وطن- تسببت الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، في كارثة إنسانية لسكان القطاع الساحلي الصغير الواقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
دخل التصعيد يومه الخامس، حيث كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس المفاجئ في وقت مبكر من صباح السبت، عندما اخترق مقاتلو كتائب القسام، الحدود واقتحموا المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة.
مع استمرار جيش الاحتلال في قصف قطاع غزة، أغلقت المتاجر والمؤسسات التجارية الأخرى في جميع أنحاء القطاع أبوابها.
وأصبحت الشوارع مهجورة ولم يخاطر سوى عدد قليل منهم بحياتهم وهم يقفون في طوابير طويلة أمام المخابز القليلة التي لا تزال مفتوحة.
كما أُجبر آلاف الأشخاص على ترك منازلهم والبحث عن مأوى في المدارس التابعة لوكالة اللاجئين التابعة للأونروا.
-
اقرأ أيضا:
في جريمة جديدة.. قصف يستهدف الجامعة الإسلامية في غزة ويجعلها أثراً بعد عين (شاهد)
وقالت مهدية مصطفى، وهي أم لستة أطفال فرت إلى إحدى مدارس الأونروا مع عائلتها ومعظم جيرانها: “ما فعلته حماس كان غير معقول وغير متوقع.. لقد شعرنا أنه كان حلما، ولكن القصف الإسرائيلي المكثف أثبت مدى خطورة ما حدث”.
وأضافت في حديث لموقع المونيتور: “لقد شعرنا بالرعب والفزع عندما بدأت إسرائيل بقصف منازل المدنيين في بيت حانون شمال قطاع غزة.. لقد دُمر منزلنا أمام أعيننا.. عندها هربنا إلى مدرسة تابعة للأونروا”.
وعلى الرغم من العثور على مأوى، أكدت مهدية أنها وأطفالها يعيشون في خوف دائم على حياتهم لأن إسرائيل استهدفت بالفعل مدرسة أخرى تابعة للأونروا.
قطع المياه والكهرباء عن غزة
وفي خطوة من شأنها أن تؤدي على الأرجح إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة، أعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي، قراره بقطع المياه والكهرباء ووقف تدفق البضائع إلى القطاع المحاصر بالفعل.
وقال محمد ثابت، مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء في غزة التي تديرها حماس، إن انقطاع التيار الكهربائي وصل إلى 80٪ بعد أن أوقفت إسرائيل تدفق الكهرباء إلى غزة.
وأضاف أن عدد ساعات التوريد انخفض حاليا إلى أربع ساعات يوميا.
وأشار إلى أن غزة تحصل عادة على 120 ميغاوات من الكهرباء من إسرائيل ، ويتم إنتاج 65 ميغاوات أخرى من خلال محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.
-
اقرأ أيضا:
“تزييف فاشل” .. قصة مجندة إسرائيلية تم تسويقها كأسيرة مدنية ألمانية! (فيديو)
وأشار إلى أن احتياطي الوقود الحالي اللازم لتشغيل المحطة سيستمر حتى يوم الثلاثاء، محذرا من كارثة إنسانية وشيكة حال نفاد الوقود مع تعطل القطاعات الحيوية مثل المستشفيات ومضخات المياه البلدية التي تنقل المياه إلى منازل المواطنين ومحطات معالجة الصرف الصحي.
شح مياه قاتل
بدورها، قالت ألفت عبد العال إن المياه تتوفر خلال ساعتين فقط يومياً، وهو ما يكفي بالكاد لتلبية احتياجات أطفالها الخمسة.
وأضافت أنها ملأت حوض الاستحمام الخاص بها بالمياه لتكون جاهزة للاستخدام في غسل الأطباق والاستحمام عندما ينقطع الماء تماماً.
كما أعربت عن أسفها لانقطاع التيار الكهربائي، قائلة إن الطعام الموجود في ثلاجتها قد فسد بالفعل، وهم الآن يأكلون الأطعمة المعلبة مثل السردين والفاصوليا والبازلاء.
عقاب جماعي على سكان غزة
واتهمت سلطة المياه الفلسطينية، إسرائيل بارتكاب انتهاكات خطيرة من خلال قطع المياه والكهرباء كعقاب جماعي على سكان غزة.
وحذرت الهيئة، في بيان، من التداعيات الخطيرة للخطوة الإسرائيلية، والتي أثرت بالفعل على إمدادات المياه في مناطق عدة من قطاع غزة.
بدوره، قال حسني مهنا، المتحدث باسم اتحاد بلديات غزة: “توقفت محطات معالجة المياه عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وتقوم [البلديات] الآن بضخ ما يقرب من 250 ألف كوب من المياه العادمة غير المعالجة إلى البحر”.
وأشار مهنا إلى أن عمليات جمع ونقل النفايات الصلبة إلى المكبات الرئيسية تأثرت أيضاً بانقطاع التيار الكهربائي، ما ينذر بكارثة إنسانية خطيرة مع احتمال انتشار الأمراض في الأحياء السكنية.
-
اقرأ أيضا:
قصف منزل والد محمد الضيف .. وهؤلاء من استشهدوا من أسرته (شاهد)
كما أكد محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء في غزة، أن قرار إسرائيل بوقف إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة يلقي بظلاله على القطاع الصحي، في وضع ينذر بتحول المستشفيات إلى مقابر جماعية.
ولفت إلى أن لدى المستشفى حالياً مخزون من الوقود يكفي لثلاثة أيام على الأكثر، حيث يحتاج المستشفى إلى 50 ألف لتر من الوقود يومياً لتشغيله.
وأضاف: “عندما تنفد هذه الكمية من الوقود، سنواجه كارثة حقيقية”، وحذر أبو سلمية من أن ما لا يقل عن 80 شخصًا يعيشون حاليًا على أجهزة التنفس الصناعي، وهناك 60 طفلًا في جناح الخدج، ويعتمد بقاءهم على الكهرباء، مضيفًا أن أقسام عمليات الطوارئ ومحطات توليد الأكسجين ستتأثر أيضًا.