كأنه صنم يُعبد.. تمثال بشار الأسد و”مشهد جاهلي” من سوريا أثار جدلا

وطن- بالتزامن مع خروج مظاهرات مطالبة بإسقاط نظام الأسد في الجنوب والشمال السوري، تداول نشطاء سوريون مقطع فيديو للعشرات من موالي نظام الأسد في قرية “بلقسة” بريف حمص الغربي، وهم يحتفلون بكشف الستار عن تمثال لرأس النظام بشار الأسد الذي يواجه احتجاجات ومظاهرات غير مسبوقة لحكمه منذ بدء الثورة السورية.

وشبه البعض هذا الفيديو والاحتفال بالتمثال الخاص ببشار، بالعودة إلى عصر الجاهلية عندما كان العرب يعبدون الأصنام في الجزيرة العربية.

تمثال بشار الأسد يثير جدلا

وظهر العشرات من الموالين في الحفل الذي بدا أنه جاء رداً على مظاهرات مناوئة للأسد في محافظة السويداء ودرعا وغيرها من المدن السورية، وهم يلتفون حول التمثال – الصنم- الذي بدا في غاية من الرداءة والتصميم وهم يرفعون أيديهم “ويهللون ككفار قريش” حسب وصف البعض إلى جانب مبنى حجري كبير.

هذا وكشف نشطاء أن تمثال بشار الأسد الجديد في حمص، تكلف 650 مليون ليرة سورية.

يذكر أنه لتماثيل آل الأسد في سوريا قصة تروى فعندما اندلعت الثورة في سورية سنة 2011، استهدف الناشطون السلميون تماثيل الأسد، وعمدوا إلى تخريبها وإزالتها، وفي يوم 2532011 قام الثوار بإسقاط أول تمثال لحافظ الأسد في مدينة درعا، مهد الثورة السورية.

وكان ذلك بمثابة صورة رمزية عن إسقاط النظام في المدينة. وسرعان ما انتقلت العدوى إلى باقي المدن السورية، وأسقط الثوار عدة تماثيل للأسد في حمص وحماة وإدلب، وغيرها.

صنم حمص

وسخر ناشطو حمص من تمثال حافظ الأسد الواقع في أول شارع الحضارة في حي النزهة الموالي وأطلقوا عليه لقب أبو موزة وكلمة “أبو موزة” تعني باللهجة الشعبية: “كثير جدا، أو على أبو جنب”.

وكان المتظاهرون في حمص، قد هاجموا تمثال الرئيس حافظ الأسد الواقع على الدوار المسمى باسمه، أكثر من مرة، لكن عناصر الأمن منعتهم وأسقطت العديد من الشهداء خلال تلك المحاولات، التي أسفرت عن تحطيم أجزاء من التمثال، المسمى في حمص بـ “الصنم”.

وذات يوم كان أحد النشطاء يتحدث لقناة “الجزيرة” عن الأوضاع في حمص بداية الثورة، حيث قال للمذيعة عندما سألته عن الوضع في سوريا: “الآن إطلاق النار بحمص على أبو موزة”.

وأطلق هذا اللقب على التمثال والدوار الذي شهد إطلاق النار لاحقاً للتندر عليه.

وفي ذلك الوقت، كانت قوات النظام السوري تسعى جاهدة إلى الدفاع عن تماثيل الأسد، وكأنها تحمي ديانتها أو تحمي أصنامها.

وفي ما بعد، قامت حكومة النظام السوري بإزالة بعض تماثيل حافظ الأسد من ساحات المدن السورية الثائرة بهدف حمايتها، كما فعلت في مدينة دير الزور، حيث أزالت التمثال الموجود في ساحة “السبع بحرات” وأعادته بعد أن سيطرت على زمام الأمور نهاية العام الماضي.

تمثال بشار الأسد
تمثال الرئيس السوري بشار الأسد

عبيد يعشقون العبودية

وتباينت ردود وتعليقات رواد مواقع التواصل الإجتماعي ” إكس”-تويتر سابقاً- حول الاحتفال بتمثال بشار الأسد في وقت تنتفض البلاد ضده بعد عشر سنوات من الحرب والدمار والتشريد والتجويع التي مارسها نظامه.

وعلق “محمد أبو روب” :”عبيد يعشقون العبودية” واستدرك :”الكرامة والحرية بالنسبة لهم ذنب وخطيئة كبيرة”.

وفي السياق ذاته عقب “محمد”: “صعب على العبيد تذوق طعم الحرية”.

وقال “أغيد”:”بعض العبيد إذا فككت وثاقهم شدوا عليها بأوثق مما كان ذهب صنم وجاء الصنم والعبيد عبيد”.

وعلقت “رشا” في ذات السياق: “الشعب السوري رأى وعاش العصر الحجري وعصور الانحطاط والظلام وليس فقط العصر الجاهلي في عهد عائلة الخراب والنحس”.

وقال الصحفي ” قتيبة ياسين” :” من لم يعش عصر الجاهلية وأحب أن يرى كيف كان الناس يعيشون هذا التمثال لبشار تم افتتاحه اليوم بريف حمص قرية بلقسة”.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث