مقال “مسموم” لعبد الرحمن الراشد تناول فيه حرب غزة بلسان صهيوني
شارك الموضوع:
وطن – خرج الإعلامي والكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد، الذي شغل مناصب إدارية سابقاً في صحيفة “الشرق الأوسط” و”قناة العربية” ومعروف بمواقفه الداعمة للتطبيع مع الاحتلال، بمقال وصف من نشطاء بأنه “مليء بالسموم عن حرب غزة واعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين”، وينم عن حقد أعمى للمقاومة بل وللشعب الفلسطيني كله، الذي أظهر الكاتب أنه يتباكى عليه فيما لم يذكر قاتله بشطر كلمة.
وشارك عبد الرحمن الراشد مقاله على حساباته في منصات التواصل وشن فيه هجوماً كبيراً على الفلسطينيين المقاومين وحملهم مسؤولية تدمير غزة، فيما لم يجرؤ على الحديث عن جرائم الاحتلال ولا بشطر كلمة مقابل الهجوم على المقاومة.
الراشد “عراب التطبيع” يشيطن المقاومة ويبرر للاحتلال جرائمه
وذهب الكاتب السعودي لترويج الدعاية الإسرائيلية في أن حماس والفلسطينيين وحدهم هم الخاسرون مما حصل في 7 تشرين الأول/أكتوبر حتى اليوم، وأن الإسرائيليين يجدونها فرصة لتصفية حساباتهم حسب قوله.
مقالي:
والآن… 1.5 مليون فلسطيني بلا سكن أو تطبيب أو كهرباء
(اكبر مأساة منذ عام 48)
https://t.co/e5uytBNUT9الذين أنعشتهم أنباء هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري ربما لم يخطر ببالهم، ولو للحظة، أن يتساءلوا عن اليوم التالي، ما الذي سيحدث بعده؟
الذي جرى… pic.twitter.com/xDTiCvlznn— عبدالرحمن الراشد (@aalrashed) October 26, 2023
وقال: “عشرات الآلاف من الأسر بلا ماء أو كهرباء أو وقود أو سكن، ومن دون مستشفيات أو مدارس. فيديوهاتهم وأخبارهم تدمي القلب.
فهل يمكن أن يتواضع المبتهجون قليلاً، ويتأملوا مصير الناس؟”
وتابع الراشد في مقاله الذي لم يتطرق فيه لجرائم الاحتلال بكلمة: “نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، أهل نصف غزة الشمالي، تم تهجيرهم عشرين كيلومتراً إلى جنوبها، ليعيشوا في العشرين كيلومتراً المتبقية من القطاع مع المليون فلسطيني!”
وأثار مقال الراشد غضب العديد من النشطاء، الذين هاجموه بشراسة لمحاولته تشويه صورة المقاومة التي انطلقت من الشعب وتسعى لتحرير الأرض المحتلة التي تحوي مقدسات المسلمين وخذلها كل العرب والمسلمين، حسب وصفهم.
-
اقرأ ايضا:
داعية سعودي لمن سأله عما يجري في غزة: “خلك مع ولاة الأمر.. انت بزقة ماعندك شي” (شاهد)
الكشف عن حملة تحريض سعودية هي الأخطر على المقاومة الفلسطينية
كما حاول الكاتب التبرير لمواقف حكام العرب المخزية تجاه غزة بقوله “حتى قبل السابع من أكتوبر، كنا ندري أن مصر لن تشن الحرب، والسعودية والكويت والعراق لن تقطع البترول أو الغاز، وأبو مازن لن يلغي أوسلو، وعشائر الأردن لن تعبر النهر، و«حزب الله» سيعض على بيروت، وما تبقى من الدول الاثنتين والعشرين العربية لن تفعل شيئاً. أبداً، لا توجد مفاجآت.”
مضيفا: “ولو كنت أنت صاحب قرار بينهم، ستفعل مثلهم. لم يشركك أحد، ولم تستشر في قرار الهجوم. أيضاً، أنت لن تدمر بلدك وشعبك من أجل عنوان في الأخبار، أو فيديو في «تيك توك»، أو التصفيق لك في ساحة الإرادة.”
هل كانت غزة في الجنة قبل الحرب؟
وتحدث الصحفي الفلسطيني ورئيس تحرير صحيفة (وطن) نظام المهداوي، عن فكرة جوهرية ومهمة للرد على الكاتب السعودي، الذي كانت بلاده تسابق الزمن للتطبيع قبل أن يفشل هذا المشروع بفضل عملية “طوفان الأقصى”.
وقال المهداوي عن مقال الراشد: “لم يبلغنا أي حياة التي كان يعيشونها (سكان غزة) في ظل حصار محكم لعقود من إسرائيل ومصر وتخلي العرب عنهم لمعاقبتهم على حكم حماس”.
