وطن- كشف مصدر مطلع إنه تم إبلاغ إيران والولايات المتحدة بأن ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة تم تحويلها إلى حسابات في قطر، مما أدى إلى تبادل مدروس بعناية لخمسة معتقلين لكل من الخصمين اللدودين اليوم الاثنين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن الأموال، التي تم تجميدها في كوريا الجنوبية، ستكون في حوزة إيران يوم الاثنين، لذا يمكن المضي قدمًا في الاتفاق الذي توسطت فيه قطر خلال أشهر من المحادثات.
وأكد المصدر المطلع على الأمر لـ”رويترز“: “أخطرت قطر الطرفين بأن الستة مليارات دولار كلها حولت من سويسرا إلى حسابات مصرفية في قطر“.
طائرة قطرة تستعد لنقل المعتقلين
وأضاف أن “طائرة قطرية على أهبة الاستعداد في إيران بانتظار نقل خمسة مواطنين أمريكيين سيتم إطلاق سراحهم قريبا واثنين من أقاربهم إلى الدوحة الاثنين”.
وبموجب الاتفاق، من المتوقع أن يغادر الأمريكيون الخمسة ذوو الجنسية المزدوجة، ويتوجهون إلى العاصمة القطرية الدوحة ثم يسافرون منها إلى الولايات المتحدة.
وفي المقابل، سيتم إطلاق سراح خمسة إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن اثنين سيعودان إلى إيران بينما سيبقى اثنان في الولايات المتحدة بناء على طلبهما، في حين أن أحد المعتقلين سينضم إلى أسرته في دولة ثالثة.
ومن شأن الاتفاق -بحسب رويترز-، الذي تم الإعلان عنه لأول مرة في 10 أغسطس ، أن يزيل مصدر إزعاج كبير بين واشنطن وطهران، على الرغم من أن الجانبين لا يزالان على خلاف عميق حول قضايا تتراوح بين طموحات إيران النووية ونفوذها في جميع أنحاء المنطقة إلى العقوبات الأمريكية والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة الخليج.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية يوم الاثنين إنها تعمل مع جميع الأطراف بشأن الاتفاق “لضمان التقدم السلس في جميع الإجراءات حتى يتم حلها نهائيا”.
وقالت “رويترز” أنه من بين المواطنين الأمريكيين مزدوجي الجنسية الذين سيتم إطلاق سراحهم سياماك نمازي (51 عاماً) وعماد شرقي (59 عاماً)، وكلاهما رجل أعمال، ومراد طاهباز (67 عاماً)، وهو ناشط بيئي يحمل الجنسية البريطانية أيضاً، حيث تم إطلاق سراحهم من السجن ووضعهم تحت الإقامة الجبرية الشهر الماضي.
كما تم إطلاق سراح مواطن أمريكي رابع ووضعه تحت الإقامة الجبرية، بينما كان الخامس قيد الإقامة الجبرية بالفعل، ولم يتم الكشف عن هوياتهما.
الإيرانيون المقرر الإفراج عنهم
وحدد المسؤولون الإيرانيون الإيرانيين الخمسة الذين ستطلق الولايات المتحدة سراحهم، وهم مهرداد معين أنصاري، وقمبيز عطار كاشاني، ورضا سرهنكبور كفراني، وأمين حسن زاده، وكافيه أفراسيابى.
وقال مسؤولان إيرانيان في وقت سابق إن أفراسيابى سيبقى في الولايات المتحدة، لكنهما لم يذكرا آخرين.
تدهور العلاقات
وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران منذ أن سحب دونالد ترامب، الجمهوري، الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية عندما كان رئيسًا في عام 2018.
ولم يكتسب التوصل إلى اتفاق نووي آخر سوى القليل من الاهتمام منذ ذلك الحين، حيث قال الرئيس جو بايدن بأنه منشغل ويستعد للانتخابات الأمريكية عام 2024.
وكخطوة أولى في الاتفاق، تنازلت واشنطن عن العقوبات للسماح بتحويل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية من كوريا الجنوبية إلى قطر، وتم تجميد الأموال في كوريا الجنوبية، وهي عادة واحدة من أكبر عملاء النفط الإيراني، عندما فرضت واشنطن عقوبات مالية صارمة على طهران ولم يتسن تحويل الأموال.
قطر ضامنة
وبموجب الاتفاق، وافقت الدوحة على مراقبة كيفية إنفاق إيران للأموال غير المجمدة لضمان إنفاقها على السلع الإنسانية غير الخاضعة للعقوبات، مثل الغذاء والدواء.
وأثار تحويل الأموال الإيرانية انتقادات من الجمهوريين الأمريكيين الذين يقولون إن بايدن، وهو ديمقراطي، يدفع في الواقع فدية للمواطنين الأمريكيين، فيما دافع البيت الأبيض عن الصفقة.