٥٠ عاما على حرب أكتوبر كيسنجر منهارا: عبروا قناة السويس وقد يعبرون نهر هدسون

By Published On: 6 أكتوبر، 2023

شارك الموضوع:

وطن- كانت حرب أكتوبر عام ١٩٧٣ هي الحرب الوحيدة التي كتب للعرب أن ينتصروا فيها على هذا الكيان العابر، الذي اوهم الشعوب العربية المخدرة بأنه جيشه، الجيش الذي لا يقهر، كان قد فضحه الشعب الفلسطيني الأعزل والذي رغم الغدر والخيانة والطعن في الظهر، سبق وأن حطم اسطورته وكسر شوكته، ولكن الشعوب لم تصدق الا في عام ١٩٧٣ عندما انتصر الجيش المصري والسوري ومن اشترك معهم من المتطوعين في هذه المعركة، وظل منتصرا حتى تدخل “القرار السياسي” فقلب النصر إلى هزيمة، هكذا هي الأنظمة العربية والتي يقينا ما وجدت الا من أجل هذا، فليست هذه الأمة بالضعف والضعة التي جعلت من الهاربين من الأفران أن ينتصروا عليها مجتمعة.

عبر المصريون القناة وكسروا شوكة جيش العدو الصهيوني واستطاعوا في الأيام الأولى أن يلقنوه درسا لم ينسه حتى يومنا هذا.

٥٠ عاما على حرب أكتوبر

٥٠ عاما على حرب أكتوبر

بعد هذا الانتصار العربي وبعد صحوة قادة الجيش الصهيوني من صدمتهم، ورغم مد الحكومة الأمريكية هذا الكيان الصهيوني بجسر جوي وبحري، دعمت هذا الكيان من خلاله بما شاء وتمنى من سلاح وعوضوه عن كل قطعة سلاح خسرها، طائرات فانتوم ودبابات حديثة واسلحة متقدمة لا يملكها الجيش المصري أو السوري والذي يعتمد على السلاح الروسي.

واستخدم الامريكيون طائرات التجسس والاقمار الصناعية لمساعدة هذا الكيان ومع ذلك حاول المصريون الاحتفاظ بنصرهم.
ولكن الخيانة أبت غير ذلك، فقد تحدث رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في تلك الحرب، سعد الدين الشاذلي عن قرار الرئيس المصري أنور السادات الذي قلب المعركة راسا على عقب في مذكراته:” لقد كان هذا القرار أول غلطة كبيرة ترتكبها القيادة المصرية خلال الحرب وقد جرتنا هذه الغلطة إلى سلسلة أخرى من الأخطاء التي كان لها أثر كبير على سير الحرب ونتائجها”.

ويذكر اللواء أركان حرب أحمد أسامة إبراهيم : “في يوم ١٤ أكتوبر صدر القرار ب(تطوير الهجوم)! وكان هناك رفض من قادة الجيوش، ومن رئيس الأركان الفريق سعد الشاذلي، لأن أوضاع القوات والإمكانات المتاحة لا تسمح بعملية التطوير، لقد تدخل القائد الأعلى كان «سياسياً» وليس عسكرياً وهذه هي الخطيئة الكبرى عندما تتدخل السياسة في العمل العسكري”.

وهل توقف انور السادات عن هذا؟

يكشف اتصال هاتفي ما بين هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي مع السفير الإسرائيلي في واشنطن سيمكا دينيتز، من إن لديه خبرين سارين ولكن غير مسموح له بالكشف عنهما، ولكن لأسباب انسانية لن يحجبهما عنه شرط إبقاء السرية، الأول يخبره بأن سوريا سلمته قائمة أسرى الجيش الإسرائيلي (٥٦) جنديا (استعدادا لتسليمهم)، أما الخبر الثاني، فالسادات قد استجاب وقام بتسريح ٧٣ الفا من الجنود المصريين، فيرد السفير الإسرائيلي بلؤم، ونحن “سرحنا” أيضا ٤٠ الفا منهم ومع الوقت سنسرح المزيد ، هنا يقصد السفير الإسرائيلي بكلمة “سرحنا” اي قتلنا وجرحنا واسرنا..

هنا يفرح السفير الإسرائيلي بالمعلومتين ولكن يرجوه أن يخبر فقط جولدا مائير ” دعني احاول إخراجها من الكابوس الذي تعيشه!” ويعاهده السفير أن لا يخبر أحدا غيرها وحتى ابا ايبان (وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك) لن يخبره، فيسمح له كيسنجر بذلك!.

جرى هذا الاتصال ما بين كيسنجر ودينيتز بتاريخ ٦ فبراير ١٩٧٤ أثناء مفاوضات فض الاشتباك الاولى ما بين الجيش المصري والإسرائيلي.

اتصال هاتفي بين كيسنجر والسفير الإسرائيلي سيمكا دينيتز. ٦ فبراير ١٩٧٤. وزراة الخارجية الأمريكية

اتصال هاتفي بين كيسنجر والسفير الإسرائيلي سيمكا دينيتز. ٦ فبراير ١٩٧٤. وزراة الخارجية الأمريكية

كان انور السادات قد عزل قبل هذا بشهر بطل هذه الحرب “الفريق سعد الدين الشاذلي” لخلافه معه بسبب “ثغرة الدفرسوار”!.

الفريق سعد الدين الشاذلي

الفريق سعد الدين الشاذلي

لا أعتقد أن هذه الوقاحة حدثت في تاريخ الحروب كلها، ان عدوا طلب من منافسه التقليل من جيشه حتى يتمكن من هزيمته، الا في هذه الحرب، وقمة الخيانة أن يستجيب السادات!، لا بد من اعادة تاريخ هذا الرجل وكشف حقيقته.
في نفس الاتصال يخبر هنري كيسنجر السفير الإسرائيلي، بأن لدية معلومات استخبارية خطيرة بان السادات في مشكلة حقيقية مع قادة جيشه، “اذا سقط السادات ستخسرون فرصة عظيمة لن تتكرر من أجل “السلام”!.

“عبروا القناة وسيعبرون نهر هدسون!”:

بعد أربعة أيام من الحرب وبتاريخ ١٠ أكتوبر ١٩٧٣، وبعد أن كان هنري كيسنجر يتصور مع مساعديه بأن الجيش الإسرائيلي سيدخل الإسكندرية قبل أن يصل المصريون إلى سيناء، يتصل كيسنجر بالسفير الروسي في واشنطن اناتولي دوبرينين، منهارا: لقد عبروا قناة السويس وقد يعبرون نهر هدسون ( في نيويورك)، كان يلمح إلى أنه كان انتصارا سوفييتيا على أمريكا.
كان كيسنجر على يقين أن السوفييت خلف كل شيء، لذا انكسر لهم بلا حدود، حتى أنه كان يرجو السفير الروسي أن لا يصرح بما قد يغضب السوفييت من الأمريكيين في هذا الوقت الحرج.

في احد المرات صرح السفير الروسي دوبرينين بما قد يؤجج الروس في الدفع بالمزيد من السلاح لمصر وسوريا، فيغضب المرعوب هنري كيسنجر على سلامة “كيانه” اليهودي، ويصف السفير الروسي دوبرينين في اتصال مع سكرتير الدولة ومساعده الكسندر هيغ : “هذا ابن الحرام المجنون..لا يعلم أن بريجنيف يحترمني ويعلم أنني الرجل الذي خلف قصف فيتنام بتاريخ…..وإنني انا الذي لغمت الموانىء بتاريخ ١٥ مايو”. (إخفاء تاريخ قصف فيتنام من الوثيقة/اتصال هاتفي/ الخارجية الأمريكية).

كان لدى السفير الروسي فن حرق أعصاب كيسنجر أثناء حرب أكتوبر والذي عادة ما يبدأ بسؤال كيسنجر “هل نمت البارحة جيدا”!.

كان كيسنجر يصر على العرب لا يجب أن ينتصروا بأي طريقة- كما اعترف، وكان يخشى على مستقبل الدولة اليهودية من الإنهيار، وكيف لا وهو اليهودي الذي عمل لصالح هذا الكيان أكثر ما عمل لبلده، حتى أن السفير الإسرائيلي في واشنطن سيمكا دينيتز قال له: “يبدو انك وزير خارجية إسرائيل وليس أمريكا لكني اخشى ان تأتى آخر الشهر وتطلب راتبك من الحكومة الإسرائيلية”، وبلغ بكيسنجر حتى أن يخفي رسائل، كان قد طلب نيكسون منه ارسالها إلى السادات، حين رأى أنها ليست في صالح الكيان الصهيوني.

شارك هذا الموضوع

One Comment

  1. salem elkotamy 6 أكتوبر، 2023 at 3:21 م - Reply

    مايفعله الطنطاوي حتى وإن لم يفز،ولن يسمح له لا السيسي ولا أسياده ولاكفلائه بإن يفز،إلا إنه شغب ثوري مشروع يحيي الأمل ويشعل الغضب ويوقظ الضمير العالمي
    المجرم الإرهابي السيسي مركوب العيال لن يذهب إلا بثورة حمرة أو بالإغتيال أما أن يذهب سلما أو بصندوق الأصوات فهو محال
    #السعير_الثوري_سيؤججه_التحريض_الفوري

Leave A Comment