لماذا تأخر الغزو البري لغزة؟!.. تحليل يكشف ما يخشاه القادة الإسرائيليون!
شارك الموضوع:
وطن – نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تحليلا معمقا عن أسباب تأخر جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ الغزو البري لقطاع غزة، ناقلة عن مصادر استخبارية ما يخشاه المسؤولون الإسرائيليون في حال تم ذلك.
وقالت الصحيفة في تحليلها، أن أمر الاجتياح البري لقطاع غزة بدا واضحا وضوح الشمس يوم الخميس الماضي، في ظل تأكيدات على أن الغزو البري المضاد لغزة سيبدأ إما الجمعة أو السبت.
ووأوضح التحليل أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعطى مواعيد نهائية معينة للفلسطينيين لإخلاء شمال غزة، على أن تنتهي هذه المواعيد النهائية بحلول منتصف نهار الجمعة.
وقال إن قرع طبول الغزو البري لغزة بدأت في وقت مبكر من الأحد إلى الاثنين الماضيين، حيث كان صوتها يزداد ارتفاعًا، بعد أن مهد سلاح الجو الطريق بالفعل لعدة أيام من القصف المدمر على القطاع والذي راح ضحيته أكثر من 3 آلاف شهيد وأكثر من 12 ألف مصاب من المدنيين.
ما الذي تغير؟
وفقا للتحليل، يبدو أن هناك عددًا من العوامل قد تسببت في التأخير، لكن مصادر قالت لصحيفة “جيروزاليم بوست” أن أحد العوامل كان القلق المتزايد من أن حزب الله ينتظر اللحظة التي تلتزم فيها معظم القوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي بغزة لفتح جبهة كاملة مع الجيش الإسرائيلي فى الشمال.
وبحسب هذه الرواية، فإن حقيقة أن حزب الله لم يشارك في بداية الحرب صباح يوم السبت وإبقاء هجماته على إسرائيل عند عتبة منخفضة إلى حد ما لا تثبت أنه تم ردعه، بل هي جزء من تزييف متقن لإغراء إسرائيل، ومنح الجيش الإسرائيلي شعور زائف بالأمن، على غرار ما حققته حماس في الجنوب.
وأشارت المصادر إلى أن المخابرات الإسرائيلية والمستوى السياسي يجب أن يكون لديهم مستوى جديد من التواضع بشأن تقييماتهم لنوايا “العدو” بعد أن فقدوا القارب فيما يتعلق بحماس في الجنوب.
واعتبرت المصادر أن هذا لن يمنع الجيش الإسرائيلي من غزو غزة بريا. لكنه ربما يكون قد تسبب في تأخير التحقق بشكل أفضل من الإشارات المتعلقة بنوايا حزب الله، فضلاً عن تعزيز القوات الشمالية في حالة حدوث الأسوأ.
وقال التحليل أيضا، إن هناك اعترافا عميقا داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي، بأن الجيش لم يفعل شيئًا كهذا منذ عقود، وأن الاندفاع إلى التدخل دون استعداد، لمجرد إشباع تعطش السكان للانتقام بشكل أسرع، يمكن أن يكون خطأً كبيرًا.
ووفقا لهذا المنظور، رأى التحليل أن الغزو البري لحرب لبنان الثانية عام 2006 كان عبارة عن فوضى كاملة. حيث كانت القوة الجوية هي الجزء الناجح فقط، في حين كان غزو غزة في 2008-2009 و2014 أكثر رمزية.
وأكد التحليل على أنه مع كل “جولات” الصراع العديدة، لا ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يكون مفرط الثقة بشأن موهبته في القيام بعمليات غزو برية واسعة النطاق.
وضع استراتيجية ضد حماس
في هذا السياق، رأى التحليل أنه في حين أن تحقيق “مفاجأة” استراتيجية سيكون مستحيلاً نظراً لأن حماس هي التي بدأت هذه الحرب، فإن الجيش الإسرائيلي يرغب أيضاً في تحقيق مفاجأة تكتيكية على الأقل ضد حماس، الأمر الذي يتطلب التخطيط.
-
اقرأ أيضاً:
الاجتياح البري لغزة .. جحيم ينتظر جيش الاحتلال وعقيد إسرائيلي يتحدث عن سيناريوهات
كتائب القسام توجّه رسالة للقوات البرية الإسرائيلية: “هذا ما ينتظركم في غزة” (شاهد)
ولفت التحليل إلى أن هناك عدد من عوامل التأخير الأخرى التي يمكن أن تشمل الضغط الأمريكي لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، والمخاوف الداخلية بشأن الرهائن الإسرائيليين في غزة، وإعطاء المزيد من الوقت للفلسطينيين للإخلاء.
وقال إن هناك عاملا آخر يتمثل في استجابة الولايات المتحدة والعالم حتى الآن. لافتاً إلى انه في الوقت الحالي، تشعر إسرائيل بدعم كبير ولديها المزيد من الوقت للتعامل مع حماس.
واعتبر التحليل أن أحد الأسئلة التي تطرح في هذه المرحلة هو ما إذا كان كبار قادة الجيش الإسرائيلي والقادة المدنيين يسيئون تقدير الساعة.
وأكد التحليل على انه ووفقاً للأرقام التي أعلنتها حركة حماس، فقد استشهد بضعة آلاف من الفلسطينيين وأصيب عدد أكبر بكثير، مشيرا إلى انه في عام 2014 اسشتهد أكثر من 2000 فلسطيني، كان غالبيتهم من المدنيين.
ضباب الحرب
وأوضح التحليل أنه في اللحظة التي تتضخم فيها هذه الأرقام، والتي من المرجح أن تكون عندما يبدأ الغزو بطريقة حقيقية، فستكون هناك ضغوط قوية من الولايات المتحدة والعالم لوقفه.
كما أكدت الصحيفة من مصادر عديدة أنه لم يقرر أحد بعد ما الذي سيحدث لغزة بعد أن يطيح الجيش الإسرائيلي بحكم حماس. موضحين أن كبار المسؤولين الإسرائيليين يتلهفون للحصول على صيغ تفضيل جديدة لما سيفعلونه بحماس.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالتأكيد على أنه بعد الحرب فقط يمكن معرفة ما إذا كان هذا الوقت الإضافي قد تم إنفاقه بحكمة في صياغة خطة غزو وما بعد الغزو أكثر ذكاءً وفعالية، أو ما إذا كان التأخير سيُنظر إليه على أنه أهدر أيامًا ثمينة من أجل “تغيير الواقع في غزة” المتمثل في تجنب هجمات حماس في المستقبل القريب.