تضييق شديد على باتريك زكي في إيطاليا والسبب “نتنياهو قاتل متسلسل”.. ما القصة؟
شارك الموضوع:
وطن- مُنع الباحث المصري في مجال حقوق الإنسان باتريك زكي، من حضور فعاليات متعددة في إيطاليا للترويج لإطلاق كتابه الجديد، وذلك في أعقاب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي وصف فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “قاتل متسلسل”.
زكي، البالغ من العمر 30 عامًا، والذي أمضى سابقًا ما يقرب من عامين في الحبس الاحتياطي في مصر، كان في إيطاليا هذا الأسبوع لإطلاق كتابه الأول، أحلام وأوهام الحرية.
وجاءت تصريحاته، التي لم يذكر فيها اسم نتنياهو بشكل مباشر، وسط أسبوع من الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت عن استشهاد آلاف الفلسطينيين.
وجاء الهجوم في أعقاب هجوم غير مسبوق قام فيه مقاومون فلسطينيون بقيادة حماس باختراق السياج العازل المحيط بالجيب المحاصر وقتلوا أكثر من 1400 إسرائيلي.
تضييق على باتريك زكي
وأدى منشور زكي على فيسبوك إلى إلغاء عدد كبير من الفعاليات مع إطلاق كتابه في جميع أنحاء إيطاليا.
وذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا”، أنه تم إلغاء ظهور زكي في الحلقة الأولى من الموسم الجديد للبرنامج الحواري الإيطالي Che Tempo Fa، وإعادة تحرير الحلقة قبل بثها.
وتبع ذلك بعد فترة وجيزة إعلان من منظمة سيرميج ترسانة السلام، وهي منظمة غير حكومية مقرها في تورينو، عن إلغاء حفل إطلاق كتاب زكي المقرر في معرض تورينو للكتاب في 17 أكتوبر .
وأعلنت لورا كاستيليتي، عمدة مدينة بريشيا، أن زكي مُنع من حضور مؤتمر السلام في المدينة، حيث كان من المقرر أن يلقي خطابًا افتتاحيًا، وقالت إن تصريحاته بشأن إسرائيل لا تمثل المدينة.
وأضافت كاستيلاتي أنه تم إلغاء جميع فعاليات إطلاق كتاب زكي في المدينة، وأنها تطالب بسحب جائزة زكي للسلام التي سبق أن منحها له المؤتمر أثناء سجنه.
-
اقرأ أيضا:
سباح مصري دولي مهددٌ بالقتل بسبب تضامنه مع فلسطين (فيديو)
من جانبها، قالت سمر الحسيني المدافعة المصرية عن حقوق الإنسان، لموقع ميدل إيست آي: “إذا كان الرأي العام الإيطالي يعتقد أنه بسبب مساعدته على الخروج من السجن، فإنه يجب أن يقتصر رأيه على النظام المصري… فماذا نؤمن إذن؟”
وأضافت: “هل يأتي تضامن [الغرب] مع السجناء السياسيين بثمن ألا نتكلم عنه عندما نرى أن قيمهم لا تتفق مع القانون الدولي”.
باتريك يوضح موقفه من القضية الفلسطينية
وقال باتريك في بيان مطول: في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لا يمكن اعتبار أي شخص مؤيدًا لحماس إذا كان يدعم فلسطين. أنا لست مع حماس ولكن يبدو أن اتخاذ موقف الدفاع عن المدنيين الفلسطينيين سيضعك في موقف إشكالي، خاصة وأن وسائل الإعلام العالمية كلها مؤيدة لإسرائيل ولا تتحدث عن الأزمة الإنسانية الخطيرة على الجانب الآخر”.
وأضاف: “أولويتي ستكون دائمًا حياة المدنيين، وسأدين دائمًا أي أعمال عنف ضد المدنيين في جميع أنحاء العالم، ولكن من خلال القيام بذلك سأكون دائمًا إلى جانب الضعفاء وضد الفاشية والاحتلال”.
وتابع: “لقد كنت وسأظل من أشد المؤيدين للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في استعادة دياره وأراضيه، التي نهبت بعنف على مر التاريخ. إن السياسات العنصرية والاستعمارية التي تنتهجها حكومة نتنياهو تشكل جذور حالة الحرب التي تبدو أبدية والتي نجد أنفسنا فيها الآن، مما أدى إلى خسارة مأساوية لآلاف من أرواح المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال الأبرياء”.
وأشار إلى أن الحكم على الأحداث الجارية في فلسطين دون الأخذ في الاعتبار التاريخ الطويل للقضية الفلسطينية وجذورها، ودون وضعها في سياق تاريخي، هو بمثابة رؤية مشوهة وجزئية للواقع. وهذا المنظور غير عادل ويحتاج إلى إعادة نظر نقدية.
ولفت إلى أن دعمه هو للشعب الفلسطيني الذي يواجه الصعوبات، ومن أجل الحقيقة والعدالة أينما كانت هناك حاجة إليها، وسيظل موقفه إلى جانب المظلومين وجميع المدنيين الذين فقدوا أرواحهم.
ونوه بأنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يستخدم مبادئ حقوق الإنسان من خلال إدانة العنف على الجانبين، وأن تتوقف هذه الحرب وإنقاذ حياة البشر، وختم: “أعبر عن أفكاري وصلواتي من أجل الإيطاليين المشاركين في هذا الصراع، على أمل أن يتمكنوا من البقاء آمنين وأن يعانقوا أحبائهم مرة أخرى قريبًا”.
اعتقال باتريك زكي في إيطاليا
ويروي “أحلام وأوهام الحرية” السيرة الذاتية لزكي، الـ 22 شهرًا التي قضاها في الحبس الاحتياطي في مصر، بعد اعتقاله في فبراير 2020 عندما كان طالبًا بالدراسات العليا في جامعة بولونيا، بسبب كتابته مقالًا عن محنة الأقلية القبطية المسيحية في مصر، والتي هو عضو من بينها.
في 18 يوليو/تموز 2023، حكمت عليه محكمة مصرية بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة، لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عفا عنه بعد ذلك بيوم.
-
اقرأ أيضا:
الجزائري يوسف عطال مهددٌ بالعقوبة بتهمة الدفاع عن فلسطين (صور)
وذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن زكي تعرض للتعذيب أثناء احتجازه، بما في ذلك الصدمات الكهربائية. وقد ضربت قضيته على وتر حساس في إيطاليا، إذ أعادت إلى الأذهان قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني ، الذي عثر عليه ميتا في القاهرة بعد تعرضه للتعذيب الوحشي في فبراير/شباط 2016.
وفي عام 2021، منحت الحكومة الإيطالية زكي الجنسية الفخرية بعد أن وقع أكثر من 200 ألف إيطالي على عريضة لدعم قضيته.