وطن- عادت سلطنة عمان مجدداً إلى المشهد اليمني عبر وساطة وجهود تجسدت بزيارة مقررة لوفد من الحوثيين إلى العاصمة السعودية الرياض في أول زيارة علنية منذ عام 2015 أي منذ بدء عملية عاصفة الحزم التي انطلقت ضدها في اليمن فما الذي تغير وماذا يدور وراء الكواليس؟ تلك تساؤلات الرواد عبر منصات التواصل.
وفي تلك الزيارة الفريدة من نوعها التقى رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لأنصار الله الحوثيين مهدي المشاط الوفد العماني في صنعاء تمهيداً للانطلاق نحو الرياض في زيارة علنية هي الأولى من نوعها بعد زيارة سعودية سابقة للعاصمة اليمنية قبل نحو 5 أشهر.
وتناقش في جولة المفاوضات هذه بعد مبادرات متكررة لما يقال إنه “إحلال السلام في المنطقة” والتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، ومن ثم التوصل إلى حل سياسي دائم ومقبول من مختلف الأطراف اليمنية.
ماذا وراء وساطة عمان في اليمن؟
الواقع السياسي الواضح وفق متابعين التراجع الخليجي الإماراتي السعودي عن عداء إيران وتحول الفزاعة الإيرانية التي بنى عليها التحالف العربي كل التبريرات لجرائمه وانتهاكاته الإنسانية في اليمن إلى تبدل تزامن مع الاتجاه نحو التطبيع مع إسرائيل التي انخفض حديثها هي الأخرى عن الأخطار الإيرانية (وسيمفونية تهديد طهران لوجودها).
بالمقابل يرى آخرون وساطة عمان من مبدأ إنهاء الحرب الطويلة التي أذاقت الشعوب الأمرين ولضرورة ملحة بعد الكارثة الإنسانية الكبيرة التي خلفتها الأزمات العربية: “آن للسلام أن يعود وللبنادق أن تتوقف عن التصويب تجاه الخندق الخطأ”.
ورصدت (وطن) العديد من التغريدات بشكل خاص حول وسم تصدر موقع “إكس” (تويتر سابقاً) وهو عمان تصنع السلام في اليمن رغم الهجوم الإماراتي الذي دار على السلطنة قبل أيام من خلال موقع شبوة المدعوم من أبو ظبي.
وغرد حساب قلم حر عن سلطنة عمان وجهودها: “سيكتب التاريخ أن سلطنة عمان وسلاطينها كانوا هم حكماء العرب بعملهم على إصلاح ما أفسده أجلاف العرب”.
ورأى مغرد آخر أن الإمارات ستعرقل تلك المفاوضات لأنها لاتريد خيراً لليمن معلقاً: “الامارات لن تقبل بالسلام ابداً ! وستعرقل أي اتفاق تقوده السعودية ! واحفظوا المنشور هذا”.
https://twitter.com/Hadoid_1/status/1702752669146689659
ونقل هدهد سبأ على منصة “إكس” عن عادل الشجاع تعليقه على موقف الرياض المتذبذب: “بعد كل هذه السنوات من الحرب تتفاوض السعودية مع الحوثيين على مزاعم السلام ونجد مرتزقتها الذين كانوا يبررون لها الحرب هم أنفسهم الذين يبررون لها اليوم السلام بعد أن تركت اليمن دولة فاشلة”.
ورأت سالي القحطاني أن موقف سلطنة عمان الداعي للسلام في المنطقة غير مستغرب مغردة: “ليس مستغربا ذلك، فهي دولة السلام، كما انها تتعامل مع جميع الاطراف بشفافية ومبدأ الحوار وحسن المعاملة”.
ويدور التساؤل عن مدى إمكانية نجاح الجهود العمانية مقابل التذبذب في الموقف السعودي والعداء الإماراتي لكل مبادرة قد تبسط الاستقرار والسلام في المنطقة خاصة وأنها غير قادرة على ضبط أذرعها التي تشارك برتبة مافيات في الصراع الدائر ويقودها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي حتى اللحظة غير راض عن كل تلك الخطوات بل يعد جسماً ناقماً حاقداً على عمان والسعودية على حد سواء.