وطن – يدق عمال الدفاع المدني في قطاع غزة ناقوس الخطر بأنهم يعملون بكامل طاقتهم وغير قادرين على إنقاذ جميع الجرحى أو انتشال الجثث من تحت أنقاض المنازل التي قصفت، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ أكثر من أسبوعين.
وقال نوح لافي، وهو عامل في الدفاع المدني، لموقع ميدل إيست آي: “يجب الآن ترك القتلى تحت الأنقاض من أجل إعطاء الأولوية للجرحى”.
وأضاف أن فرق الإنقاذ في غزة ليست مجهزة لانتشال جميع الجثث بسبب طبيعة الحرب الإسرائيلية واسعة النطاق ، والتي استهدفت أيضًا طواقم الدفاع المدني والإسعاف.
وقتلت الطائرات الحربية الإسرائيلية ستة من العاملين في الدفاع المدني وأصيب أكثر من 11 آخرين خلال الأسبوعين الماضيين.
وأضاف: “لقد فقد العديد من زملائي عائلاتهم ومنازلهم، لكنهم ما زالوا يقومون بواجبهم”.
لافي من بين الذين أصيبوا بضربة بسيخ حديد، وفي يده سبع غرز، لكنه ما زال يعمل. وقال: “ليس لدي خيار سوى المقاومة من خلال القيام بعملي”.
من جانبه، قال محمد فتحي شرير رئيس دائرة السلامة والوقاية في مديرية الدفاع المدني، إن الوضع في قطاع غزة أسوأ من الصور التي تعرضها شاشات التلفزيون والهواتف المحمولة.
وقال لموقع ميدل إيست آي: “وسط نداءات لا حصر لها للمساعدة في إنقاذ الأفراد المحاصرين تحت الأنقاض، تسعى فرق الدفاع المدني والإسعاف والإنقاذ المخصصة لدينا جاهدة بلا كلل لمساعدة جميع الضحايا، سواء كانوا جرحى أو متوفين”.
لكن شرير أشار إلى أن فرق الدفاع المدني تواجه قيودا كبيرة. وأضاف: “نظرا للارتفاع الكبير في أعداد الأشخاص تحت الأنقاض، فإن تركيزنا الحالي ينصب على إعطاء الأولوية لإنقاذ الجرحى الأحياء، حتى لو أدى ذلك إلى تأجيل انتشال المتوفين من تحت الأنقاض”.
وأوضح أن الكثيرين ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، مما يستلزم استخدام الآليات الثقيلة لانتشالهم. وأضاف أن استهداف الجيش الإسرائيلي لأحياء بأكملها، مما أدى إلى تدميرها، يزيد من تفاقم الأزمة.
وشدد شرير على أن قطاع غزة بحاجة ماسة إلى المساعدات الدولية وفرق الإنقاذ للمساعدة في انتشال الجرحى والمتوفين.
وقال: “على الرغم من الاستهداف الصارخ لفروعنا، تواصل فرقنا العمل بكامل طاقتها”، في إشارة إلى الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت عدة مراكز للدفاع المدني في أنحاء قطاع غزة.
أزمة الوقود
وفي الوقت نفسه، أدى نقص الوقود نتيجة للحصار الإسرائيلي إلى تعقيد جهود الإنقاذ بشدة.
ووفقاً للرائد محمود بصل، الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في غزة، فإن قطع إسرائيل لإمدادات الكهرباء والوقود مؤخراً قد أثر سلباً على عملهم، حيث تعتمد معداتهم الأساسية على هذه الموارد في التشغيل.
وأضاف: “النقص الحاد في الوقود يشكل كارثة وشيكة لأن عملياتنا تعتمد عليه بشكل كبير”.
علاوة على ذلك، ليس لديهم ما يكفي من الموارد للتعامل مع حجم الدمار الذي سببته الضربات الجوية. وقال: “نواجه نقصًا في المعدات اللازمة لإدارة الحجم الكبير من الحطام والركام الناتج عن قصف مناطق سكنية بأكملها”.
وأضاف: “سيأتي وقت لن تكون فيه سيارات الإسعاف أو مركبات الدفاع المدني متاحة للاستجابة للمناطق المتضررة من القصف”، مشيرا إلى أن مركبات الدفاع المدني في غزة هي نماذج قديمة من عام 1988 و1994، وهي بحاجة إلى استبدال.
وقال بصل: “للأسف، نناشد المنظمات الدولية منذ سنوات أن تهب لمساعدتنا، لكن مناشداتنا لم يتم الرد عليها إلى حد كبير”.
-
اقرأ ايضا:
شهيد يحتضن طفلته الرضيعة الشهيدة.. مشهد لن تراه سوى في غزة (شاهد)
حصار الاحتلال الإسرائيلي يجبر سكان غزة على شرب مياه المراحيض (فيديو)
وتابع: “نحن ملتزمون بتقديم أفضل الخدمات الممكنة لمواطنينا، ولكن الدفاع المدني في قطاع غزة يحتاج إلى دفاع مدني آخر. وهو في حاجة ماسة إلى الدعم. وجميع مركباتنا ومعداتنا في حالة سيئة.”
ينتمي عامر أبو سيف إلى إحدى العائلات الفلسطينية العديدة التي قصفت منازلها في الغارات الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة.
يقول عامر: “تم استهداف منزلنا في مخيم جباليا في الساعة الواحدة صباحًا. وكان هناك أكثر من 15 شخصًا في منزلنا، بما في ذلك النازحون الذين يبحثون عن الأمان”.
وبينما نجا أبو سيف من الغارات الجوية، فقد استشهد ما لا يقل عن 18 فلسطينيًا في الهجوم.
وقال أبو سيف إنه على الرغم من العثور على تسعة شهداء منذ الهجوم، لا يزال ثمانية آخرون محاصرين تحت الأنقاض حيث فشلت جهود الإنقاذ التي قام بها فريق الدفاع المدني المحلي في انتشال جثثهم بسبب الدمار الواسع الذي خلفه قصف أربعة مبان سكنية.
وقال: “حتى لو كانوا أشلاء تحت الأنقاض، علينا الوصول إليهم لدفنهم بشكل لائق.. لقد حرمنا من فرصة توديعهم”.