يقول الراشد في مقاله ان حماس دمرت حياة مليون ونصف مليون فلسطيني. لم يبلغنا الراشد أي حياة التي كانوا يعيشونها في ظل حصار محكم لعقود من إسرائيل ومصر وتخلي العرب عنهم لمعاقبتهم على حكم حماس. الراشد في كل مقاله لم يتطرق لجرائم الاحتلال انما خصصه للهجوم على المقاومة الفلسطينية متهكما… https://t.co/S4uiW4BadG
— Nezam Mahdawi نظام المهداوي (@NezamMahdawi) October 26, 2023
وأضاف الكاتب والإعلامي الفلسطيني، حول عبدالرحمن الراشد: “في كل مقاله لم يتطرق إلى جرائم الاحتلال إنما خصصه للهجوم على المقاومة الفلسطينية متهكماً ساخراً والأهم يتباكى على الفلسطينيين”.
وختم المهداوي تغريدته على منصة إكس، التي رد فيها على الكاتب السعودي مغرداً: “مع كل هالبكاء المنتشر في النت من شاكلة الراشد لم نشاهد فلسطينياً واحداً من غزة يقول ما يقوله الراشد وبقية الليبراليين العرب المتصهينين”.
تناول بمقال أخر العقاب الجماعي لمواطني غزه من قبل دولة الأحتلال ومحاباة العالم الذي يدعي الحضاره للتعسف وتدني القيم تحت مسمي الدفاع عن النفس قل ماتراه عن الواقع الملموس
— محمد عبدالله البليهي (@mabulaihe) October 26, 2023
مغردون يردون على عبدالرحمن الراشد
وخاطب المغرد محمد عبدالله البليهي، عبدالرحمن الراشد قائلاً: “تناول بمقال آخر العقاب الجماعي لمواطني غزة من قبل دولة الاحتلال ومحاباة العالم الذي يدعي الحضارة للتعسف وتدنّي الأخلاق تحت مسمى الدفاع عن النفس قبل ما تراه عن الواقع الملموس”.
اذا كان لديك كلمة خير فقلها ، واذا لم يكن فدعها لما بعد نهاية الحرب. شعبا مهجر ومآسيه مستمره منذ ٧٥ عاما وليس من ٧ اكتوبر.
— Asem Dwaikat 🇵🇸 (@AsemDwaikat) October 26, 2023
وذكر عاصم معلقاً: “إذا كان لديك كلمة خير فقلها وإذا لم يكن فدعها لما بعد نهاية الحرب، شعبا مهجر ومآسيه مستمرة منذ 75 عاماً وليس من 7 أكتوبر”.
كل تسديداتك خارج المرمى. اتقي الله و انت في ٱخر عمرك . هداك الله
— Afro-Afrikaner (@AfroMaure) October 26, 2023
وغرد محمد علي: “ليس متوقع منك غير هذا. أسلوب ظاهره التعاطف وباطنه الشماتة” فيما ذكر متابع آخر: “كل تسديداتك خارج المرمى. اتقي الله وأنت في ٱخر عمرك”.
-
اقرأ أيضا:
كاتب سعودي متصهين يطالب دول الخليج بطرد الفلسطينيين (فيديو)
“مشروع الراشد الحقيقي”
ويشار إلى أن “عبد الرحمن الراشد” من رموز مثقفي وإعلاميي السلطة في السعودية، ودائمًا ما يتصدر لحمل مسؤولية تسويق أفكار ومشروعات العائلة المالكة إلى العالم، وآخرهم مشروع التطبيع مع “إسرائيل”، فمن خلاله يستطيع القارئ معرفة ما يدور في أروقة الحكم، ليس في المملكة وحدها، بل والحلف الخليجي الذي يدور في فلكها.
ويصدر “الراشد” نفسه دائما على أنه أحد رموز التيار الليبرالي في المملكة، لكن الذي يبحر في منهجه لن يجد مشروعًا ليبراليًا يدافع عنه، بل مشروعه الحقيقي هو “السلطة”، يسخر نفسه لتبرير أفكارها وقراراتها، ويسوقها إلى الرأي العام العالمي، يستفيد من خبرته في الدراسة بالغرب وموهبته ليصعد دائمًا إلى أعلى مراتب ثقة السلطة.
ويعطي الإعلامي السعودي آل سعود الحق في كل شيء، يضع قضية التطبيع مع “إسرائيل” تحت وصايتهم الأخلاقية، يقررون ما يشاءون أو يرفضون، يعطيهم الحق في فرض التطبيع أو جعله قسرًا على الأروقة الحكومية.
وهناك العديد من الدلائل على أن أقصى طموح الراشد هو إرضاء أولياء الأمر وأصحاب السلطة بالمملكة، فقد خصص جهود شركته الخاصة لإنتاج الوثائقيات في تسويق ملوك آل سعود، فعل ذلك مع الملك فهد عام 2005، وأنتج فيلمًا من 5 أجزاء استغرق 5 سنوات كاملة، وصوره بتكلفة إنتاجية ضخمة بعد أن أجرى مقابلات في 15 مدينة بالعالم.
يكشف الراشد عن مساوئ مثقف السلطة الذي يتقلب في الأفكار دون قيد أخلاقي أو شروط تحترم عقول متابعيه، فقط مصالح السلطة الحاكمة ولا يهم أي شيء آخر، فينذر نفسه لشرعنة الحلول السعودية.