وطن – يبدو أن خطط التطبيع بين إسرائيل والسعودية تجري بمسارين سري وعلني يجري خلالهما رسم مخططات وأجندات عديدة لحساب ردات الفعل المختلفة، عبر لقاءات سرية تفاصيلها ممنوعة من النشر.
وأسدلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان” الستار عن لقاء مسؤول سعودي بارز مع آخر من وزارة الصحة لدى الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو أسبوع من زيارة وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس المملكة تحت ذريعة المشاركة في مؤتمر تنظمه منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة.
وأوضحت “كان” أن اللقاء السري عقد بين مسؤول سياسي سعودي بارز “لم تكشف عن هويته” وآخر إسرائيلي وهو نائب مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية صافي مندلوفيتش.
وسافر مندلوفيتش نحو السعودية نيابة عن وزير الصحة الإسرائيلي موشيه أربيل، للقاء مع أكبر مسؤول سعودي في المملكة لكنها وصفت اللقاء بالمهني رغم أنها لم تكشف عن موضوع اللقاء.
لقاءات التطبيع بين إسرائيل والسعودية
ووفق موقع عرب48 فإن تلك اللقاءات هي جزء من سلسلة اجتماعات سرية عقدت في الأيام الأخيرة في إطار تطبيع العلاقة بين إسرائيل والسعودية.
و لا يزال جزء من لقاءات التطبيع بين إسرائيل والسعودية ممنوعاً من النشر. ورفض مكتب الوزير الإسرائيلي التعليق على الخبر.
لكن الإذاعة الرسمية “كان” أشارت إلى أن اللقاء جرى قبل تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حول التقارب في العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وفي مطار العاصمة السعودية الرياض حطت طائرة حاييم كاتس ضمن أول زيارة معلنة لوزير إسرائيلي وزعم أن هدف الزيارة فقط المشاركة في مؤتمر تنظمه منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة وستستمر ليومين.
زيارات تاريخية مثيرة للشكوك
ونقلت مصادر إعلامية أن كاتس سيشارك في فعاليات المؤتمر، ويعقد لقاءات على الهامش مع نظرائه من دول أخرى وخاصة من الشرق الأوسط.
وقبيل مغادرته الأراضي المحتلة قال كاتس: “السياحة هي جسر بين الشعوب. ويوجد للشركاء في مواضيع السياحة قدرة على تقريب القلوب وازدهار اقتصادي. وسأعمل من أجل إنشاء تعاون لدفع السياحة وعلاقات إسرائيل الخارجية”.
وجاءت خطوة كاتس في موازاة أخرى تجسدت بزيارة السفير السعودي نايف بن بندر السديري إلى رام الله وتقديمه أوراق اعتماده كسفير للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتثير تلك الزيارات السرية والعلنية ولقاءات التطبيع بين إسرائيل والسعودية التي توصف بالتاريخية الشكوك في أهدافها ما بين التخطيط والتنسيق المتبادل مع الاحتلال.
ومقابل ذلك تقوم الرياض وتل أبيب بإظهار وإيحاء خلافات في المفاوضات المعلنة بين الجانبين بهدف جس نبض الشعوب ومحاولة التخفيف من حدة الغضب التي نالتها لقاءات أخرى عربية سابقة بين إسرائيل والإمارات وغيرها من الدول العربية.
وتبدو السعودية بين المراوغة وجس النبض بعد زيارة الوزير الإسرائيلي الأخيرة وإرسال سفيرها إلى رام الله بعدما عينه في 13 آب/أغسطس 2023 سفيراً فوق العادة مفوضاً غير مقيم وقنصلاً عاماً في مدينة القدس وشغل منصب سفير الرياض لدى الأردن.