التطبيع السعودي الإسرائيلي قريباً.. هذه شروط عباس لحفظ ماء وجه “ابن سلمان” أمام العالم الإسلامي
شارك الموضوع:
وطن- كشفت مصادر إسرائيلية وأمريكية مطلعة عن تفاصيل الصفقة التي يتم إعدادها حاليا لإعلان التطبيع السعودي-الإسرائيلي بما يحفظ ماء وجه ولي العهد محمد بن سلمان بالتعاون السلطة الفلسطينة برئاسة محمود عباس.
وقال المصاادر التي تحدثت لموقع “أكسيوس” الأمريكي إن السلطة الفلسطينية قدمت قائمة بالنتائج المحتملة للسعودية في وقت سابق من هذا العام ، في إشارة إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومساعديه قرروا اتباع نهج عملي في المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة، والتي يمكن أن تشهد تطبيعًا بين إسرائيل والسعودية، وذلك لتجنب الصدام مع الرياض والاستفادة من موقفهم للحصول على أكبر قدر ممكن من أي صفقة.
واعتبر الموقع إن موقف السلطة الفلسطينية يعتبر تحولا عن موقفها عام 2020، عندما انتقدت السلطة الفلسطينية علنًا وبغضب الإمارات العربية المتحدة والبحرين بسبب توقيعهما على اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها إدارة ترامب والتي شهدت تطبيع الدولتين الخليجيتين العلاقات مع إسرائيل.
وأشار الموقع إلى أنه إذا اعترضت السلطة الفلسطينية بشدة على الصفقة الضخمة، فسوف يجعل ذلك من الصعب على المملكة العربية السعودية الحصول على أي نوع من الدعم الشعبي في الداخل وفي جميع أنحاء العالم العربي.
خلف الكواليس
وفقا لما تحدت به المصادر، فقد قدم مستشار عباس الكبير حسين آل الشيخ، الذي يقود المشاورات حول هذه القضية مع الرياض، إلى مستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان قائمة الإنجازات المحتملة قبل ثلاثة أشهر.
وتشمل الطلبات التي تقدم بها الفلسطينيون مقابل مباركة التطبيع السعودي مع إسرائيل أن توافق دولة الاحتلال على تغيير وضع أجزاء من المنطقة (ج) في الضفة الغربية المحتلة، حيث تتمتع إسرائيل بالسيطرة الكاملة حاليًا، إلى المنطقة (ب)، حيث تتمتع السلطة الفلسطينية بالسيطرة المدنية وتحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية، حيث من شأن هذه الخطوة أن توسع تواجد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وتسمح بمزيد من التنمية الفلسطينية.
وتقترح قائمة الطلبات الفلسطينية أيضًا أن تعيد الولايات المتحدة أخيرًا فتح قنصليتها في القدس، التي أغلقتها إدارة ترامب، حيث تعهد الرئيس بايدن بإعادة فتح القنصلية عند توليه منصبه، لكنها لا تزال مغلقة وسط معارضة إسرائيلية.
كما تريد السلطة الفلسطينية أيضًا أن تفتح السعودية قنصلية لها في القدس، وهو ما مهدت له الرياض هذا العام بتعين سفيرها لدى الأردن قنصلًا عامًا غير مقيم في القدس.
وتتضمن قائمة السلطة الفلسطينية الخطوات التي تريد اتخاذها في الأمم المتحدة فيما يتعلق بالاعتراف بفلسطين كدولة عضو، كما طلب الفلسطينيون من السعودية استئناف التمويل للسلطة الفلسطينية، الذي توقف منذ عدة سنوات، وهو ما أكدته صحيفة وول ستريت جورنال يوم الثلاثاء أن السعوديين مستعدون للقيام بذلك.
وقالت المصادر إن الفلسطينيين يريدون أن توافق إسرائيل على بعض هذه الخطوات على الأقل مقدما وأن توافق على استئناف مفاوضات الوضع النهائي الإسرائيلية الفلسطينية على مدى عدة سنوات بموجب جدول زمني واضح.
وبحسب المصادر، فإن إدارة بايدن على علم بمضمون المقترحات الفلسطينية للسعوديين.
الصورة الكبيرة
تسعى إدارة بايدن للتوصل إلى صفقة ضخمة مع المملكة العربية السعودية وإسرائيل قبل أن تستهلك الحملة الرئاسية لعام 2024 أجندة بايدن، حيث أوضح البيت الأبيض للحكومة الإسرائيلية أنه سيتعين عليه تقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين كجزء من مثل هذه الصفقة مع المملكة العربية السعودية والتي تشمل التطبيع بين المملكة وإسرائيل.
ولفتت المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية تواجه معركة شاقة، ولدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحفظات قوية بشأن اتخاذ أي خطوات مهمة تجاه الفلسطينيين، حيث أنه من المرجح أن يؤدي القيام بذلك إلى إثارة غضب الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تشكل جزءًا من ائتلافه ويخاطر بإسقاط حكومته.
الوضع الراهن
حاليا، التقت باربرا ليف، دبلوماسية الشرق الأوسط رفيعة المستوى في وزارة الخارجية، مع حسين الشيخ في الأردن في وقت سابق من هذا الأسبوع، كما حضر اللقاء أيضا رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، ومستشار عباس للسياسة الخارجية مجدي الخالدي، بحسب بيان للشيخ.
وقال الموقع أنه من المتوقع أن يسافر حسين الشيخ إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل لمواصلة المناقشات مع السعوديين حول هذه القضية.