مسؤولون أمريكيون يضغطون على إدارة بايدن لوقف إطلاق النار في غزة.. ما جدوى تحركاتهم؟

وطن- وقع المئات من مسؤولي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، على رسالة تدعو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

أفادت بذلك مجلة فورين بوليسي، التي قالت إن الرسالة المفتوحة من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) تعكس القلق المتزايد داخل الحكومة الأمريكية بشأن كيفية دعم بايدن لإسرائيل في حربها على غزة.

كما يمثل الالتماس خلافًا متزايدًا بين حكومة بايدن والمسؤولين الأمريكيين المعارضين داخليًا لنهج البيت الأبيض تجاه الحرب، وفق المجلة.

وتدعو الرسالة الداخلية التي يتم توزيعها للتوقيع عليها بين موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى “وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية”.

كما تطالب الرسالة، الولايات المتحدة بالانضمام إلى المجتمع الدولي في إلزام جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، بالقانون الدولي، الذي يشمل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية والمستوطنات على الأراضي المحتلة.

ووقع 370 مسؤولاً في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على الرسالة حتى صباح الجمعة، ارتفاعًا من حوالي 200 مساء الخميس، وفقًا لنسخة من الرسالة.

بدورها، قالت المتحدثة باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جيسيكا جينينغز: “نحن ممتنون للغاية لتفاني موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وشركائها الذين يعملون على مدار الساعة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كبير، بما في ذلك الغذاء والمياه والدواء”.

وأضافت: “لقد كانت الولايات المتحدة واضحة في ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وأننا ندعم الوقف الإنساني للقتال من أجل توصيل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة وتوزيعها على المحتاجين في غزة.. نحن نقدر الحوار المستمر الذي نجريه مع موظفينا وشركائنا المتفانين، ونواصل الترحيب بفريقنا لمشاركة آرائهم مع القيادة”.

ما تأثير الرسالة؟

وشكك ديف هاردن، المدير السابق لبعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وغزة، في التأثير الذي قد تحدثه الرسالة. وقال: “هذه الرسالة الموجهة على مستوى الوكالة، والتي من المرجح أنها كتبت في واشنطن وليس في الشرق الأوسط، هي ببساطة غير مقنعة وغير منضبطة”.

وأضاف هاردن، الذي عمل أيضاً مستشاراً رفيع المستوى للرئيس باراك أوباما: “تحتاج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بدءاً من المستوى الأعلى، إلى أن تكون أكثر فعالية داخل الوكالات، وأن تقدم عملياً على الأرض خطوات عملية لزيادة تدفق المساعدات.. في الوقت الحالي، هناك حاجة إلى التأثير، وليس المزيد من الكلمات”.

شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
  • اقرأ أيضا: 
ليس لدماء الفلسطينيين.. بايدن يحذر إسرائيل وراء الكواليس بسبب مجازر غزة ورسالة عن “وقف إطلاق النار”

معاناة شديدة في غزة

وتحدثت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، علنًا عن معاناة المدنيين في غزة وحاجة إسرائيل إلى إتباع القانون الإنساني الدولي علنًا في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع رسائل عامة مماثلة حول حماية المدنيين من بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن.

وقالت باور في مقابلة مع شبكة “إم إس إن بي سي”: “إن تركيزنا كوكالة التنمية الدولية، كحكومة أمريكية، ينصب على تخفيف المعاناة الإنسانية، وفي الوقت الحالي هؤلاء هم المدنيون الفلسطينيون الذين يواجهون ظروفًا صعبة حقًا في غزة”.

ومع ذلك، أكد مسؤولو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الذين وقعوا على الرسالة أن بايدن وحكومته لم يذهبوا إلى أبعد من ذلك في الضغط على إسرائيل لتخفيف معاناة المدنيين في غزة.

وجاء في الرسالة: “نحن مضطرون إلى رفع أصواتنا الجماعية ووعينا الأخلاقي لحث الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية وإدارة بايدن على الانضمام إلى الدعوات المتزايدة، وطنيا وعالميا، من أجل وقف فوري لإطلاق النار (في غزة)”.

وأضافت: “بينما نقدر الجهود التي تبذلها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للدعوة إلى استجابة إنسانية عاجلة في غزة ونفهم أن الوكالة تعمل بلا كلل لتحقيق ذلك، يجب علينا أن نتذكر أن جهود المساعدة الإنسانية والمساعدات المنقذة للحياة أصبحت موضع نقاش إلى حد كبير في حالات التصعيد والعنف”.

عاصفة من المعارضة تختمر في الخارجية الأمريكية

وتعكس الاعتراضات الموضحة في الرسالة عاصفة من المعارضة تختمر في وزارة الخارجية في الوقت الذي يشعر فيه بعض الدبلوماسيين بالقلق إزاء ما يعتبرونه دعما أمريكيا على بياض لإسرائيل مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

رد وزارة الخارجية الأمريكية

وقالت وزارة الخارجية إنها ترحب بالمعارضة وأصرت مرارا وتكرارا على أنها تضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي.

وقال بلينكن إنه يؤيد وقفات إنسانية قصيرة (لإطلاق النار) لتخفيف المعاناة في غزة، لكنه، مكررًا آراء بايدن، يعارض وقفًا كاملاً لإطلاق النار، بحجة أن مثل هذه الخطوة لن تؤدي إلا إلى تقوية يد حماس وتمنحها الوقت لإعادة تجميع صفوفها.

ضغوط متزايدة على إسرائيل

وتواجه إسرائيل أيضًا ضغوطًا من حلفاء بايدن الديمقراطيين في الكابيتول هيل. وأصدرت مجموعة من 13 مشرعا ديمقراطيا بيانا مشتركا حذرت فيه من أن “الفشل في توفير الحماية الكافية للمدنيين غير المقاتلين يهدد بتصعيد كبير للصراع في المنطقة ويفرض ضررا شديدا على آفاق التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

  • اقرأ أيضا: 
أثارت غضب الكونغرس..المنظمات الطلابية في جامعة هارفارد تحمل إسرائيل “مسؤولية العنف”!

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث