وطن – كشفت صور للأقمار الصناعية عن استهداف طائرة روسية في قاعدة الجفرة الليبية، أحد أهم معاقل فاغنر في ليبيا، في وقت تزداد فيه التوترات في الشرق الأوسط، واشتعال الحرب في قطاع غزة المحاصر.
وخلال تحليل لمنصة “إيكاد” ـ منصة تحقيقات استخبارات المصادر المفتوحة الأولى عربيا ـ لصور الأقمار الصناعية، رصدت المنصة صورة التقطتها “Sentinel Hub” في 12 ديسمبر الجاري، تُظهر علامة احتراق سوداء حولها بقايا جسم طائرة في مصف قاعدة الجفرة الجوية الليبية.
تحقيق مثير حول تدمير طائرة روسية في قاعدة ليبية
تلك القاعدة تُعد واحدة من أكبر القواعد الجوية في ليبيا، وتستخدمها “فاغنر” كأحد أهم معاقلها لاستقبال الإمدادات القادمة من روسيا وقاعدة “حميميم” الروسية في سوريا.
🔻 وجدنا أن يوم السبت 2 ديسمبر، وفي موقع الحريق نفسه كانت تقف طائرة بحجم البقعة السوداء ذاتها.
💡 ما يوحي بأن هناك حريق وقع دمر الطائرة، ولكن كيف يمكن أن نؤكد ذلك؟ pic.twitter.com/RoDpdp5urZ
— EekadFacts | إيكاد (@EekadFacts) December 13, 2023
وفي التفاصيل كشف التحقيق أن في، يوم السبت 2 ديسمبر، وفي موقع الحريق نفسه كانت تقف طائرة بحجم البقعة السوداء ذاتها، ما يوحي بأن هناك حريق وقع دمر الطائرة.
-
اقرأ ايضا:
صور اصطناعية تكشف كيفية استهداف قوات فاغنر في ليبيا.. هكذا نُفِّذت الضربة
وبالعودة إلى صور خرائط “ناسا” الحرارية، وجد فريق “إيكاد” أنها أظهرت وجود مؤشرات للحريق في موقع الطائرة المتضررة نفسه، وقع يوم الخميس 7 ديسمبر.
ويتوافق هذا الرصد مع ما توارد من أنباء نشرتها منصات ومصادر ليبية في 7 ديسمبر، أشارت إلى وقوع حريق بالفعل في مهبط الطائرات بقاعدة الجفرة خلال ساعات الفجر الأولى.
🔻 يأتي رصدنا لخرائط "ناسا" متوافقًا مع ما توارد من أنباء نشرتها منصات ومصادر ليبية في 7 ديسمبر، أشارت إلى وقوع حريق بالفعل في مهبط الطائرات بقاعدة الجفرة خلال ساعات الفجر الأولى. pic.twitter.com/vSpvWQws6b
— EekadFacts | إيكاد (@EekadFacts) December 13, 2023
وبتحليل صور الأقمار الصناعية لقاعدة الجفرة على مدى الـ3 أشهر الأخيرة، لاحظ الفريق مبدئيًا تكرار وقوف طائرة بالمواصفات والأبعاد نفسها في موقع الاستهداف ذاته، ما يشير إلى أنها الطائرة ذاتها أو طائرة من الطراز نفسه تتردد دائمًا إلى قاعدة الجفرة.
وعب الحصول على صورة جديدة واضحة وبتحليل أبعاد وحجم الطائرة، تبيّن أنها طائرة روسية الصنع من طراز “Ilyushin Il-76”.
وهو الطراز الذي تستخدمه فاغنر عادةً في رحلاتها للإمدادات العسكرية واللوجستية في ليبيا والقارة السمراء عامةً.
🔻 ومن خلال عمليات تتبع وتحليل كثيفة، حصلنا على صور أقمار صناعية حصرية شديدة الوضوح لقاعدة الجفرة.
