أوكار الذباب العربي.. تحقيق يرصد العلاقة بين حروب إسرائيل وخطاب التصهين

By Published On: 6 ديسمبر، 2023

شارك الموضوع:

وطن- نشرت منصة إيكاد، تحقيقا عن انتشار ما سمتها أوكار الذباب العربي، سردت من خلاله العلاقة بين حروب إسرائيل وخطاب التصهين.

وقالت المنصة في مستهل تحليلها: “هذه القصة تمتد لسنوات، وكل ما كشفناه غيض من فيض، وهذه اللجان الإسرائيلية التي لا بد أنك شاهدت نشاطها وتغريداتها بعينك اختبأت في النقاش العربي وبين المغردين لأكثر من ٤ سنوات وتزيد”.

وأضافت أن هذه اللجان تنشط أحيانًا وتخبو أحيانًا أخرى، في نسق متسق مع حروب شهدتها الضفة الغربية أو قطاع غزة في نمط بيّن وكأنها تعمل كذراع حربية افتراضية إلى جانب الجيش الإسرائيلي.

ورصدت المنصة، علاقة هذه اللجان بقصف غزة وكيف استطاعت خدمة جيش الاحتلال، وما الذي حاولت ترديده على مدار السنوات الماضية.

فمنذ بدء عملية “طوفان الأقصى“، رصدت إيكاد نشاطًا مرتفعًا وممنهجًا لتلك اللجان، ما دفعها للتقصي عن طبيعة نشاطها خلال الحروب الفلسطينية في السنوات الأربع الماضية وفهم الآلية التي تتحرك فيها.

تتبع اللجان الإسرائيلية

وقالت إيكاد: “قمنا بتتبع هذه اللجان ونشاطها على مدار 4 سنوات، امتدت من أغسطس 2019 وحتى نوفمبر 2023.. هذا التتبع تم عبر تجميع الكلمات التي كنا قد رصدناها في هذه اللجان الإسرائيلية، التي استخدمتها الحسابات المشاركة بكثافة في آخر نشاط لها، مثل الفلسطز، والكضية، وأبو فلس، وفلسطين ليست قضيتي”.

  • اقرأ أيضا: 
صهاينة العرب هم أنفسهم

وأضافت: “في هذا الجزء من التحليل تأكدت ما لدينا من فرضيات، بأن تلك اللجان تنشط بالفعل في أوقات النزاعات، لا سيما تلك التي تزداد فيها موجة التعاطف العربي مع الفلسطينيين”.

وأشارت إلى أن طبيعة النقاش كانت تتغير في كل حرب بما يتماشى مع السردية المتبعة وقتها.

معركة صيحة الفجر

وخلال معركة “صيحة الفجر” التي وقعت في نوفمبر 2019 ردًا على استهداف الاحتلال للقائد في سرايا القدس بهاء أبو العطا، لوحظ ارتفاعٌ مفاجئ استمر لعدة أيام في نشاط اللجان العربية الإسرائيلية مع حسابات مركزية تحمل هوية سعودية.

وركز النقاش حينها على عدة نقاط تتلاعب بوعي المتابع لتظهر وكأن تلك الحسابات تحمل رسائل وسطية، أهمها شيطنة المقاومة وسط تغريدات تحمل بعضها انتقادات لإسرائيل، ومهاجمة الشعب الفلسطيني ووصفه ببائع القضية، واتهام قطر بالتطبيع مع إسرائيل، ونشر السردية المتبعة إلى الآن على أن قيادات المقاومة يقبعون في فنادق قطر، والهجوم على الفلسطينيين.

معركة سيف القدس

أما أثناء معركة “سيف القدس” التي وقعت في مايو 2019 بعد حكم إسرائيلي بإخلاء 7 عائلات لمنازلهم في حي الشيخ جراح، رصدت المنصة تزايد أعداد وتفاعلات الحسابات المضخمة للنقاش المعادي لفلسطين، ووصل ذروته في 9 مايو لأكثر من 104 آلاف تفاعل، وهو أعلى معدل ذروة وصلته اللجان خلال الـ4 سنوات.

وتبنى النقاش خلال تلك الحرب تبنى خطابًا مشابهًا لما قبلها، مثل الاستمرار في بث السرديات المشوهة للقضية الفلسطينية، واتهام الفلسطينيين بالمتاجرين بقضيتهم، وتصويرهم بالمسيئين لصورة الدين الإسلامي، ومحاولة زرع الفتنة بين الكويتيين والفلسطينيين، وإسقاط الاتهامات الموجهة إلى ياسر عرفات على حركة حماس.

أما معركة “وحدة الساحات” التي وقعت في 5 أغسطس من العام 2022، بعد هجوم الاحتلال على غزة، فلم يختلف التفاعل فيها عن سابقاتها، لكن السردية هنا زاد عليها مهاجمة العرب الذين ساعدوا فلسطين، والترويج بأن الفلسطينيين هم العدو الأول للإنسانية.

ماذا يعني هذا النشاط؟

استنتجت المنصة، أن اللجان تستنفر في أوقات القصف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، متبعة سرديات مهاجمة للفلسطينيين، ومحاولة إظهار أنهم السبب في الحروب والنزاع، ما يؤكد عملها وفق منهجية مدروسة تسعى لضرب أي تعاطف عربي معهم في تلك الأثناء.

وقالت: “هذا النشاط الممنهج لتلك اللجان في أوقات الحروب، دفعنا لتحليل التفاعلات على منصات التواصل المختلفة كل على حدة، فهل اختلف سلوكها على كل منصة، أم اتسقت في أطروحاتها؟ وما الذي يعنيه ذلك”.

وأشارت إلى رصدها طبيعة نشاط اللجان على منصة إكس (تويتر سابقا) وحدها في ذات الفترة الزمنية من أواخر العام 2019 حتى نوفمبر 2023، لكونها الأشهر لدى اللجان، ثم رصدت نشاط اللجان على مواقع التواصل الأخرى التي كان أبرزها فيسبوك ويوتيوب.

وبمقارنة نشاط اللجان على المنصات الثلاث (إكس وفيسبوك ويوتيوب)، تبين أن هناك نشاطًا ممنهجًا تشابه في كافة أوقات الذروة تقريبًا وكذلك في أوقات النقاش الهادئ.

 

وتشابهت الكلمات التي استخدمتها اللجان في سردياتها على المنصات الثلاثة, مثل استخدام كلمة “الكضية” و “فيش مصاري” و”الارتزاق” لربط الفلسطينين بالارتزاق واستخدام القضية الفلسطينية لجمع الأموال.

لجان إلكترونية تتبع جهة واحدة

وظهرت نتيجة أخرى في رحلة تفكيك خطاب اللجان، وهي أن عمل هذه اللجان على المنصات الثلاثة يتبع جهة واحدة تدفعهم لضخ سردياتهم التي تستخدم ذات الكلمات المهاجمة للفلسطينيين في وقت واحد.

ولا يمكن بأي شكل أن تترد نفس الكلمات ونفس وجهات النظر في نفس الوقت على المنصات الثلاثة، إلا إن كان خلفها جهة واحدة.

ورصدت المنصة ما إذا كان نشاط وسرديات تلك اللجان واحدًا طوال الأعوام الماضية أم أن هناك تغيرات طرأت عليها.

وقالت إن هناك سرديات ثابتة وأخرى تتطور كل عام، حيث حللت تفاعلات اللجان خلال عام 2020، ووجدت أن عدد الحسابات المشاركة بلغ أكثر من 300 ألف حساب، وهو أكبر انتشار لتلك الجان خلال الـ4 السنوات.

  • اقرأ أيضا: 
من السعودية والإمارات.. “صهاينة العرب” يعلنون كل الدعم لإسرائيل ضد طوفان الأقصى

وبإتباع منهجية تحليلية لرصد الحسابات الوهمية داخل تلك اللجان واستبعاد الحسابات الموثقة والتي لديها أكثر من 50 متابع، اتضح أن عدد الحسابات الوهمية على أقل تقدير بلغ نحو 79.8 ألف حساب، وأن معظمها إما مُغلقة أو تغيرت هويتها.

كما اتضح أن جميع تلك الحسابات وصل عدد تفاعلاتها إلى أكثر من 866 ألف تفاعل في 2020، لكن نحو ثلثي تلك التفاعلات كان مجرد إعادة نشر لتضخيم التفاعل العنصري، وليست منشورات أصلية.

كيف عملت اللجان وقت طوفان الأقصى؟

ورصدت المنصة من خلال تحليل نشاط اللجان في فترة طوفان الأقصى، أن هناك تناقضا واضحا مع خطاباتها السابقة.

فقد أخذ العديد منها في مهاجمة الفلسطينيين ووصفهم بالعدو المباشر، على عكس ما كان يحدث في المعارك السابقة بتبنيهم سرديات منسقة تدعي الموضوعية في تصاعد الهجوم.

ورصدت قيام بعض الحسابات المركزية بتوظيف قيادات تابعة لحركة فتح في تغريداتها التي تهاجم المقاومة في غزة، مع العلم أن غزة تخضع لقيادة حركة حماس وليس لفتح.

ومنذ اتفاق الهدنة في غزة، عملت اللجان على نشر سردية تعاطف مع الشهداء والمدنيين في غزة، بينما كانت تتبنى طوال العام نشر تغريدات تهاجم الفلسطينيين وتطعن في أنسابهم، وهو محاولة من اللجان لخلق تعاطف وهمي تجاه الشهداء للتقليل من أي انتصار للمقاومة على الاحتلال.

كما تبين أن بعض الحسابات استخدمت سردية مناهضة لإسرائيل، لكنها في ذات الوقت كانت تستخدم لغة معادية لحماس وأي حراك للمقاومة.

هذه السردية المبنية على تبني خطاب معاد في ظاهرة لإسرائيل ومهاجم كذلك لحماس، أشير إليه سابقًا في أحد الدراسات التي نشرها معهد ستانفورد لأبحاث الإنترنت، والذي كشف عن شبكة حسابات إسرائيلية تابعة لشركة علاقات عامة تدير حسابات بهوية فلسطينية على منصة التواصل، مستخدمة لغة معادية لإسرائيل مع مهاجمتها حماس في كل النواحي.

مستخلصات التحليل

ويكشف هذا التحقيق أن اللجان الإسرائيلية تعمل تزامنًا مع نشاط الجيش الإسرائيلي على الأرض وقصفه للفلسطينيين والتنكيل بهم، وكأنها ذراع مساندة، لكنها افتراضية.

وتستغل هذه اللجان الحروب والأحداث لنشر سردياتها المشوهة للقضية الفلسطينية والمنتقدة للمقاومة حتى لو كان ذلك على حساب دعم إسرائيل لضرب أي تعاطف عربي معهم.

بجانب أنها وعلى مدار 4 أعوام، لم تمل هذه اللجان من ضرب القضية الفلسطينية بشتى الطرق وتعمل على خلق طرق جديدة تعتمد على الخطاب العنصري للتفرقة بين العرب والفلسطينيين.

  • اقرأ أيضا: 
شخصيات استخبارية إسرائيلية تدير “شبكة الذباب العربية”.. تحقيق خطير

شارك هذا الموضوع

One Comment

  1. جاسم حمد أحمد 6 ديسمبر، 2023 at 4:40 ص - Reply

    اقطعوا ارأس الحية حتى يموت ذنبها
    هؤلاء يتبعون زعماء تم تجنيدهم لخدمة أهداف الصهيونية العالمية في المنطقة العربية والعالم
    صلاح الدين قبل ان يدخل القدس محررا وفاتحا قطع رؤوس الأفاعي العرب حولها من العملاء المخنثين
    ثم دخل القدس على جثث جنود أوروبا الصليبية
    لا نحتاج زعماء عرب ولا جامعة عربية فهم لاشيء ويعيشون على هامش الحضارة والتاريخ
    فليس لهم فعل ماداموا مفعولا بهم
    وليذهب هؤلاء الحثالات للجحيم في الدنيا وإلآخرة
    نريد زعيما واحداً من طراز أبوعبيدة

Leave A Comment