وطن- نشرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية تقريرا كشفت فيه عن أن الهوة بين المتنافسين الخليجيين (السعودية والإمارات) تتسع، بما يعرض السلام في اليمن للخطر.
وقالت الوكالة في تقريرها، إنه بعد توحيد جهودهما لمحاربة جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي بدا أنها على وشك اجتياح اليمن في عام 2015، تدعم السعودية والإمارات الجماعات المتنافسة التي تتنافس للسيطرة على بلد يقع على مفترق طرق ممرات الشحن الحيوية وعلى حافة واحدة من أهم المناطق المصدرة للطاقة.
ونقلت الوكالة عن أربعة مصادر قولها إن الانقسامات حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه اليمن بعد الحرب تهدد الهدنة الهشة مع الحوثيين وتهدد بالتصعيد إلى جولة ديدة من إراقة الدماء بين الجماعات الوكيلة المدعومة من الإمارات العربية المتحدة من جهة والمملكة من جهة أخرى والمشاركة بشكل مباشر في الأحداث على الأرض، في وقت خلفت فه الاشتباكات الأخيرة بين المقاتلين الحوثيين والقوات المدعومة من الإمارات ما يقرب من عشرين قتيلاً.
الهوة بين السعودية والإمارات تتسع .. المملكة ترفض تقسيم اليمن
وقالت الوكالة إن التوترات بين القوتين العربيتين الخليجيتين تصاعدت داخل وخارج ساحة المعركة اليمنية لسنوات، لكن الدعوات المتزايدة من قبل الانفصاليين اليمنيين المدعومين من الإمارات لإقامة دولة منفصلة في الجنوب أثارت غضب الرياض، التي تريد أن يبقى اليمن موحدا.
ووفقا بتقرير “بلومبيرغ” فإن إدارة بايدن تشعر بالقلق من الخلاف السعودي الاماراتي الذي قد يؤدي الى تقوية ايران وافشال هدف رئيسي للادارة يتمثل في انهاء الحرب في اليمن.
واعتبر التقرير أن محاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جعل بلاده في موقع القيادة في المنطقة أدى الى مشاحنات مع الإمارات واحباط بشأن محاولة استبدال دبي كمركز تجاري في الشرق الأوسط وكذلك خلافات بشأن كيفية التعامل مع إيران.
عيدروس الزبيدي يغضب وزير الدفاع السعودي
ولفت التقرير إلى أن ذهاب عيدروس الزبيدي المدعوم من الامارات الى مدينة المكلا وهو يرتدي ملابس انيقة ويحيي أنصاره، تسبب بغضب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الذي بدا وكأنه يتحدى علنًا جهود بلاده لإنهاء الحرب الكارثية في الجوار وفقًا لأشخاص مطلعين.
السيطرة على حضرموت وقلق السعودية
وبحسب التقرير، فإن الخلاف الرئيسي ايضًا يشمل السيطرة على محافظة حضرموت، موطن اجداد ابرز العائلات التجارية والمصرفية في السعودية.
حيث تشترك مع المملكة في حدود طويلة يسهل اختراقها وتنظر اليها الرياض على انهاء جزء لا يتجزأ من امنها واحتمال قيام دولة تابعة للامارات فيها لا يلقى قبولا جيدًا في المملكة.
خشية من رضوخ الرياض للحوثيين
وقال اثنان من اعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي ان قلقهما المشترك مع ابوظبي هو أن الرياض ستنتهي في نهاية المطاف بتعزيز موقف الحوثيين وطهران من خلال تقديم تنازلات كبيرة بما في ذلك المساعدات المالية فقط من اجل انهاء الحرب.
وأوضحا أن الأولوية بالنسبة للحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، هي تحييد جميع التهديدات التي تواجه رؤية 2030، وخطته الكبرى لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة وتقليل اعتمادها على النفط، وهي تتفوق على جميع الاعتبارات الأخرى.
من جانبه، قال مستشار الحكومة السعودية في اليمن إن الرياض ركزت بالفعل على ترسيخ الهدنة لكنها لم تستسلم لمطالب الحوثيين.
واضاف أنه بينما تظل المجموعة الموالية لإيران هي الخصم والتهديد الأول في اليمن، هناك شعور متزايد في السعودية بأن أجندة الإمارات ومصالحها تقوض الجهود المبذولة لإنهاء الحرب.