🔻 إحداها من شركة Airbus في 20 نوفمبر، والأخرى من Maxar في 5 ديسمبر (أي قبل حادثة الدمار بيومين فقط) وظهرت في الصورتين طائرة بموقع الحريق ذاته.
🔻 وبتحليل أبعاد وحجم الطائرة،… pic.twitter.com/SrSw0XeVQe
— EekadFacts | إيكاد (@EekadFacts) December 13, 2023
اللافت أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فسبق أن تم الكشف عن عملية استهداف خلال فبراير 2023 لطائرة من طراز “IL-18” روسية الصنع، في قاعدة الخادم الجوية. الطائرة اعتمدت عليها فاغنر في نقل جنودها والإمدادات من إفريقيا وإليها.
كما تم الكشف عن محاولة استهداف أخرى في يونيو 2023، رُجح أنها كانت طائرة شحن عسكري روسية تستخدمها قوات فاغنر، وكانت موجودة أيضًا في قاعدة الخادم شمال شرق ليبيا.
ولفت تقرير “إيكاد” إلى أن احتراق طائرة روسية في موقع مرتبط بفاغنر في ليبيا وتكرار حوادث مماثلة من قبل، أثار الشكوك بإمكانية حدوث عملية استهداف متعمدة للطائرة، ما دفع فريق المنصة لتحليل العلاقات الليبية الروسية مؤخرًا، ومحاولة فهم الموقف بصورة أوسع، وكشف سر توقيت دمار الطائرة.
سر توقيت دمار الطائرة ولقاء حفتر بنائب وزير الدفاع الروسي
وبتتبع الأحداث، وجد فريق إيكاد أن احتراق الطائرة جاء بعد أيام من لقاء اللواء العسكري المتقاعد “خليفة حفتر” في بنغازي مع نائب وزير الدفاع الروسي “يونس بك يفكيروف” يوم 2 ديسمبر، وهو لقاء سبقه لقاءات متكررة بين الطرفين مؤخرًا.
الزيارة جاءت بعد الكشف عن تفاصيل اتفاق دفاعي تتم صياغته بين روسيا وحفتر. أبرز بنوده إنشاء قاعدة بحرية روسية في ليبيا، لتكون موطئ قدم بحري جديد لروسيا في البحر المتوسط.
🔻 بتتبع الأحداث، وجدنا أن احتراق الطائرة جاء بعد أيام من لقاء اللواء العسكري المتقاعد “خليفة حفتر” في بنغازي مع نائب وزير الدفاع الروسي “يونس بك يفكيروف” يوم 2 ديسمبر، وهو لقاء سبقه لقاءات متكررة بين الطرفين مؤخرًا. pic.twitter.com/e5hj6xCAav
— Eekad – إيكاد (@EekadFacts) December 13, 2023
وفي الوقت ذاته تواردت الأنباء عن تعاون محتمل بين السلطات الروسية وحفتر لإنشاء “فيلق عسكري روسي في إفريقيا”.
وبحسب وكالة نوفا الايطالية، “سيتعين على هذا الفيلق إجراء عمليات عسكرية واسعة في القارة لدعم البلدان الساعية للتحرر من التبعية الاستعمارية الجديدة، وتطهيرها من الوجود الغربي”.
وتم كل ذلك أيضا في وقت يزداد فيه القلق الغربي من تنامي علاقة حفتر وموسكو، ما دفع مسؤولين أميركيين كبار للقيام بسلسلة زيارات إلى ليبيا، لإقناع حفتر بتغيير مساره عن موسكو.
ما يُرجح أن تلك الطائرة ربما تم استهدافها من أحد الأطراف المنزعجة من هذا التقارب.
وبحسب التحقيق، ينشط في ليبيا حاليًا العديد من عناصر فاغنر، يتمركزون في عدة قواعد، مثل “القرضابية” ومينائها البحري، وقاعدة “الجفرة” الجوية، وقاعدة “براك الشاطئ” الجوية، وتُكرس تلك القوات الوجود العسكري لموسكو في ليبيا التي دعمت حفتر في هجومه على طرابلس عامَي 2019 و2020.