وطن- نشر موقع ميدل إيست آي، تقريرا عن حالة من الرعب والصدمة تنتاب الفلسطينيين في ظل إقدام جيش الاحتلال على هدم المقابر في قطاع غزة.
وقال التقرير، إن مشهد المقابر التي دمرتها قوات الاحتلال في قطاع غزة، أصابت الفلسطينيين بالصدمة.
وهدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي عدة مدافن في شمال القطاع خلال توغلها البري المستمر.
وبعد انسحاب الدبابات قبل أيام من بعض المقابر والمناطق المحيطة بها، بدأ السكان العائدون في تقييم حجم الدمار الذي خلفته.
وقال عابد صباح، وهو صحفي مقيم في غزة، إن قوات الاحتلال لم تترك شيئًا في مكانه.
وفي تقرير من مقبرة الفالوجا التي تم تدميرها الآن في جباليا، قال صباح إن الجرافات العسكرية حفرت القبور، مما تسبب في اختلاط بعض المقابر ببعضها البعض.
وحاول بعض السكان يائسين العثور على أقاربهم المتوفين بين الأنقاض على أمل إعادة تجميع قبورهم.
وقال أحد السكان: “جئت لزيارة قبري أخي وعمي ولم أتمكن من العثور عليهما، حفرت وبحثت عن أسمائهم لكني لم أجدهم”.
تدمير ست مقابر على الأقل
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، دمرت قوات الاحتلال ما لا يقل عن ست مقابر في شمال قطاع غزة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وفي أحد الأمثلة، وجد التقرير أن صور الأقمار الصناعية أظهرت مركبات مدرعة تعمل فوق مقابر سليمة في حي الشجاعية بمدينة غزة.
وأظهرت اللقطات التي التقطها صحفيون محليون في مقابر أخرى، آثار جرافات وشواهد قبور.
وتقع المقابر المتضررة في بلدات بيت لاهيا وبيت حانون ومدينة غزة.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه وثق الأضرار التي لحقت بمقبرة الفالوجة ومقابر علي بن مروان والشيخ رضوان والشهداء والشيخ شعبان، بالإضافة إلى مقبرة كنيسة القديس برفيريوس في مدينة غزة ومقبرة الشهداء في بلدة بيت لاهيا.
-
اقرأ أيضا:
المقابر لم تسلم من جرائم الاحتلال.. 7 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف مقبرة بيت لاهيا شمالي غزة
وقال جيك جودين، الصحفي الاستقصائي في سكريبس نيوز الذي قام بتحليل صور الأقمار الصناعية، إن الصور قبل وبعد تظهر إزالة الجرافات أو نشاط التطهير في بعض المقابر.
وأضاف: “عندما تنظر إلى صور القمر الصناعي، ترى أنه لم يعد هناك المزيد من شواهد القبور، إنها مجرد تراب وسواتر وأتربة وآثار لسيارات جيش الاحتلال”.
وشوهدت مقبرة بن مروان في الشجاعية، التي قام الجيش الإسرائيلي بتطهيرها جزئيا كما يظهر في صور الأقمار الصناعية. وتم تصوير الجنود وهم يطلقون النار عبر المقبرة، بل وأطلقوا النار من قاذفة قنابل يدوية.
سرقة الجثث
ويمكن اعتبار الهجمات المتعمدة على المقابر وغيرها من الأماكن ذات الأهمية الدينية جرائم حرب.
واتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان القوات الإسرائيلية بـ”تدمير عشرات القبور في تجاهل تام لحرمة الموتى”.
وبالإضافة إلى هدم المقبرة، قالت المنظمة الحقوقية إن الجيش الإسرائيلي قام بتخريب بعض القبور و”سرقة جثث يعتقد أنها تعود لنشطاء فلسطينيين”.
وقالت المنظمة في بيان لها، إن “إسرائيل تنتهك بشكل منهجي حرمة الموتى والمقابر في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الإنساني الدولي وقواعد الحرب فيما يتعلق بحماية المقابر أثناء النزاعات المسلحة”.
كما أدى هدم المقابر إلى منع الفلسطينيين من الوصول إلى المقابر، مما أجبر الكثيرين على دفن أقاربهم في أماكن غير معتادة في جميع أنحاء القطاع.
وأظهرت لقطات نشرتها وسائل الإعلام المحلية السكان وهم يستخدمون الأسواق وجوانب الطرق وأفنية المستشفيات كمدافن.
وتمثل صعوبات الدفن تحديًا كبيرًا في شمال غزة بشكل خاص بسبب ارتفاع عدد الشهداء بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة.