وثائق وصور جديدة.. الموساد ينشر أسرارا عن أشرف مروان وضابط مصري كبير تخابر معه أيضا
شارك الموضوع:
وطن- نشر “الموساد” الاسرائيلي رسمياً لأول مرة، مستندات ومحاضر اجتماعات ضباطه مع أهم جاسوس في تاريخهم وهو “أشرف مروان” صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بحسب ما تصفه دوائر الأمن الإسرائيلية.
وتضمنت هذه الوثائق التي كانت بحكم السرية كل المعلومات التي قدمها الجاسوس الذي كان يطلق عليه لقب “الملاك” قبل وخلال وبعد حرب أكتوبر 1973، ومن بينها صورة له مع الضابط المسؤول عنه في الموساد المدعو “دوبي”.
وبالإضافة إلى ذلك، نشر الموساد ما أسمتها بـ”الأخبار الذهبية” التي وردت في 12 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد ستة أيام من اندلاع الحرب. وقال الموساد إنها غيرت وجه الحرب لصالح إسرائيل، ومنعت هزيمة محتملة وأدت إلى تحول وانتصار في معركة حاسمة على الجبهة الجنوبية.
فضيحة أشرف مروان.. الموساد ينشر وثائق سرية جديدة
وسلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الضوء على هذه الوثائق ونشرت صوراً ضوئية عنها.
وجاء هذا الكشف ضمن كتاب بعنوان “شمجول” الذي يروي قصة الموساد قبل وأثناء ما تسميه إسرائيل بـ “حرب يوم الغفران” ـ حرب 6 أكتوبر 1973 ـ .
وقالت الصحيفة العبرية في تقريرها، إن أشرف مروان هو الذي نقل لرئيس الموساد السابق “زفي زامير”، التحذير من الهجوم المشترك لجيشي مصر وسوريا في الليلة التي سبقت اندلاع الحرب عام 1973.
وهذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بشكل استباقي ورسمي أبحاثا ووثائق تاريخية، ظلت محفوظة في أرشيف الموساد حتى الآن، والتي لم يتم الكشف عن معظمها للعامة.
وفي هذا السياق يعرض الموساد لأول مرة وثائق واقتباسات من العديد من المصادر والعملاء الذين قامت شعبة عملائه بتجنيدهم وتشغيلهم في الدول العربية، والذين خدموا في مناصب مختلفة في القيادة العسكرية والسياسية في الدول “المعادية”.
ومن المعلومات بالغت الخطورة التي جرى الكشف عنها في هذا الكتاب للموساد الصهيوني قوله: “كان للموساد الصهيوني الكثير الكثير من المصادر البشرية بخلاف العميل أشرف مروان.”
وتابع: “أحد هؤلاء الأشخاص، والذي نشرت قصته أيضًا، كان ضابطًا مصريًا كبيرًا يُلقب بـ “فيكس” و”كورات” والذي قدم لسنوات معلومات مهمة، وفي خضم الحرب قدم “معلومات ذهبية” ساعدت الجيش الإسرائيلي على عبور القناة إلى مصر“.
لقاء في لندن
وكان أشرف مروان صهر الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، وأحد المستشارين المقربين من خليفته أنور السادات. وفي الستينيات، تزوج من ابنة ناصر الثالثة، مما أوصله إلى الدائرة المقربة من الرئيس. وحصل على مكانة سفير متنقل، وذهب في مهمات دبلوماسية حساسة حول العالم.
وفي ليلة 4-5 أكتوبر/تشرين الأول، تلقى “دوفي” رسالة مفادها أن مروان يريد مقابلته في أقرب وقت ممكن، “لتسليمه معلومات مهمة للغاية… فيما يتعلق بقائمة المواد الكيميائية التي بحوزته”.
وكانت المواد الكيميائية، بحسب إعلان الموساد، بمثابة رمز التحذير للحرب المتفق عليه بين “الملاك” ـ أشرف مروان ـ ومشغله “دوبي”، الذي سافر على الفور إلى لندن للقاء مروان والحصول على المعلومات.
ووفق المعلومات المفرج عنها أبلغ مروان، دوبي أن “هناك احتمال بنسبة 99٪ أن تبدأ الحرب غدًا، يوم السبت. تقرر ذلك لأنه يوم عطلة بالنسبة للإسرائيليين.”
وأضاف أن “الحرب ستبدأ في وقت واحد على كلا الجانبين – المصري والسوري”.
ووفق الصحيفة العبرية نقل “الملاك” المعلومات بالتفصيل: “تم التخطيط للتحرك منذ حوالي ستة أشهر. وكان الجيش بأكمله في الجبهة باستثناء فرقتين. وتم نقلهما إلى الجبهة الأسبوع الماضي. وقرر السادات يوم 25 سبتمبر موعدا للتحرك وخوض الحرب، ولكنه لم يخبر أحدا وطلب تجهيز مقره في القصر.
خرق وقف إطلاق النار
وقال صهر جمال عبد الناصر وفق المعلومات ذاتها أنه شعر بأن السادات جدي في قراره، وفي 29 سبتمبر دعا السادات أعضاء مجلس الأمن القومي لاجتماع سري وأبلغهم قراره ببدء الحرب قريباً، ولم يذكر التاريخ الذي حدده، وقبل يومين (3 أكتوبر) أبلغ السادات السوفييت بنيته خرق وقف إطلاق النار الذي سيكون قريباً، ولم يحدد لهم الموعد أيضاً. مشيراً إلى أنه لا توجد نية للاستيلاء على البؤر الاستيطانية. وسيحتل السوريون الجولان بقدر ما يستطيعون”.
وقال أشرف مروان إن الحرب ستبدأ في المساء، لكنها اندلعت عملياً حوالي الساعة الثانية بعد الظهر.
تفاصيل عن الضربات الجوية
وسئل أيضًا عن القوة العسكرية التي عبرت إلى سيناء. فكشف أن الجيش المصري سيعبر القناة. ويتمركز بالكامل تقريبًا الآن أمام القناة باستثناء لواء مدرع واحد موجود في مكان آخر ولواء الحرس الجمهوري الموجود في القاهرة بينما سيبقى حوالي أربعة ألوية أخرى في منطقة القاهرة، سوف يعبرون القناة.
وأضاف أنه سيتم بناء 7 كباري وسيعبر 4 أو 5 أو 6 ألوية فقط ، وأردف أن “الجيش المصري والجيش السوري سيشنان هجوما غداً”.
كما قدم تفاصيل عن الضربات الجوية المتوقعة من قبل جيوش مصر وسوريا: “سوف تهاجم القوات الجوية المصرية أهدافًا في سيناء. ولن تهاجم في عمق إسرائيل. وستهاجم القوات الجوية السورية ثلاث قواعد عسكرية، إحداها في رمات ديفيد، وسيحاولون ضرب المدارج”.
وقال مروان خلال تلك المحادثة إن السادات كان يخطط لحرب طويلة. وسئل لماذا؟ فقال: إن هناك فرصة بنسبة 99٪ للحرب. وتابع: “هذا قبل تجربتي مع الرئيس. يمكنه أن يغير رأيه حتى عندما يضغط على الزر. إنه غبي للغاية. يعتقد أنه سيفاجئك، لكنني شخصياً لست متأكداً من ذلك”.
وأضاف: “الرئيس (السادات) متأكد من أن الأسد سيذهب معه لأن هذه في رأيه الفرصة الوحيدة للحرب”.
وسئل مروان عن أهداف السوريين في الحرب فأجاب: كما قلت– احتلال الجولان. لديهم 200 ألف جندي على الجبهة. وأكد أن الأردن لن يشارك في الحرب.
وفي وقت لاحق من اللقاء، أثيرت تساؤلات حول المعلومات الموجودة في أيدي السوفييت.
طيارون من كوريا الشمالية
وكشف مروان أن بلاده تتلقى مساعدات من دولة أخرى: “لدينا 30 طيارا مقاتلا من كوريا الشمالية. سيشاركون فقط في الدفاع”. كما قدم “الملاك” ـ الاسم الحركي لأشرف مروان ـ تفاصيل حول مكان الطائرات وعددها وأهداف قصفها.
وكذلك قدم معلومات عن المواقع الاستراتيجية في مصر. ومن بين أمور أخرى، قال إن سد أسوان محمي بشكل جيد، وقصر السفر محمي أيضا، والإسكندرية “محمية بشكل جيد، لكنها تشكل مشكلة فيما يتعلق بالطائرات التي ستأتي للهجوم من البحر”.
هل كان أشرف مروان عميلا مزدوجا؟
ومضى التقرير مشيراً إلى مسألة ما إذا كان مروان عميلاً مزدوجاً وهي مسألة أثارت قلق قمة مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي لعقود من الزمن.
ويزعم كثيرون، وعلى رأسهم رئيس الموساد خلال حرب يوم الغفران، اللواء (المتقاعد) إيلي زايرا، أنه كان عميلاً مزدوجاً، وأن الخطأ المستمر من قبل الموساد أدى في النهاية إلى المفاجأة الكاملة في أكتوبر 1973.
وحذر مروان مرتين من حرب وشيكة، لكنها لم تحدث، في نهاية عام 1972 وفي أبريل 1973. وبعد التحذير الثاني، أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي حالة التأهب “الأزرق والأبيض” وتم تجنيد جنود الاحتياط.
معلومات داخلية وحساسة
ويشير الكتاب الذي نشره الموساد إلى هذه الادعاءات، وجاء فيه أنه “من مجمل المعلومات الاستخباراتية يمكن تقدير أن الادعاءات القائلة بأن “الملاك” عميل مزدوج لا تتوافق مع ما ورد في الكتاب الذي أصدره الموساد”. لحقيقة العميل الذي أعطى معلومات داخلية وحساسة عن خطط وقرارات على رأس القيادة المصرية بشأن نواياها لبدء الحرب، مثل هذه التحذيرات الواضحة والتحضير للحرب، على حد تعبيره، لا يتوافق مع المعلومات الذي يتم تسريبه عمدا من قبل دولة منخرطة في الاستعدادات لحرب مفاجئة.
وتابع:”وإذا كان “الملاك” قد استخدم لخداع إسرائيل ومنعها من الاستعداد للحرب، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تهتم بتوجيه إنذار للعدو قبل الحرب بيوم مقدما وعدم قطع الاتصال وترك المفاجأة كاملة”.
وفي مقطع فيديو نُشر ضمن فعاليات إطلاق الكتاب، يظهر زمير وهو يصف نفس الخبر ولحظة تلقيه: “خبر واحد ذو أهمية استثنائية جعلنا نعرف أن المصريين كانوا يعتزمون عبور القناة. انتظرنا لمدة 10 أيام كنا نتوقع ذلك، لعلمنا أن لدينا أفضلية في معركة التحرك ضد المدرعات المصرية، وقد سمع الخبر شخصان في الموساد، وأخرجوني من اجتماع مهم.”
ليس صهر عبدالناصر فقط
عبدالناصر نفسه مشكوك في امره اليس هو من دمر العالم العربي ومصر بالانقلابات والمؤامرات ؟
سوف تبدي لك الايام ماكان خافيا !