وطن- ظهر رئيس الغابون علي بونغو أونديمبا، الذي أعلن قادة الجيش الغابوني الانقلاب عليه والإطاحة به، في مقطع مصور من مقر إقامته الجبرية، وهو يناشد من وصفهم بأصدقائه حول العالم التدخل لإنقاذه.
ويعد هذا الظهور الأول للرئيس الغابوني، بعد إعلان قادة الجيش اليوم، الأربعاء، الإطاحة به وبحكومته، وحل المؤسسات والسيطرة على السلطة.
وظهر علي بونغو يجلس على كرسي داخل مقر إقامته الجبرية، وبدا على ملامحه بشكل واضح التوتر والذهول، كما ظهرت يداه ترتعشان.
هذا ما قاله علي بونغو بعد إطاحة الجيش به
وقال الرئيس الذي انقلب عليه قادة جيشه بعدما حكم البلاد 24 عاما، في الفيديو الذي رصدته (وطن) ما نصه: “أنا علي بونغو أونديمبا، رئيس الغابون أوجّه رسالة إلى جميع أصدقائنا حول العالم لأطلب منهم أن يرفعوا أصواتهم بشأن الأشخاص الذين اعتقلوني وعائلتي”.
https://twitter.com/ahafsidz/status/1696856333595680954?s=20
وأضاف موضحا أنه يقبع تحت الإقامة الجبرية “ولا أدري ماذا يحدث وما الذي سيحدث مستقبلا.”
وتابع بونغو مخاطبا من وصفهم بأصدقائه في كل أنحاء العالم: “أدعوكم لإحداث ضجة كبيرة ضد من اعتقلوني.. أدعو الأصدقاء في كافة أنحاء العالم لإحداث ضجة”.
انقلاب الغابون على خطى النيجر
وعلى غرار ما حدث في النيجر قبل أيام، أعلن قادة في الجيش الغابوني اليوم، الأربعاء، عبر التلفزيون الرسمي عن تقييد الرئيس علي بونغو رهن الإقامة الجبرية.
https://twitter.com/ahafsidz/status/1696883084711334201?s=20
كما أعلن الانقلابيون أيضا اعتقال نجله بتهمة “الخيانة العظمى”، وتم وضع الرئيس علي بونغو وأسرته قيد الإقامة الجبرية.
قادة الجيش الذين انقبلوا على علي بونغو، أعلنوا في بيانهم كذلك اعتقال مقربين من الرئيس الغابوني بتهمة الخيانة العظمى واختلاس أموال عامة.
وأظهرت مقاطع متداولة خروج مواطنين غابونيين في الشوارع، يؤيدون انقلاب الجيش على الرئيس الذي حكم بلادهم لأكثر من عقدين.
وفي أكتوبر 2018، أصيب بونغو بجلطة دماغية بقي بعدها لمدة عشرة أشهر من دون ظهور علني، وعلى الرغم من استمرار معاناته من صعوبات في الحركة، قام في الأشهر الأخيرة بجولات في كل أنحاء البلاد وبزيارات رسمية إلى الخارج.
وقد نجا من محاولة انقلاب سابقة في 2019، حيث جرى اعتقال أو قتل كل مدبري محاولة الانقلاب بعد ساعات من استيلائهم على محطة الإذاعة الوطنية.
ردود فعل دولية وسيناريوهات محتملة
من جانبها قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، إن مصر تتابع التطورات المتلاحقة التي تشهدها دولة الغابون، وتدعو جميع الأطراف إلى إعلاء المصلحة الوطنية حفاظًا على أمن واستقرار وسلامة البلاد.
كما قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، الأربعاء، إنه “يدين بشدة” ما وصفها بمحاولة انقلاب في الغابون. ووصف فكي الانقلاب بأنه “انتهاك صارخ” لمبادئ الاتحاد الأفريقي، داعيا “الجيش الوطني وقوات الأمن إلى ضمان سلامة رئيس الجمهورية (علي بونغو أونديمبا) وأفراد عائلته وكذلك أفراد حكومته”.
وقال في بيان نشر على موقع الاتحاد الأفريقي: “(فكي) يتابع بقلق كبير الوضع في جمهورية الغابون ويدين بشدة محاولة الانقلاب في البلاد كوسيلة لحل الأزمة الحالية التي أعقبت الانتخابات”. وتابع البيان أن فكي “يشجّع جميع الأطراف السياسية والمدنية والعسكرية الفاعلة في الغابون على اختيار المسارات السياسية السلمية التي تساهم في العودة السريعة إلى النظام الدستوري الديمقراطي في البلاد”.
https://twitter.com/_AfricanUnion/status/1696883511158792528?s=20
المتحدث باسم الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الذي يرأس أيضا تكتل إيكواس، ذكر هو الآخر أن الرئيس يعمل عن كثب مع رؤساء دول أفريقية أخرى بشأن سبل الرد على محاولة الانقلاب في الغابون. وأضاف المتحدث أن تينوبو يراقب “بقلق بالغ” تطورات الأوضاع في الغابون و”عدوى الاستبداد” المتفشية في القارة.
ورأى محللون أن عدم إدانة فرنسا لانقلاب الغابون، بنفس الحدة والشدة كما فعلت في النيجر يطرح فرضتين:
الأولى هي أن الانقلاب من تدبيرها وعلى يد رجالها في الجيش، قامت به لتعيد السيطرة على البلاد، بعد أن تراخت قبضة علي بونغو.
والفرضية الثانية هي أن الانقلاب ليس من تدبيرها لكنها تتريث لتتبين الواقع وتجري اتصالاتها لتضمن مصالحها، خاصة وأن أول تصريح قدمه قائد الانقلاب كان لجريدة “لوموند” الفرنسية.