية الدموية وضغط الدم.
- نقع اللوز قبل تناوله. هذا يساعد على تنشيط الإنزيمات وإزالة المثبطات التي تجعل من الصعب هضم وامتصاص العناصر الغذائية. يمكن نقع اللوز لمدة 8 ساعات تقريباً في ماء بدرجة حرارة الغرفة، مع تغيير الماء كل ساعتين. بعد ذلك، يجب تصفية اللوز وتجفيفه جيدًا قبل تناوله أو تخزينه في حاوية محكمة الإغلاق في الثلاجة.
- امضغي اللوز جيدًا. وهذا يسهل الاختلاط باللعاب وعمل الإنزيمات الهاضمة، ما يحسن عملية الهضم واستيعاب العناصر الغذائية. بالإضافة إلى ذلك فإن مضغ اللوز جيداً يساعد على إشباع الشهية والتحكم في الكمية المستهلكة.
- تناول اللوز باعتدال. على الرغم من أن اللوز غذاء صحي للغاية، فإنه يحتوي أيضًا على سعرات حرارية عالية ويمكن أن يسبب الوزن الزائد إذا تم تناوله بكميات زائدة. وينصح بتناول ما بين 20 إلى 30 حبة لوز يومياً، موزعة في أوقات مختلفة من اليوم، مثل وجبة الإفطار أو وجبة خفيفة أو بين الوجبات.
الجمع بين اللوز مع الأطعمة الأخرى التي تعزز العبور المعوي.
للوقاية من الإمساك وعلاجه، من المهم اتباع نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة التي تعزز العبور المعوي. كما يمكن تناول اللوز بمفرده أو مع أطعمة أخرى غنية بالألياف، مثل الفواكه أو الخضار أو الحبوب الكاملة أو البقوليات. وهذا يساعد على زيادة التأثير الملين للوز ومنع الإمساك.
هل يمكن أن يسبب اللوز الحساسية؟
يعتبر اللوز من أكثر المكسرات المسببة للحساسية، خاصة عند الأطفال. كما يمكن أن تكون أعراض حساسية اللوز خفيفة أو شديدة، بما في ذلك الحكة أو ظهور الشرى أو التورم أو صعوبة التنفس أو القيء أو الإسهال أو صدمة الحساسية. وإذا كنت تشك في وجود حساسية من اللوز، يجب عليك مراجعة الطبيب لإجراء الاختبارات ذات الصلة وتجنب تناول هذا الجوز.
هل يمكن أن يسبب اللوز الغازات؟
يحتوي اللوز على الألياف والسكريات قليلة التعدد، وهي كربوهيدرات لا يتم هضمها أو امتصاصها في الأمعاء الدقيقة، ولكنها تنتقل بدلاً من ذلك إلى الأمعاء الغليظة، حيث يتم تخميرها بواسطة البكتيريا. يمكن أن تنتج هذه العملية الغازات التي تظهر على شكل انتفاخ البطن أو التجشؤ أو الانتفاخ. ولتجنب هذه الآثار، ينصح بإدخال اللوز إلى النظام الغذائي تدريجياً، وشرب كمية كافية من الماء، ومضغ الطعام جيداً.
هل يمكن أن يؤثر اللوز على القولون العصبي؟
متلازمة القولون العصبي هي اضطراب وظيفي في الأمعاء يتميز بألم في البطن، والانتفاخ، واضطرابات في إيقاع الأمعاء، والتي يمكن أن تظهر على شكل إسهال أو إمساك. أسباب متلازمة القولون العصبي ليست واضحة، ولكن من المعروف أن هناك عوامل يمكن أن تؤدي إلى ظهور الأعراض أو تفاقمها، مثل التوتر، أو التغيرات الهرمونية، أو بعض الأطعمة.
وقد يكون اللوز مفيدًا لبعض الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي والذين يعانون من الإمساك، حيث يساعد في تنظيم العبور المعوي ومنع الالتهاب. ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص الآخرين الذين يعانون من القولون العصبي والذين يعانون من الإسهال أو عدم تحمل الفركتوز، يمكن أن يكون اللوز ضارًا، لأنه يمكن أن يزيد من إنتاج الغاز وتهيج الأمعاء. لذلك، ينصح باستشارة طبيبك أومتخصص في التغذية قبل تناول اللوز إذا كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي.