مغازلة إماراتية لقطر.. مقرب من محمد بن زايد يثير جدلا برسالة مفاجئة

وطن – نشر الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبد الخالق عبد الله المقرب من رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، تغريدة امتدح فيها رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بسبب ما قال إنه نجاح كبير للدبلوماسية القطرية خلال السنوات الماضية.

وأثار ذلك شكوكا بين النشطاء عن سبب كتابة الأكاديمي الإماراتي المحسوب على النظام، لهذه التغريدة التي اعتبروها “مغازلة لقطر” في ظل الأزمة المكتومة المعروفة بين الدوحة وأبو ظبي، رغم المصالحة الأخيرة بينهما.

تغريدة عبد الخالق عبد الله
عبد الخالق عبد الله يمتدح رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني

عبد الخالق عبد الله يثير الشكوك بمغازلة قطر

لتتحول الردود على التغريدة إلى ساحة هجوم على النظام الإماراتي، وعقد للمقارنات بين الدور الإيجابي القطري في المنطقة، والدور التخريبي للإمارات في عدة دول عربية.

وكتب عبد الخالق عبد الله عبر حسابه في منصة (إكس) معدداً إنجازات قطر في مجال الوساطة: “رئيس وزراء وزير خارجية قطر: توسط بين طالبان وأمريكا بعد الانسحاب من أفغانستان، ساعد في تبادل الأسرى بين أمريكا وإيران“.

وأضاف عن ما فعله محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: “توسط بين فنزويلا وواشنطن، أبرم اتفاق جمع شمل أطفال أوكرانيا، يشرف على تبادل سجناء وأسرى بين حماس واسرائيل”.

“يمثل الدبلوماسية القطرية والخليجية في أفضل حالاتها”

ووصف الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله في ختام تغريدته رئيس وزراء خارجية قطر ووزير خارجيتها بأنه يمثل دبلوماسية ناجحة: “سموه يمثل الدبلوماسية القطرية والخليجية في أفضل حالاتها”.

https://twitter.com/DA505qahtani/status/1729568522513051978

وضمن ردود الأفعال على تغريدة عبد الخالق عبدالله، علق ظافر القحطاني مخاطباً الأكاديمي صاحب الصيت السيء والموقف المتذبذب حيال غزة والقضايا العربية حسب تعليقات العديد من المتابعين: “أتمنى تقتدون بأخلاقه وتفعلون من أفعاله”.

وشكك عزام المقدسي بتغريدة الرجل المقرب من ابن زايد المتدحة لقطر:”من قلبك يا دكتور”

فيما غرد ريان الحميري: “اعتراف رائع وجميل يأتي في إطار وحدة الصف الخليجي وهذا مؤشر جيد لمستقبل مشرق للأمة العربية والإسلامية بإذن الله”.

https://twitter.com/Hamad51103639/status/1729562205589287171

وقال “أبو عمر” لافتا إلى تبدل مواقف عبد الخالق عبد الله وتناقضاته: “سبحانه مغير الأحوال. ومبدلك من حال لى حال.”

انتقادات حادة للنظام الإماراتي وأجندته في الردود

وأحرجه فهد المري بتعليقه أنه نسي أن يذكر أن من ضمن إنجازات رئيس الوزراء القطري أيضا “إفشال المؤامرة الإماراتية على قطر أيام الحصار.”

وكتب حماد عن تغريدة الأكاديمي الإماراتي: “لأول مرة تقول كلمة صادقة الله يثبتك لترى الحق دائما وابدا”

فيما ذكر “محمد عريبي” ساخرا أنه “بدأ يخاف على عبدالخالق عبدالله من الاعتقال” في إشارة إلى مخالفته بعض سياسات الإمارات الظاهرة وتغريده بما قد يغضب النظام.

https://twitter.com/bull_yemen9248/status/1729566144099475462

ويرى ناشطون أن الرجل المقرب من محمد بن زايد منذ سنوات طويلة، لا يغرد خارج سرب النظام أبدا وأن تغريداته هذه تأتي بتوجيهات أمنية مباشرة ضمن خطة محددة وأهداف واضحة وأنه “لا يقدح من رأسه” حسب زعمهم.

وسخر علي محمد من الأكاديمي الإماراتي: “وبعدين واين جاء وسيم العرب حقكم وإن جاء الصفر الدولي 677؟!”

وعلق حساب آخر في تلميح لدور الإمارات التخريبي في المنطقة: “جميل هو حل النزاعات بين الشعوب والدول ودعم الامن والاستقرار، يعكس قوة النفوذ والتاثير بعكس بعض الدول التي تشعل الحروب هنا وهناك. وتخرج بكراهيه الشعوب لـٍهآ ويضمحل دورها مع الزمن والانسان يضع نفسه حيث يريد”.

  • اقرأ أيضا:
عبدالخالق عبدالله يمجد قطر بعدما شيطنها على مدار سنوات الحصار ويثير سخرية واسعة

وكان اتفاق العلا الذي وُقع بالسعودية في يناير عام 2021 قد أنهى الأزمة الخليجية، التي بدأت في يونيو 2017، وقطعت بموجبها الإمارات، ومصر، والبحرين، والسعودية، العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرضت عليها حصارا جائرا.

وفرضت دول الحصار الذي كانت تتزعمه الإمارات والسعودية وقتها على قطر، قيودا شملت إغلاق حدودها البرية والبحرية ومجالاتها الجوية. وتسبب ذلك في حالة من الاضطراب داخل الدولة التي تعتمد على الواردات لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكانها، ما دفعها لحل الأزمة عبر شبكة علاقاتها الواسعة والاعتماد على مصادر بديلة.

وكانت دول الحصار وعلى رأسها الإمارات تطالب الدوحة بتلبية 13 شرطا لإعادة العلاقات معها، وشملت قائمة المطالب إغلاق قناة الجزيرة، وتحجيم العلاقات العسكرية مع تركيا وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر، وقطع العلاقات مع حركة الإخوان المسلمين، وتقليص الروابط مع إيران.

لكن الدوحة رفضت الشروط 13 قائلة إنها “تمس سيادتها واستقلال قرارها الوطني”، مؤكدة في الوقت ذاته استعدادها للحوار على أساس الندية واحترام السيادة، لتجبر دول الحصار في النهاية على عقد مصالحة مع قطر دون تنفيذ أي من هذه الشروط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى