“ميدل إيست آي” يفضح حملات اللوبي الصهيوني لطرد أكاديميين في جامعات أمريكا
وطن – يواجه جوزيف مسعد الأكاديمي الفلسطيني والمحاضر في كلية الدراسات العربية والسياسة بجامعة كولومبيا في نيويورك، دعوات متزايدة لإقالته بعد أن كتب مقال رأي يوضح فيه التداعيات السياسية والجيوسياسية للحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل، بحسب ما أورده موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
وفي المقال المنشور على موقع “الانتفاضة الإلكترونية”، يناقش مسعد كيف أن الهجوم الذي شنته حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى على إسرائيل، في 7 أكتوبر الجاري، قد فاجأ إسرائيل، وأثر على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأثر أيضًا على الجهود الأمريكية في المنطقة العربية وضغطها على الحكومات لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
عنصرية أمريكا والكيل بمكيالين
“بينما ينقشع ضباب الحرب ببطء، فإن الأسئلة حول العواقب السياسية لهجوم 7 أكتوبر ستظل تلقي بثقلها على أذهان المراقبين. كيف ستؤثر الحرب على حكومة نتنياهو؟”، كتب جوزيف مسعد هذه العبارة بمقاله، وهو أيضًا كاتب عمود في موقع “ميدل إيست آي”
وبحسب الموقع البريطاني فإنه بعد نشر الأكاديمي الفلسطيني للمقال، بدأت تنتشر عريضة تطالب جامعة كولومبيا بإقالة مسعد. وبدأت هذه العريضة من قبل مايا بلاتيك، وهي طالبة في جامعة كولومبيا عملت سابقًا في الجيش الإسرائيلي ككاتبة محتوى، وفقًا لملفها الشخصي على LinkedIn.
ولا تناقش العريضة النقاط الواردة في المقال، وبدلاً من ذلك تتهم جوزيف مسعد بـ “التغاضي عن الإرهاب ودعمه”، تقول إن “البرفسور رفض شجب حماس، التي تعتبر منظمة إرهابية في الولايات المتحدة”، مطالبة بطرد مسعد من منصبه في الجامعة.
وتضيف العريضة بأن “أكثر من هذا يشعر الكثير من الطلاب أنهم غير آمنين في حضرة أستاذ يدعم قتل المدنيين”. ولم تشمل العريضة على ما كتبه مسعد في مقالته وأن عددا من الأشخاص في إسرائيل قتلوا مما يكشف “عن الحصيلة البشرية المرعبة للحرب”.
وجاء فيها “في الوقت نفسه، أدت العملية الفلسطينية لمقتل أكثر من 700 شخص في إسرائيل وأكثر من 2.200 جريحا، وبالمجمل حصيلة مرعبة على الجانبين”؛ وبعد انتشار العريضة، صدرت رسالة مفتوحة، الأسبوع الماضي، شجبت مطالب طرد مسعد واعتبرها “حارقة وتشهيرية”. واطلع الموقع على الرسالة التي أضافت أن الطريقة السيئة التي تم فيها تمثيل مقالة مسعد “تغذي الهجمات على حريته الشخصية والأكاديمية”.
ووقع حتى كتابة التقرير، 414 طالبا من الكلية وخريجا وعاملين في دائرة الشرق الأوسط والدراسات الأفريقية وجنوب آسيا في الكلية. وبعد الهجوم المتعدد الذي شنته حماس، ردت إسرائيل بغارات جوية على القطاع.
وبحسب المرصد الأوروبي المتوسطي لحقوق الإنسان، فقد أسقطت إسرائيل ما حجمه ربع قنبلة نووية على القطاع، وحتى مساء الإثنين، قتل أكثر من 2.808 من بينهم 853 طفلا و936 امرأة. وقتلت الجماعات المسلحة 1.400 إسرائيليا حسب الجيش الإسرائيلي.
شيطنة أساتذة الجامعات الأمريكية الرافضين لهمجية الاحتلال
وتأتي العريضة في ظل انقسام في الجامعات الأمريكية منذ الحرب الإسرائيلية- الفلسطينية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وتم الهجوم على أساتذة وطلبة الجامعات الأمريكية بما فيها النخبة أو “أيفي ليغ” لأنهم أصدروا بيانات حملوا فيها إسرائيل المسؤولية، وأشاروا فيها لاحتلال إسرائيل للمناطق الفلسطينية المحتلة وحصار 16 عاما على قطاع غزة؛ والحصار هو فعل حرب حسب الباحثين في “لو أند وورفير”.
وتعليقا عن التعنت ضد الأكاديمي الفلسطيني من قبل الجامعة، صرح أحد طلاب جامعة كولومبيا لموقع “ميدل إيست آي”، والذي طلب عدم الكشف عن هويته: “باعتباري متخصصًا في دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا، يمكنني أن أشهد أن هيئة تدريس MESAAS بجامعة كولومبيا ربما تكون الأفضل في البلاد نظرًا لمجموعة أعضاء هيئة التدريس البارزين بما في ذلك أشخاص مثل جوزيف مسعد.”
وتابع الطالب أنهم يحضرون أحد فصول مسعد ويصف مقرره بأنه “الأكثر جاذبية وإثارة بين جميع فصولي” كما وصف مسعد بأنه “أفضل أستاذ لدي”.
وقال الطالب “إن رؤيته يفقد وظيفته بسبب إحياء خطاب ما بعد 11 سبتمبر في عهد بوش من شأنه أن يحطم تماما وجهة نظري لجامعة كولومبيا كمؤسسة تشجع الحرية الأكاديمية”.
وهناك عريضة أخرى توزع الآن ووقّع عليها حوالي 5.000 شخصا تدعو لطرد البروفسورة، زارينا غريوال، التي تحاضر في الأديان والأنثروبولوجيا؛ وتتهم العريضة غريوال، بأنها “تتسامح مع العنف وتدعم منظمة إرهابية”. وضمت العريضة تقارير لم يتم التحقق منها عن قطع رؤوس أطفال إسرائيليين، والتي تراجعت الصحافة الأمريكية والحكومة الأمريكية عنها بعد نشرها.
وتتهم العريضة غريوال، بأنها تعتبر “جرائم الحرب ضد المدنيين فعل مقاومة”؛ وبحسب المنشورات على وسائل التواصل الإجتماعي، والتي اطلع عليها الموقع والتي ردت فيها على مقتل عمال تايلانديين في إسرائيل وإن كانت الأكاديمية تدافع عنها، وجاء فيها الآتي: “لم أر أي باحث يدعم هذا في المنشورات التي وصلت إلي ولن أدعم أبدا هذا. إن التفسير المنطقي أو الدفاع عن حق المقاومة ضد مستعمرين متوحشين، لا يعني أن المستعمرين لا يمكنهم ارتكاب أخطاء، بل يوضح هذا مدى خطورة العجز”.
وفي جامعة هارفارد، تعرض الطلاب الذين وقعوا على رسالة تحمل إسرائيل مسؤولية الحرب للفضح “دوكسد” حيث نشرت عناوينهم ومعلوماتهم الشخصية، بما في ذلك الإسم الكامل والسنة الدراسية والوظائف السابقة، والبروفايل على منصات التواصل الإجتماعي، وصورهم ومدنهم التي جاءوا منها.