وطن- أقدمت مدرسة هندية، على طرد معلمة وضعت سؤالا للطلاب في أحد الامتحانات يربط الإسلام والمسلمين في الهند بالإرهاب العالمي.
فعلى مدار الأيام الماضية، أثيرت انتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي لمدرسة هندية بعد تداول ورقة امتحان نصفي للصف التاسع، تتضمن سؤالا يربط الإسلام ومسلمي الهند بالإرهاب العالمي.
ونصت الفقرة الامتحانية على: “إن الإرهاب مشكلة عالمية تشكل تحديا كبيرا للبشرية، والسبب الرئيسي لذلك هو الأنانية السياسية والجشع للسلطة والتعصب الديني الذي يؤدي إلى ظهور الإرهابيين.. إنه نظام فكري يشمل الإرهاب الإسلامي الهندي”.
وتضمن الامتحان، دعوة للحكومة لاتخاذ خطوات صارمة في جامو وكشمير لوقف ما سُمي التسلل الباكستاني حتى لو استدعى الأمر شن حرب.
أثار الامتحان، مخاوف واسعة في أوساط أولياء الأمور المسلمين على حياتهم جراء حملات التحريض ضدهم.
المدرسة تعتذر عن الواقعة
بدورها، اعتذرت المدرسة عن السؤال، واتخذت قرارا بفصل المعلومة المسؤولة، مؤكدة أنها قدمت للطلاب أربعة موضوعات جديدة تعزز الوحدة والتنوع.
وقالت إدارة مدرسة غورو كريبا غريس: “نأسف للحادث المؤسف الذي وقع في إحدى ورقات امتحان اللغة الهندية، لقد اعتذرنا بصدق لطلابنا وأولياء الأمور والمجتمع وإدارة المنطقة والشرطة، ونحن مرة أخرى نعتذر بشدة”.
وزادت في الآونة الأخيرة، الاعتداءات التي تطال المسلمين في الهند. ومع تفاقم وتيرة هذه الاعتداءات وغياب محاسبة الجناة بجانب عدم اتخاذ الدول العربية والإسلامية إجراءات ضغط ضد الهند في هذا السياق، فقد أطلقت الكثير من الدعوات للمسلمين بأن يدافعون عن أنفسهم، باعتبار أن القانون لا يضمن لهم حقهم.
لكن تجدر الإشارة إلى أن المحكمة العليا الهندية سبق أن أصدرت حكما مهما، أكدت فيه أن الدولة عاجزة لفشلها في كبح جماح خطابات الكراهية في جميع أنحاء البلاد، وأنه لا يمكن إنهاء هذه الحالة إلا عندما يتم فصل السياسة والدين عن الصراعات السياسية.
عدد المسلمين في الهند
ويقدّر عدد المسلمين في الهند بنحو 200 مليون نسمة، والهند ثالث أكثر بلد من حيث عددُ المسلمين في العالم بعد إندونيسيا وباكستان.
ورغم ذلك، فإن المسلمين لا يشكّلون إلا ما يقارب 15 بالمئة من سكان الهند، وبالتالي، يصنفون كأكبر أقليّة في البلد ذي الغالبية الهندوسية.