ما عدا الإمارات والبحرين.. ماذا لو قطع العرب صادرات النفط والغاز؟
شارك الموضوع:
وطن- تناول الكاتب الصحفي والخبير الاقتصادي المصري مصطفى عبد السلام، في مقال حديث له الموقف المخزي للحكومات العربية من التضامن الشكلي مع قطاع غزة، دون تحرك فعلي يعبر عن صدق تلك المواقف.
وضمن مقال حمل عنوان: “ماذا لو قطع العرب النفط والغاز؟” ذكر “عبد السلام” في مقال له على موقع “العربي الجديد”: “أن الحكومات العربية لو كانت صادقة حقاً لوجدت الكثير من الأساليب للتضامن الفعلي مع القطاع الفلسطيني المحاصر”.
النتائج مضمونة
ورأى الصحفي والخبير الاقتصادي المصري، أن النتائج كانت ستكون مضمونة أو شبه مضمونة لو قررت الحكومات العربية قطع صادرات النفط والغاز الطبيعي عن الاحتلال، وهو ما يضع حداً للهجوم الوحشي الذي تتعرض له غزة.
ورأى “عبد السلام” أن هناك العديد من نقاط القوة والضغط يمكن أن تؤثر على إسرائيل مثل المضائق والمعابر الدولية، والتي تشكل قوة كبيرة في أسواق الطاقة “فالعالم لا يعرف سوى لغة المصالح وقبلها لغة القوة” حسب قوله.
قوة العرب بالأرقام
وأوضح مصطفى عبد السلام بلغة الأرقام، أن العرب يمتلكون أكثر من 57% من الاحتياطي العالمي للنفط الخام، وأكثر من 26.5% من الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي.
وأضاف أن إنتاج الدول العربية من النفط ينافس بقوة ضمن منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بنسبة 30% من إنتاجها.
-
اقرأ أيضا:
طلال الخالد يُحرج المسؤولين العرب أصحاب المواقف الرمادية.. كلمة نارية
كما يملك العرب تأثيراً قوياً في المؤسسات الدولية المنظمة لأسواق الطاقة حول العالم مثل “أوبك” أو تحالف “أوبك +”.
وفي سوق الغاز المسال العالمي، تعد الدول العربية لاعباً رئيسياً زادت أهميته عقب اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
أمثلة من أرض الواقع
وضرب الصحفي المصري أمثلة على كلامه من أرض الواقع حيث قطعت دول الخليج في حرب أكتوبر عام 1973 النفط عن أسواق العالم.
وأحدث ذلك قفزات في أسعار الخام الأسود خلال أشهر ليرتفع سعر البرميل إلى 12 دولاراً مقابل 3 دولارات قبلها.
وحقق نتائج مبهرة، ومثل ضغطا شديدا على الغرب الداعم للاحتلال وهو ما يمكن أن تفعله مصر وقطر والجزائر، بإيقاف صادرات الغاز الطبيعي.
أما السعودية التي كان نظامها قد أوشك على التطبيع الرسمي قبل عملية “طوفان الأقصى” تأتي بالترتيب الثاني في قائمة كبار منتجي النفط عالمياً.
وتساءل عبد السلام: ماذا لو أوقفت الرياض صادرات النفط مع العراق والكويت والجزائر وليبيا وسلطنة عمان ومصر؟ ألم تكن ستحدث ضربة كبيرة للاحتلال والدول الداعمة له؟
الإمارات والبحرين خارج المعادلة
وبالنسبة للإمارات والبحرين فموقفهما معروف من الحرب الدائرة في غزة، وبالتالي لا يجب التعويل على موقف الدولتين، حسب الصحفي المصري.
وكشف الصحفي المصري زيف تلك الشعارات العربية التي ترددها الحكومات عقب كل أزمة، بأنها لو كانت صادقة لرافقت المظاهرات التي تعبر عن غضب شعبي كبير كان سيحرج الدول الكبرى ويدفعها لتغيير الوضع.
وتساءل: ماذا لو بدأت الدول العربية المنتجة للطاقة على الفور حتى بسياسة التلويح بوقف صادراتها من النفط والغاز كما تفعل كلّ دول العالم حينما تواجه مخاطر خارجية؟
وتابع: هنا ستقفز أسعار النفط والغاز بشكل جنوني حتى بمجرد التلويح من قبل الحكومات العربية، لا القطع الفعلي والفوري للصادرات النفطية، باعتبار أنّ العوامل النفسية لها دور كبير في تحديد اتجاهات الأسعار في أسواق الطاقة والمعادن والعملات وغيرها.
-
اقرأ أيضا:
هل صدقت “ماكدونالدز السعودية” في بيانها أنها محلية 100%؟
إعادة تشكيل الخريطة السياسية بالعالم
وفي حال حدوث قفزة في أسعار النفط، هنا تلجأ حكومات العالم لزيادة أسعار المشتقات البترولية من بنزين وسولار وغاز طبيعي، يقول “عبد السلام”.
وهذا سيترتب عليه عودة موجه التضخم وقفزات الأسعار، وحدوث إرباك شديد للبنوك المركزية في معالجة التضخم الجامح، يصاحب ذلك الارتباك اندلاع غضب شعبي وتظاهرات وقلاقل اجتماعية داخل دول العالم المعتمدة على النفط والغاز.
واختتم الصحفي والخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام، بالتأكيد على أن “هذه التظاهرات قد تعيد تشكيل الخريطة السياسية داخل تلك الدول وتؤثر في نتائج الانتخابات، وهو الأمر المتوقع حدوثه للانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة، ولا ننسى أنّ دونالد ترامب خسر الانتخابات الماضية على خلفية أسباب معظمها اقتصادي، منها غلاء المعيشة وزيادة التضخم وارتفاع أسعار الوقود والكساد ومعدلات البطالة وغيرها.”
مع دخول عملية “طوفان الأقصى” يومها التاسع، تواصل القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، مخلفا 2670 شهيدا، و9600 جريح، بينما ردّت المقاومة باستهداف بلدات إسرائيلية بالصواريخ، وسط تلويح من الاحتلال بتنفيذ عملية اجتياح بري لقطاع غزة المحاصر.