اختراق على كافة المستويات.. كيف وصلت المقاومة لأسرار إسرائيل ونقاط ضعفها؟

وطن- كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن أسرار الجيش الإسرائيلي التي عرفتها حركة حماس قبل عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام في السابع من أكتوبر.

وقالت الصحيفة، إن لقطات مصورة مأخوذة من كاميرات مثبتة على رؤوس المقاومين، أظهرت أنهم كانوا يعرفون كثيرا من المعلومات والأسرار المتعلقة بجيش الاحتلال، ونقاط ضعفه.

ففي إحدى اللقطات التي اطلعت عليها الصحيفة وتحققت منها خلال إجراء مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين، تبين أن 10 مقاتلين من كتائب القسام،كانوا يعرفون بالضبط كيفية العثور على مركز للمخابرات الإسرائيلية، وكيفية الدخول إليه.

وأظهرت اللقطات، لحظة عبورهم إلى الأراضي المحتلة، حيث اتجهوا شرقا على متن 5 دراجات نارية، كل واحدة تحمل مسلحين اثنين.

مقاتلو القسام يدخلون مستوطنات غلاف غزة على الدراجات النارية
مقاتلو القسام يدخلون مستوطنات غلاف غزة على الدراجات النارية

وبعد كيلومترات عدة، انحرفت المجموعة عن الطريق العام إلى منطقة الغابات، حيث نزلوا خارج بوابة غير مأهولة تقود لقاعدة عسكرية، وفجّروا بعدها حاجزا بعبوة ناسفة صغيرة، ودخلوا القاعدة وتوقفوا لالتقاط صورة شخصية جماعية، ثم أطلقوا النار على جندي إسرائيلي، فأردوه قتيلا.

خريطة بالألوان تُكمِل الاقتحام

ووفق الصحيفة، فقد بدا للحظة، أن المهاجمين غير متأكدين من المكان الذي سيتوجهون إليه بعد ذلك، لكن أحدهم أخرج من جيبه خريطة مفصلة للقاعدة وبالألوان.

أحدهم تفاعل بـ”أعجبني”.. بي بي سي تحقق مع صحافيين عرب تضامنوا مع غزة والمقاومة

وجرى بعدها إعادة توجيه المجموعة ليجدوا بابا مفتوحا لمبنى محصن، وبمجرد دخولهم، وصلوا لغرفة مليئة بأجهزة الحاسوب في مركز الاستخبارات العسكرية، وكان هناك جنديان إسرائيليان يحتميان تحت سرير في الغرفة، جرى قتلهما بعد ذلك بالرصاص.

هذه اللقطات جرى العثور عليها من خلال الكاميرا المثبتة على رأس أحد مقاتلي حماس الذي استشهد فيما بعد في الاشتباكات.

وبرأي الصحيفة، توفر هذه اللقطات تفاصيل مرعبة، عن كيفية تمكن حماس من مفاجأة أحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط والتغلب عليه، وفق تعبيرها.

وقالت الصحيفة: “من خلال التخطيط الدقيق والمعرفة غير العادية بأسرار إسرائيل ونقاط ضعفها، تمكنت حماس وحلفاؤها من اجتياح جبهة إسرائيل من غزة بعد وقت قصير من الفجر”.

وأضافت أن المهاجمين استخدموا طائرات مسيرة لتدمير أبراج المراقبة والاتصالات الرئيسة على طول الحدود مع غزة، مما أثر في أداء الجيش الإسرائيلي.

ووفق المسؤولين الإسرائيليين، فإن كتائب القسام استخدمت متفجرات وجرارات لفتح فجوات في الحواجز الحدودية، مما سمح لـ 200 مهاجم بالتدفق في الموجة الأولى، و1800 آخرين في وقت لاحق من ذلك اليوم، وفق التقرير.

واستخدم المهاجمون الدراجات النارية والشاحنات الصغيرة، لاجتياح ما لا يقل عن 8 قواعد عسكرية، وشنوا هجمات في أكثر من 15 قرية ومدينة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم كان منسقا كما تظهر الوثائق والمقاطع المرئية، حيث عُيّنت فرق من المهاجمين لأهداف محددة.

أهدافٌ أصيبت بدقة

ونقلت الصحيفة، عن ضابط كبير في جيش الاحتلال قوله، إن المهاجمين عرفوا بالضبط مكان خوادم الاتصالات ودمروها في قواعد عسكرية عدة.

محمد صلاح يخسر مليون متابع بسبب موقفه تجاه القضية الفلسطينية (صور)

وفي أماكن أخرى، نُشِر مهاجمون آخرون على تقاطعات الطرق الرئيسة لنصب كمين لتعزيزات إسرائيلية، وفقا لأربعة ضباط ومسؤولين كبار.

وأكّدت الصحيفة، أن الوثائق التي عُثر عليها مع مسلحي القسام والمقاطع المرئية الخاصة بالهجوم والمقابلات مع مسؤولين أمنيين، تُظهر أن المجموعة كان لديها فهم متطور بشكل مدهش لكيفية عمل الجيش الإسرائيلي وتمركز وحدات معينة، وكذلك الوقت الذي سيستغرقه وصول التعزيزات.

Exit mobile version