وطن- اتُهمت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بارتكاب، “فشل ذريع” بعد أن فوجئت تمامًا بأكبر هجوم لحماس على الإطلاق صباح السبت.
جاء ذلك في مستهل تقرير لصحيفة التليغراف البريطانية، قائلة إنه على الرغم من كونها معروفة بأجهزة المخابرات المخيفة والمراقبة ذات التقنية العالية، يبدو أن وكالات الشين بيت والموساد الإسرائيلية – فضلاً عن وحدات الاستخبارات العسكرية – لم تكن لديها معرفة مسبقة بالهجوم.
عندما اقتحم جنود حماس، حدود غلاف غزة وبدأوا في إطلاق النار على الإسرائيليين، استغرق الأمر ثلاث ساعات قبل أن يصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول بيان علني له.
-
اقرأ أيضا:
صحيفة عبرية: قيادات إسرائيل كانت نائمة بينما المقاومة تسيطر على المستوطنات!
واتهم إيلي مارون، القائد السابق للبحرية الإسرائيلية، أجهزة المخابرات بـ”الفشل الذريع”، في حين أقر زعيم معارضة إسرائيلية بأن دولة الاحتلال أخذت على حين غرة.
وقال مارون: “كل إسرائيل تسأل نفسها.. أين الجيش، أين الشرطة، أين الأمن؟.. إنه فشل ذريع؛ لقد فشلت التسلسلات الهرمية ببساطة، وكانت لذلك عواقب وخيمة”.
خطأ أمني خطير
واعترف عاموس يادلين، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، بوجود خطأ أمني خطير، وعقد مقارنات مع حرب 1973.
خلال ذلك الصراع، الذي اندلع قبل خمسين عاماً تقريباً، تفاجأت إسرائيل بهجوم مفاجئ من القوات المصرية وطوابير الدبابات السورية، بينما كان مواطنوها يحتفلون بعطلة يوم الغفران الدينية.
ووصف محلل آخر، الهجوم بأنه لحظة “11 سبتمبر” بالنسبة لإسرائيل – وهو الهجوم الذي يمكن أن يمثل تغييراً جذرياً في كيفية تعاملها مع حماس والجماعات المماثلة لها في قطاع غزة والضفة الغربية.
11/9 لصالح إسرائيل
ألمح آفي يسسخاروف، محلل شؤون الأمن في الشرق الأوسط، إلى احتمال وقوع هجوم بري كبير على غزة، وقال: “إنها أحداث 11 سبتمبر (بالنسبة لإسرائيل)، وإذا لم يتحول هذا إلى عملية برية كبيرة، إنها نهاية الحياة السياسية لهذه الحكومة”.
وشنت حماس هجومًا شاملا على حدود غزة، حيث تم استخدام الطائرات الشراعية الآلية والقوارب السريعة والاختراقات في السياج الحدودي للعبور إلى جنوب إسرائيل.
-
اقرأ أيضا:
من السعودية والإمارات.. “صهاينة العرب” يعلنون كل الدعم لإسرائيل ضد طوفان الأقصى
ويبدو أن معظم عمليات العبور تمت عبر خروقات في السياج الذي يبلغ طوله 24 ميلاً، والذي من المفترض أن يكون مقاوماً للهجمات البرية وحفر الأنفاق.
كما تشير السهولة الواضحة التي أبدتها حماس في اختطاف الرهائن وإعادتهم إلى غزة إلى وجود نقص كبير في القوات التي تنشرها إسرائيل في الجنوب، ربما بسبب عطلة “سيمحات توراة” اليهودية التي تستمر من السبت إلى الأحد.
عملية غير متخيلة
ومن الصعب تصور كيف يمكن التخطيط لمثل هذه العملية الكبرى في غزة، ذلك الشريط الصغير من الأرض الخاضع للحصار المصري والإسرائيلي، دون تنبيه أجهزة المخابرات.
وتفتخر إسرائيل بأنها اخترقت الجماعات الفلسطينية مثل حماس عن طريق التجسس القديم والمراقبة ذات التقنية العالية، مثل التنصت على الهواتف المحمولة وأسطول من طائرات المراقبة بدون طيار في حالة تأهب حول غزة.
وخلال حروبها السابقة مع غزة، شنت إسرائيل ضربات استباقية بحجة وجود “تهديد وشيك”، بعد أن استخدمت أجهزة المخابرات والمراقبة العسكرية لرصدها مسبقًا.
وأصدر بيني غانتس أحد زعماء المعارضة الإسرائيلية، في بيانا، ألمح فيه إلى إخفاقات أمنية، لكنه شدد على أن إسرائيل ستبقى متحدون في مواجهة الحرب.
-
اقرأ أيضا: