وطن – في أدلة جديدة على استمرار النظام الإماراتي بقيادة محمد بن زايد في تنفيذ أجندات خبيثة بالمنطقة، أكدت تقارير أنه رُصد خلال آخر أسبوعين من الحرب السودانية المشتعلة، ويومي 29 أكتوبر 2023 و6 نوفمبر 2023 تحديدًا، اعتماد قوات “الدعم السريع” التي يقودها حميدتي في حربها على استخدام مركبات مدرعة إماراتية.
ويشار إلى أنه بعد مرور نحو 7 أشهر على اندلاع الصراع العسكري بين قوات الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، لا يبدو أن هناك مخرج قريب للأزمة السودانية، التي تفاقمت مع استمرار المواجهات العسكرية في أغلب أنحاء البلاد.
الإمارات وسيناريو نشر الفوضى في السودان
يوم 29 أكتوبر الماضي، نشرت قوات “الدعم السريع” عبر حسابها الرسمي على موقع إكس، فيديو تحتفل فيه بإحدى انتصاراتها العسكرية، ظهر فيه لقطات مختلفة لعناصرها وهم يستخدمون عربات عسكرية، من طراز “عجبان LRSOV”.
وظهر بالفيديو عربة مدرعة، وبالبحث العكسي وجد فريق منصة “متصدقش” المعنية بمحاربة الأخبار الكاذبة، تطابق بين أوصافها وشكلها، مع عربات مدرعة أخرى سلّمتها الإمارات إلى جمهورية تشاد، حسبما نشرت وكالة أنباء الإمارات في 6 أغسطس 2023، لـ “دعم جهود مكافحة الإرهاب”، كما ظهرت صورة تلك العربة في أخبار سابقة في مواقع إماراتية.
ونشرت القوات المسلحة السودانية، في 6 نوفمبر 2023، عبر حسابها على موقع إكس، فيديو لمركبات ومدرعات استولت عليها من “الدعم السريع”، وظهر به نفس نوع المركبة أيضًا.
قوات منطقة الشجرة العسكرية تستعرض المركبات والمدرعات التي استلمتها من مليشيا حميدتي الأحد.
الإثنين ٦ نوفمبر ٢٠٢٣م.#السودان #القوات_المسلحة #كرامة_الجيش_كرامة_شعب#معركة_الحسم#الجيش_صاحي#مليشيا_دقلو_منظمة_إرها*بية #إنهاء_التمرد#جيش_واحد_شعب_واحد#ده_جيش_بتداوس؟… pic.twitter.com/qTZ1Jq3rO8— القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) November 6, 2023
ويشار إلى أن مركبة “عجبان LRSOV” تُنتجها شركة النمر الإماراتية لصناعة الآليات المدرعة، التابعة لمجموعة إيدج الإماراتية للتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، المملوكة لحكومة أبو ظبي.
تُسمى “آلية عجبان للمهام الخاصة بعيدة المدى LRSOV”، وهي آلية رباعية الدفع، مكشوفة السقف، مخصصة للمهام الاستطلاعية بعيدة المدى، بحسب الموقع الرسمي لـ”إيدج”.
كيف تُرسل الإمارات الأسلحة إلى “الدعم السريع”؟
تحقيق منصة “متصدقش” الذي رصدته (وطن) لفت إلى أنه رغم عدم توافر معلومات مؤكدة حول طريقة إرسال المركبات التي تم رصدها مؤخرًا، إلى “الدعم السريع، إلا أن تقريرًا صحفيًا لصحيفة “نيويورك تايمز” نشرته في سبتمبر 2023، رصد إرسال الإمارات “أسلحة قوية” وطائرات مُسيّرة، إلى بلدة أمدجراس في تشاد بالقرب من الحدود السودانية، ليتم إعادة إدخالها لـ “الدعم السريع” بعد ذلك.
📌 بعد مرور نحو 7 أشهر على اندلاع الصراع العسكري بين قوات #الجيش_السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح #البرهان، وقوات #الدعم_السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، لا يبدو أن هناك مخرج قريب للأزمة السودانية، التي تفاقمت مع استمرار المواجهات العسكرية في أغلب أنحاء البلاد.
◼️ منذ بداية… pic.twitter.com/xOXdpmPWOu
— متصدقش (@matsda2sh) November 9, 2023
وبحسب التحقيق تم إرسال تلك الأسلحة، في طائرات شحن رصدتها صور الأقمار الصناعية منذ يونيو 2023، تحت ستار أنها مساعدات إنسانية لتشاد، إلا أنها ليست كذلك، بحسب عشرات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين والأفارقة الذين تحدثوا إلى “نيويورك تايمز”.
-
اقرأ أيضا:
خطوة إماراتية مريبة في على الحدود التشادية السودانية.. مستشفى إغاثي أم مخزن أسلحة؟
وهو ما يتفق مع ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” في أغسطس 2023، عن مسؤولين أوغنديين، أنهم رصدوا في يونيو 2023، شحنات أسلحة في طائرة إماراتية في ترانزيت بمطار عنتيبي الدولي الأوغندي، كانت متجهة إلى تشاد، في صورة مساعدات إنسانية، وقال مسؤولين أفارقة للصحيفة، أن الأسلحة كانت متجهة لـ” الدعم السريع”.
ويعود أول ظهور لأسلحة إماراتية في يد “الدعم السريع” إلى يونيو 2019، عندما ظهرت صورًا لعربات مصفحة إماراتية استخدمتها القوات، في فض اعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة.
وبحسب تحقيق استقصائي لمنظمة “Global witness” نشرته في ديسمبر 2019، عن الشبكات المالية لـ”الدعم السريع”، تلقت القوات 150 مليون درهم إماراتي من مصدر غير معروف، استخدمت منهم 111 مليون درهم إماراتي، لشراء مركبات ومعدات اتصالات.
وشمل ذلك شراء أكثر من 1000 مركبة في النصف الأول من 2019. منهم 900 سيارة تويوتا “لاند كروزر” و”هيلوكس”، حولتهم “الدعم السريع” لمركبات عسكرية مزودة بمدافع رشاشة.
وتعتمد ميليشيات حميدتي على الدعم الإماراتي في حربها وقامت بالعديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان، وكانت إليزابيث ثروسيل المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، أعربت في 3 نوفمبر 2023، عن قلقها البالغ، وذلك “إزاء التقارير التي تفيد باختطاف النساء والفتيات واحتجازهن في ظروف “أشبه بالعبودية” في مناطق يسيطر عليها “الدعم السريع”.
وفي تقرير نشرته منظمة العفو الدولية في أغسطس 2023، بحسب شهادات ناجين مختلفين، استهدفت “الدعم السريع” المدنيين بشكل متعمد في حوادث قتل وسرقة متفرقة، وأيضًا استهدفت إحدى الجماعات، على أساس دوافع عرقية.
نتائج كارثية لحرب السودان
وأسفرت هذه الحرب المستمرة منذ أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع، عن مقتل أكثر من 10 آلاف حتى الآن، فيما أُغلقت نحو 10 آلاف و400 مدرسة في مناطق النزاع أبوابها.
ما أدى إلى فقد 6 مليون و500 ألف طفل فرص الوصول إلى المدرسة بسبب تزايد العنف وانعدام الأمان في مناطقهم، بحسب ما رصدته منظمتي اليونسف، وإنقاذ الطفولة بالسودان في 9 أكتوبر 2023.
وعلى الجانب الاقتصادي قدّر وزير المالية السوداني الأسبق إبراهيم البدوي، في أكتوبر 2023 خسائر الحرب بـ 60 مليار دولار.
وفي 15 أبريل 2023، اندلعت الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح برهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي.
وتعود جذور الخلافات بين “الجيش السوداني” و”الدعم السريع”، إلى رفض الأخير خطط الاندماج في القوات المسلحة السودانية.