وطن- أثيرت الكثير من ردود الأفعال، على رفض السلطات المغربية تلقي مساعدات من الجارة الجزائر، في أعقاب كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وخلّف أضرارا وخسائر ضخمة.
وقال المعلق الرياضي حفيظ دراجي في تغريدة عبر حسابه بموقع “إكس“: “الجزائر قامت بواجبها الإنساني .. والمغرب مارس حقه في رفض المساعدات المقترحة.. اللهم الطف بالمتضررين من زلزال إقليم الحوز في المغرب”.
وأرفق حفيظ دراجي تغريدته، بصورة مدون عليها “عاجل، المغرب يعلن أنها ليس بحاجة إلى المساعدات الإنسانية من الجزائر”.
وكتبت الإعلامية الجزائرية أنيا الأفندي: “الخارجية الجزائرية أعلنت أن الخارجية المغربية أبلغت القنصل الجزائري بالدار البيضاء، أن المملكة المغربية ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المقترحة من قبل الجزائر.. أتمنى أن يتم إرسال هذه المساعدات إلى الأشقاء في ليبيا.. الله يصلح الأحوال”.
وقالت الإعلامية والصحفية الجزائرية نسرين محفوف: “المغرب يرفض مساعدات الجزائر رغم حاجيات الشعب إليها، حيث هناك بطء ملحوظ في تقديم المساعدات للناجين من الزلزال.. موقف مخز ومتهور من قبل بوريطة.. رد الاعتبار على غلق المجال الجوي لا يمكن أن يكون من خلال رفض المساعدات على حساب الشعب الذي لا زال تحت الأنقاض”.
وذكر الكاتب هشام موفق: “وزير العدل المغربي تحدث باسم العرش، الذي أراد الملك الضعيف استعادة جزء من زمام الأمور؛ لكن المخزن الذي عموده المخابرات المغربية، المتصهينة حديثا، سلّطت ذبابها، ومارست الفورسينغ السياسي، للدفع نحو رفض المساعدات الجزائرية.. الانقسام والصراع في المغرب اليوم، لم يعشه البلد من قبل”.
وغردت الناشطة الجزائرية سلافة: “و لأن المخزن يقتل شعبه لا أستبعد ربط وزارة الخارجية المغربية قبول المساعدات الجزائرية بالاعتراف بمغربية الصحراء الغربية كمساومة.. في جميع الأحوال الجزائر تكسب نقطة والكرة الآن في المرمى المغربي إن قبل أنقذ شعبه، وإن رفض فإنه ينكشف للعالم إنه فعلا المخزن يقتل شعبه”.
في حين كتب الإعلامي المصري معتز مطر: “لا أكاد أصدق.. الناس بتموت في المغرب حرفياً لقلة الإمكانيات وندرة الأجهزة الحديثة ولاحتياج الحكومة المغربية لأي عون.. ومع هذا وفي مكايدة سياسية ليس وقتها أبداً يرفضون مساعدات الجزائر هذه خيانة لأرواح من هم في أشد الاحتياج للمساعدة الناجزة”.
المغرب يبلغ الجزائر برفض تلقي المساعدات
وكان المدير العام لوزارة الخارجية المغربية، قد أبلغ القنصل الجزائري بأن المملكة ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المُقترحة من قبل الجزائر.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، بعد إعلان البلاد تجهيز ثلاث طائرات محمّلة بالمساعدات، وفريقا من عناصر الحماية المدنية للمساهمة في جهود الإغاثة بالمناطق المنكوبة جراء زلزال الحوز في المغرب.
وقالت الخارجية الجزائرية في البيان، إنها أبلغت نظيرتها المغربية، بالتدابير التي اتخذتها الحكومة الجزائرية لتعبئة ثلاث طائرات ذات سعة كبيرة، لنقل مساعدات إنسانية إلى المغرب.
في الوقت نفسه، تواصل القنصل العام للجزائر بالدار البيضاء، مع خلية الأزمة المُنشأة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية المغربية، بُغية ترسيم عرض الجزائر تقديم مساعدات إنسانية.
إلا أنّ المدير العام لوزارة الخارجية المغربية، أبلغ القنصل الجزائري بأنه وبعد التقييم، فإنّ المملكة المغربية ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المُقترحة من قبل الجزائر، على حد ما ورد في البيان.
وختمت الخارجية الجزائرية، بيانها بالقول إن الحكومة أخذت علما بالردّ المغربي الرسمي، وأنها ستستخلص منه النتائج البديهية، في إشارة إلى التوتر المستمر بين البلدين.
الجزائر أبدت حسن نية
وكانت الجزائر، قد عبرت في البداية وفي أعقاب الزلزال تحديدا، عن استعدادها التام من أجل تقديم المساعدة إلى المغرب، وقالت وزارة خارجيتها إن البلاد عرضت مخططا طارئا لمساعدة المغرب في إطار الكارثة التي ألمت به، موضحة أن المساعدات تتمثل في فريق تدخل للحماية المدنية مكون من 80 متخصصا.
وأبدت الجزائر استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية ووضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية لمساعدة المغرب، على إثر الزلزال العنيف.
وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية: “أبدت السلطات الجزائرية العليا، استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية ووضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية، تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق وذلك في حال طلب من المملكة المغربية”.
في الوقت نفسه، قررت السلطات الجزائرية فتح مجالها الجوي أمام الرحلات لنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين.
توتر العلاقات بين المغرب والجزائر
والعلاقات الجزائرية المغربية تشهد توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء الغربية على وجه الخصوص، كما أن الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.
وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، التي يراها المغرب جزءا من أراضيه.