وطن- اقتربت الهند من افتتاح معبد هندوسي بني على أنقاض مسجد أثري في البلاد تنفيذاً لوعد رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي قبل 10 سنوات ومن المقرر بناؤه العام القادم.
وقالت قناة “الجزيرة مباشر” في تقرير مصور لها إن قصة “معبد رام جانما بهومي ماندير” ليست عادية إذ يشكل أحد أبرز مظاهر اضطهاد المسلمين في هذا البلد.
وعرضت القناة للقطات تعود إلى عام 1992 وتوثق لهدم حشد من المتطرفين الهندوس لمسجد بابري وهو التحفة المعمارية التي يعود تاريخها إلى عام 1528 ودمر المسجد بحجة أنه مبني على أنقاض هيكل لمعبد هندوسي.
مما تسبب في اندلاع اضطرابات قُتل فيها نحو ألفي شخص معظمهم من المسلمين في مختلف أنحاء البلاد.
مسلمو الهند في معركة قضائية
وأشار التقرير أن مسلمي البلاد دخلوا آنذاك في معركة قضائية بمحاولة لإنصافهم في قضية المسجد لكن المحكمة العليا بالهند بددت آمالهم وانتصرت للهندوس .
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، قضت المحكمة العليا في الهند بمنح ملكية موقع مسجد بابري للهندوس، وتخصيص مكان آخر لبناء مسجد للمسلمين، رغم أن جميع أعمال التنقيب الأثرية في موقع المسجد أظهرت تاريخه الإسلامي.
وقبل هذا الحكم بست سنوات أطلق رئيس الوزراء الهندي مودي وعداً انتخابياً ببناء معبد فوق انقاض هذا المسجد في تحد صارخ لمسلمي العالم.
ويضع السياسيون في حزب بهاراتيا جاناتا اليوم اللمسات الأخيرة لافتتاحه.
ولفت التقرير إلى أن المعبد زين من الداخل بسبائك ذهبية وأعمال فنية، وبلغت تكاليف بنائه 180 مليون دولار أمريكي.
ومن المتوقع أن يزور المعبد نحو 100 ألف هندوسي كل يوم على أن يبقى الزائر 20 ثانية فقط.
ويؤمن الهندوس بأن المكان هو مسقط رأس الرب رام الذي كان تجسيدا بشريا للإله الهندوسي فيشنو.
لعبة انتخابية
وتابع التقرير أنه نظراً إلى حساسية مكان المعبد لدى اليمين الهندوسي يقول محللون إن افتتاحه سيعزز مكانة حزب مودي قبل الإنتخابات القادمة 2024 في مدينة أيوديا وعموم ولاية أتربرديش ذات الأهمية الانتخابية.
وقال مسلم هندي في سياق التقرير المصور : “عندما أنظر إلى المسجد ينفطر قلبي ، وأضاف: “حتى في شهر رمضان لا نستطيع الصلاة في مسجدنا”
ويخشى مسلمو الهند من تصعيد أكبر يمس مساجدهم في ظل حكومة مودي المتطرفة والمعادية للإسلام والمسلمين وهي الحكومة التي تمتلك للأسف حظوظاً كبيرة للفوز بالإنتخابات القادمة.
وبعد هدم مسجد بابري تعرضت الكثير من مساجد المسلمين في الهند للإعتداءات من قبل متطرفين هندوس آخرها هدم مسجد “شاهي” في مدينة الله آباد والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر.
وتُعد الهند ثالث أكبر بلد في عدد المسلمين في العالم وأكبر أقلية إسلامية في العالم. وتأتي في المركز الثالث بعد إندونيسيا وباكستان من حيث عدد السكان المسلمين. ويوجد في الهند 10.9% من مسلمي العالم ما يُقارب 195 مليون مسلم -حسب تعداد 2020-.