ما هو مشروع “خسبرة” الصهيوني؟.. صنعته إسرائيل لتزييف التاريخ وخداع العالم
شارك الموضوع:
وطن – كشف الإعلامي المصري المعروف “يسري فودة” جوانب من الأنشطة الصهيونية لتزييف التاريخ وخداع العالم نحو قبول الرواية الإسرائيلية، كما يفعل الصهاينة الآن لمحاولة تبرئة جرائمهم بحق أهالي غزة.
وروى فودة في مقال نشره على حسابه في موقع اكس-تويتر سابقا- أنه أثناء قيامه بمونتاج تحقيق عن الحصار الإسرائيلي لكنيسة المهد في بيت لحم عام 2002، خرج تليفزيون BBC فجأةً بفيلم تسجيلي يروي رواية لحصار الكنيسة غريبة الأطوار حسب الدعاية الاسرائيلية الكاذبة.
قصة مشروع “خسبرة” الصهيوني
وحينها -كما قال- اتصل بالـ BBC فقالوا إنهم لا يملكون الحقوق الفكرية. وأحالوه إلى شركة “أفلام أكتوبر” البريطانية. وهي أيضًا قالت إنها لا تملك الحقوق الفكرية. لتحيلهم بدورها إلى شركة إسرائيلية ليتبين أنها شركة وهمية بأسماء وهمية تنضوي تحت ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي IDF.
وتابع يسري فودة أن هذا مثال واحد فقط من آلاف الأمثلة التي يمكن رصدها في سياق الأنشطة الصهيونية لتزييف التاريخ، وهذا ما يعرف في اللغة العبرية باسم הסברה أو hasbara أو “خسبرة” وأقرب ترجمة لها إلى الإنجليزية هي Explaining أو “شرح” بالعربية.
وأضاف فودة أن كلمة “خسبرة” تبدو في ظاهرها كلمة بريئة، لكن في حشاها تقبع الأفاعي، وكان قد استحدثها “ناحوم بن جوزيف شموئيل سوكولوف” وهو أحد رواد الحركة الصهيونية قبل نهاية القرن التاسع عشر.
مشروع “خسبرة” الصهيوني
أثناء قيامنا بمونتاج تحقيقنا عن الحصار الإسرائيلي لكنيسة المهد في بيت لحم عام 2002، خرج تليفزيون BBC فجأةً بفيلم تسجيلي يروي رواية لحصار الكنيسة غريبة الأطوار. اتصلنا بال BBC قالوا إنهم لا يملكون الحقوق الفكرية. أحالونا إلى شركة “أفلام أكتوبر” البريطانية.… pic.twitter.com/xjpmbhhxlJ
— Yosri Fouda (@YosriFouda) December 13, 2023
وهو الذي وصل إلى رئاسة حركة “المؤتمر الصهيوني العالمي” عام 1931. وناحوم هو صاحب الفضل على أبناء جلدته في تغيير اسم بلدة تل الربيع الفلسطينية إلى تل أبيب، من بين أمور أخرى كثيرة.
وبات مشروع “الخسبرة” اليوم مشروعًا معقدًا يفضل الإسرائيليون وصفه بـ “الدبلوماسية العامة”.
ولفت فودة إلى أنه للمشروع المذكور العديد من الأذرع التي تتغلغل في تروس الآلة الإسرائيلية عسكريًا ودبلوماسيًا وثقافيًا وفكريًا.
ومن أبرز هذه الأذرع: وحدة المتحدث الرسمي باسم ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي، التي تضم أكثر من 400 ضابط بالإضافة إلى قوة احتياط تبلغ أكثر من 1200 ضابط و جندي.
وبدءً من عام 2017 تم تخصيص عدد كبير من الضباط لممارسة “الخسبرة” على مختلف منصات التواصل الاجتماعي إلى جانب أولئك المختصين بالصحف ووسائل الإعلام التقليدية.
وكذلك وحدة تنسيق الأنشطة الحكومية في الأراضي (الفلسطينية طبعًا)، اختصارًا وحدة COGAT.
ووحدة مكتب رئيس وزراءالإحتلال، وتضم المكتب الصحفي الحكومي وإدارة الدبلوماسية العامة (الخسبرة) وإدارة المعلومات العامة.
وإدارة الدبلوماسية العامة (الخسبرة) داخل وزارة الخارجية وتضم وحدة وسائل الإعلام والعلاقات العامة ووحدة الشؤون الثقافية والتعاون العلمي ومكتب الشؤون الدينية والعلاقات مع يهود الشتات.
إلى جانب منظمات ما يوصف بـ”المجتمع المدني” المؤيدة للأهداف الإسرائيلية وهي تتحرك بالتنسيق مع المخططات الرسمية تكتيكيًا واستراتيجيًا.
وحملة “ماسبيرين إسرائيل” التي تأسست عام 2010 لتحسين صورة الإسرائيليين أمام العالم من خلال أساليب الخسبرة الحديثة.
-
اقرأ ايضا:
“تزييف فاشل” .. قصة مجندة إسرائيلية تم تسويقها كأسيرة مدنية ألمانية! (فيديو)
وسائل الخسبرة
ووفقًا للمفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد فإن “وسائل الخسبرة أثناء الانتفاضة الثانية شملت موائد طعام ورحلات مجانية للصحفيين المؤثرين، وندوات لطلاب الجامعات اليهودية.
بالإضافة لدعوات لأعضاء الكونغرس، ومنشورات وتبرعات للحملات الانتخابية، وتعليمات للصحفيين والكتاب والمصورين، ومحاضرات وحفلات موسيقية وإشارات متكررة إلى الهولوكوست (محرقة اليهود)، و إعلانات مدفوعة الأجر لاستقطاب الصحف التي تهاجم العرب وتمدح إسرائيل.
يذكر أن الباحث والمؤرخ “عبد الوهاب المسيري” قال في مقابلة أجراها قبل وفاته مع قناة الجزيرة، “ليسَ لدى إسرائيلَ قوّة خاصّة بها. لديها فقط دعايةٌ تبدو قوية جدًا.
وأضاف: “هناك مصدران خارجيّان للقوّة يبقيانها على قيد الحياة: الأوّل هو الدعم غير المحدود من الولايات المتّحدة. والثاني هو اللامبالاة غير المحدودة للدول العربيَّة”.