الإمارات تدعم خطة إسرائيل للقضاء على حماس وتستعجل التنفيذ.. تفاصيل خطيرة
وطن- قال مراقبون إن حرب إسرائيل على غزة ألقت بظلال قاتمة على العديد من المشاريع الإقليمية التي تعتزم دولة الإمارات المشاركة بها، ومنها مشروعا “الممر الاقتصادي” بين الهند وأوروبا، و”طريق التنمية” الذي تعمل العراق على مده من ميناء الفاو جنوبا وحتى الأراضي التركية شمالا.
هذا الأمر قد يفسر بحسب البعض موقف الإمارات المعادي للمقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس، التي وصفتها الوزيرة الإماراتية ريم الهاشمي بأنها نفذت عمليات “بربرية وووحشية”، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى.
الإمارات تؤيد القضاء على حماس وتدعم الاحتلال
وفي هذا السياق نقل موقع “إمارات ليكس” المعارض عن مصادر لم يسمها، قولها إن النظام الإماراتي الذي يتزعمه الشيخ محمد بن زايد، بات يرى في إطالة أمد الحرب تهديدا للمشاريع الإقليمية المشتركة مع تل أبيب.
ولفت الموقع إلى أن المصادر الدبلوماسية التي أشار إليها، كشفت عن رسالة متطابقة وجهتها الإمارات “تستعجل فيها إسرائيل للقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.”
المصادر المشار إليها ذكرت أيضا أن الإمارات تركز على إنهاء أي عراقيل تواجه مشاريع تجارية تسعى للمشاركة فيها وتعزيز نفوذها الإقليمي وإن كان ذلك على حساب الدم الفلسطيني.
جدير بالذكر أنه منذ تطبيع الإمارات علنيا لعلاقاتها مع الاحتلال في سبتمبر 2020 برعاية أمريكية، تسارعت وتيرة علاقات الإمارات وإسرائيل، ورفعت سقف العلاقات إلى مستوى “الاصطفاف الاستراتيجي”، الذي فاجأ بضخامته توقعات المحللين واستشراف الخبراء الاستراتيجيين.
ليتضح أنه لم يكن الإعلان عن اتفاقية التطبيع العلني بينهما مجرد حبر على الورق أو مشهداُ عابراً على شاشات التلفاز، بل كان اكتمالاً لعقد العلاقات المتين والاستراتيجي الممتد تحت الطاولة بين الجانبين منذ زمن طويل.
ووفق تقرير “إمارات ليكس” يظهر أن الاضطرابات بالمنطقة ولعبة التوازنات التي تحاول أن تتبعها أبو ظبي في المشروعين الإقليميين، يهدد مصالح إماراتية بالمنطقة وخاصة مع حالة اللايقين التي تمر بها المنطقة في ظل تهديد احتمال توسيع الحرب التي قد تشمل دولا أخرى.
ولفت الموقع إلى تحليل مراقبين بأن الإمارات تسير على حبل رفيع في الموازنة بين مصالحها في الشرق والغرب، عبر دخولها كطرف مهم في مشروعي الممر الاقتصادي وطريق التنمية، بما يعكس امتداد حالة “اللايقين” إلى علاقاتها، سواء مع جيرانها من دول الخليج أو إسرائيل أو مع تركيا والهند أيضاً.
وفي هذا الإطار، تحاول الإمارات باعتبارها جزءا مهما من مشروع الممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا، أن تحافظ على علاقاتها الجيدة مع الهند وإسرائيل والاتحاد الأوروبي والسعودية، كما تحاول رأب الصدع بينها وبين الإدارة الأمريكية الحالية.
-
اقرأ أيضا:
لماذا تتمنى الإمارات انتصار إسرائيل في غزة؟.. أهداف خبيثة وسر عدائها للمقاومة
ابن زايد يمارس لعبة خطيرة
ويرى المراقبون أن رغبة أبو ظبي في المشاركة بطريق التنمية مع تركيا والعراق تعبر عن المشروع “الأساس” للإمارات، لكونها جزءا من مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، ولأن الاستفادة من المشروع ستحقق على المدى القريب، إذ ستنتهي المرحلة الأولى منه عام 2028، حسب المخطط.
أما الممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا فلا يزال مشروعا على الورق، ولذا تحاول الإمارات ضمان ما هو واقعي والموازنة بينه وبين ما هو مستقبلي، في إطار رغبتها في تنمية علاقاتها مع الصين وتركيا والعراق، وكذلك مع قطر، لكونها الدول المنخرطة في المشروع.
وبعدما أعلنت تركيا معارضتها لمسار الممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا، وأكدت أن المشروع لن ينجح إذا لم تكن تركيا جزءا منه، فإن مشروع “طريق التنمية” عبر العراق إلى تركيا هو الأقرب والأفضل إلى أوروبا، من منظور الإمارات التي تلعب على حبال المنافسة الاقتصادية بين الدول المنخرطة في كلا المشروعين.
لكن هذه اللعبة خطرة، بحسب تقرير “إمارات ليكس” الذي لفت إلى أنه من المتوقع أن تجد أبو ظبي نفسها مستقبلا أمام خيار تحديد اتجاه واحد لها في أحد هذين المشروعين، وفق حسابات اقتصادية تراهن على المشروع الذي سينفذ أولا أو الذي سينجح أكثر.
ولم تكتف الإمارات بالتعاون الاقتصادي مع إسرائيل والذي بلغ مستويات عالية، مكن الاحتلال من تحقيق أرباح كبيرة باتت تشارك في دعم الجيش الصهيوني الذي يقتل الفلسطينيين.
وذهبت أبوظبي لأبعد من ذلك في علاقاتها مع الاحتلال وقامت بشراء الأسلحة من إسرائيل بمليارات الدولارات.
كما تعتبر مستثمراً نشطاً في صناعة الأمن والدفاع الإسرائيلية عبر أجهزتها وصناديقها السيادية، بالإضافة لمجموعة “G42” (المتخصصة بالتجسس والمملوكة لطحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني).
وفي هذا السياق خصصت الإمارات في مارس 2021، مبلغ 10 مليارات دولار للاستثمار في القطاعات الاستراتيجية الإسرائيلية.
-
اقرأ أيضا: