نكبة الأمة في أنظمتها الحاكمة.. ماذا حدث حينما كانت غزة تحت سلطة مصر والضفة تتبع الأردن؟

وطن – شارك الباحث والكاتب المصري الشهير محمد إلهامي مقالاً وثق فيه بأحداث تاريخية كيف لعبت أنظمة الأردن ومصر وغيرها من أنظمة الحكم العربية دوراً كبيراً في حصول النكبة العظمى بالمنطقة العربية، واستغلت الشعارات النضالية فيما كانت بحقيقة الأمر تعقد الصفقات مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية.

وأكد محمد إلهامي في مقال له شاركه على حسابه الرسمي بمنصة (إكس) بأن “شرف هذه الأمة في فصائلها المقاومة والمجاهدة.. ونكبتها العظمى في أنظمتها الحاكمة.. وتاريخ فلسطين نفسه شاهدٌ عظيم على ذلك”.

واستدل المؤرخ والباحث المصري الشهير في حديثه عن أنظمة مصر والأردن بأحداث تاريخية ترجع للعام 1967، حين كانت الضفة تحت سلطة النظام الأردني، وحين كانت غزة تحت سلطة النظام المصري.

نكبة كبرى بسبب نظامين عربيين

وقال محمد إلهامي: “إن السلطتان المصرية والأردنية كانتا تتعاونان على تكسير المقاومة وتحجيمها واعتقال أبطالها قبل أن تأتي إسرائيل في غمضة عين، وتجتاح الضفة الغربية وتجتاح غزة وفوقها سيناء، ثم اجتاحت معهما الجولان”.

وأضاف الباحث المصري أن ثلاثة أنظمة عربية ابتلعت إسرائيل أراضيها في غمضة عين “سوريا، مصر والأردن” وبأن إسرائيل “استولت على أراضي أكبر من مساحة دولتها في ساعات”.

واستذكر المؤرخ الشهير حديث المفكر الامصري الراحل جلال كشك الذي شبه ما حدث بالقول بأنه: “أسرع توسع عسكري منذ عصر الفتوحات الإسلامية”.

وأردف إلهامي بأنه: “لم يشعر أحد يومها بفقدان غزة لأن غزة هي أقل من شارع بالنسبة إلى سيناء التي ابتلعها الإسرائيليون، في أقوى صفعة على وجه خالد الذكر -باللعنات- جمال عبد الناصر”.

كيف مسحت المقاومة عار النكبة التاريخية العظمى؟

ومن أبرز ما ذكره محمد إلهامي حول سبب النكبة التاريخية العظمى في غزة والضفة الغربية التي أعادت القسام الهيبة والعزة لفلسطين والمنطقة:

– كان أهل الضفة أقدر على تكوين مقاومة وهم تحت الاحتلال الصهيوني المباشر.

– كان أهل غزة أقدر على تكوين مقاومة تحت الاحتلال الصهيوني المباشر.

– كان هذا أسهل عليهم من تكوينها تحت سلطة الأنظمة العربية الملعونة والخائنة.

– تخلت الأردن ومصر عن الضفة وعن غزة، فأما السادات فقد تركها وعقد سلامه المنفرد، أو قل: خيانته المنفردة، مع الصهاينة.

– تخلى الأردن عن الضفة رسمياً مع الانتفاضة الأولى!! وهذه لقطة خيانية فريدة في التاريخ، حسب وصف “إلهامي”.

مصر والأردن وشعارات العروبة

وذكر الباحث والمؤرخ محمد إلهامي أن “كلا النظاميْن الأردني والمصري استخدما شعارات العروبة لمنع أهل فلسطين من حكم أنفسهم ومن تحرير أنفسهم.”

وكانت حجة تلك الأنظمة آنذاك أن “القضية قضية عربية وليست قضية الفلسطينيين وحدهم.. وهي قضية جيوش لا قضية فصائل”.

وتابع محمد إلهامي بأن أنظمة مصر والأردن: “عندما سلموها لإسرائيل (غزة والضفة) رفعوا شعار الوطنية وقالوا: هذه أرض الفلسطينيين، وما شاء الفلسطينيون أن يفعلوه فعلوه، ونحن نرضى بما يرضى به الفلسطينيون!!”.

وعلق على ذلك: “بهذا -عزيزي القارئ العربي المنكوب- ترى الأنظمة استعملت شعار العروبة لتخون القضية وتكبل أهلها.. ثم سلمت الأرض.. ثم استعملت شعار الوطنية لترك القضية وتسليم أهلها وحصارهم وطعنهم في ظهرهم!!”.

المقاومة تستعيد هيبة الأمة

وعن الأحداث الحالية المتمثلة بطوفان الأقصى والخسائر الفادحة التي تلحقها القسام بالاحتلال الإسرائيلي ذكر “إلهامي” أن غزة استعادها أهلها بالمقاومة العظيمة الباسلة.

و”جعلت غزة شارون يعتقد أن الانسحاب منها وحصارها أفضل من البقاء فيها، وما كان له أن يفكر في هذا الحل لولا أنه يضمن حصارا موازيا من النظام المصري اللعين” حسب وصف الباحث المصري إلهامي.

ثم جاء أهل غزة “فانتزعوها انتزاعا من السلطة الفلسطينية الخائنة، فصارت قلعة مقاومة عنيدة عتيدة.. ها هي تثبت للعالمين أنها وحدها” أضاف إلهامي.

ورأى المؤرخ المصري الشهير أن غزة استطاعت “في ظروف مستحيلة، وبإمكانيات معدمة وبميزان عسكري منهار.. أن توقف الوحش الإسرائيلي وتعرقله وتصيب منه!”.

  • اقرأ أيضا:
خيانة الأنظمة العربية لغزة تهدد مستقبل عروشها وتنذر بانتفاضة شعوبها.. ما الفرصة الأخيرة؟

الضفة و”السلطة الفلسطينية الخائنة”

وأما عن الضفة ذكر الدكتور محمد إلهامي أن أبناءها أجبروا شارون على بناء جدار عازل حول إسرائيل، وأطلقت في وجهه مواكب الاستشهاديين والاستشهاديات.

وبنى الإسرائيليون بأيديهم أسوارا تشهد على انهيار حلمهم في التمدد من النيل إلى الفرات!

لكن الضفة حسب الباحث إلهامي ابتُليت “بالسلطة الفلسطينية الخائنة التي أسسها المقبور عرفات، ثم استكملها الملعون أبو مازن، والتي دربها الأمريكان على يد دايتون”.

  • اقرأ أيضا:
سياسي فلسطيني: 80 ألف بندقية بيد السلطة الفلسطينية .. ماذا لو تحرك عشرها لأجل غزة؟

وذكر محمد إلهامي أن الضفة “صارت بهذا تحت احتلاليْن متراكبين ومتراكميْن!”.

وختم الباحث مقاله بالقول إن “التاريخ لا يعرف المجاملات.. وإن نصيب الحكومات الخائنة في إنشاء إسرائيل، وحمايتها، وإتاحة الفرصة لتوسعها، وتمكينها من أهل فلسطين هو النصيب الأعظم في القصة كلها وإن السهم الذي يصيب نظاما عربيا، ليساوي ألف سهم في كبد إسرائيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى