“الشعب الجائع قد يأكل حكّامه”.. نصائح إلى السيسي في ولايته الجديدة

وطن – وجه الصحفي المصري مصطفى الأعصر نصائح إلى رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، بعد فوزه بولاية رئاسية جديدة تنتهي عام 2030 عقب انتخابات رئاسية وصفت “بالمسرحية” مؤكداً أن انعدام النزاهة والشفافية طغت على تلك العملية.

وقال مصطفى الأعصر إن نتائج تلك الانتخابات تخللها مبالغة من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات من حيث نسب المشاركة الفعلية للمواطنين، التي زعمت أنها بلغت أكثر من 66%، أي ما يقارب 45 مليون مواطن من المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين.

وخاطب “الأعصر” عبد الفتاح السيسي في مقاله بالحديث عن حالة قمع الحريات والانتهاكات الأمنية التي لاحقت المرشحين مثل البرلماني السابق أحمد الطنطاوي في مرحلة جمع التوكيلات.

انتخابات شكلية محسومة

ولم تكتف السلطات المصرية بذلك بل قامت بإحالة الطنطاوي إلى المحاكمة الجنائية بتهمة تداول أوراق تخص الانتخابات دون إذن السلطات، واعتقلت أكثر من 130 فردًا من حملته الانتخابية.

وصلت السلطات المصرية في النهاية إلى انتخابات شكلية محسومة سلفاً وتفتقد إلى التنافسية الحقيقية وفق ما أكده الأعصر.

الناخبين المصريين
زعمت الهيئة الوطنية للانتخابات أن نسبة المشاركة في الانتخاب بلغت أكثر من 66%

ولفت الصحفي مصطفى الأعصر إلى التعديلات التي أجراها السيسي قبل ذلك على الدستور للبقاء بسدة الحكم من خلال مادة انتقالية منحته صلاحية الترشح لولاية رئاسية ثالثة لمدة 6 سنوات، وتمديد ولايته الثانية عامين إضافيين بعدما كان من المقرر أن تنتهي عام 2022.

ودستور 2014 حدّد مدتين فقط لرئاسة الجمهورية، على أن تكون المدة الواحدة 4 سنوات، وعن ذلك قال مصطفى الأعصر: “ماذا يمكن أن نقول للرئيس في ولايته الجديدة؟”.

نصائح للسيسي.. “الجائع قد يأكل حاكمه”

وأكد الأعصر أنه على النظام المصري أن يحاول تدارك الأزمة واللجوء إلى الخبراء الاقتصاديين لا إلى “جنرالات” القوات المسلحة، لأن الشعب الجائع قد يأكل حكّامه.

وأضاف أن الطرق والجسور لن تفيد إذا لم يجد المواطن ما يدفعه للمواصلات، أو ما يدفعه لملء خزان سيارته مؤكداً على أهمية البدأ من “لقمة العيش”.

الأزمة الاقتصادية المصرية
النظام المصري يستمر في سياساته الاقتصادية التي أثبتت فشلها على مدار 10 سنوات من انهيار العملة إلى الديون والقروض

ويُعاني المصريون انهيار العملة المحلية وينبِّشون عن السلع الأساسية التي تختفي من الأسواق، كالسكر والأرز والبصل واللحوم البيضاء.

  • اقرأ أيضا:
أهم إنجازات السيسي الذي يواصل مسيرة التنمية لتدمير ما تبقى من مصر!

وبحسب “الأعصر” فإن النظام المصري يستمر في سياساته الاقتصادية التي أثبتت فشلها على مدار 10 سنوات.

جرفت سياسات النظام المصري البلاد إلى نفق من الديون والقروض التي أُنفقت على مشاريع وهمية بلا دراسة جدوى، ولا طائل منها.

وحسب بيانات البنك المركزي المصري ارتفع الدين الخارجي لمصر إلى أكثر من 165 مليار دولار في الربع الأول من العالم الحالي، مقارنةً بـ45 مليار دولار عام 2014.

ومع أزمات الديون والسيولة النقدية لم تعد الحلول المؤقتة مجدية، وفق مصطفى الأعصر.

دول الخليج تتخلى عن السيسي

ولفت الصحفي المصري إلى أن بعض دول الخليج الداعمة للنظام المصري، والتي أمدّته بمساعدات مالية بعشرات المليارات من الدولارات طوال السنين الماضية، لم يعد لها مصلحة في استمرار الدعم دون مقابل.

وجاء ذلك صراحة على لسان السيسي في تشرين الأول/أكتوبر 2022، حيث قال إن الأشقاء والأصدقاء أصبح لديهم قناعة بأن الدولة المصرية غير قادرة على الوقوف مرة أخرى، وأن الدعم والمساندة عبر سنوات شكّل ثقافة الاعتماد عليها لحل الأزمات والمشاكل.

وبسبب ذلك لجأ نظام السيسي إلى حلول اقتصادية حرجة في محاولة منه للسيطرة على الأزمة مؤقتًا، مثل زيادة أسعار الفائدة 6 مرات خلال الفترة من آذار/مارس عام 2022 حتى آب/أغسطس عام 2023.

لقاء السيسي في محمد بن سلمان
السيسي ومحمد بن سلمان

وذكر الأعصر أن ملاحقة السيسي للنشطاء والحقوقيين والمنظمات الأهلية، والتضييق عليهم بقوانين مجحفة، لن ينقذ النظام من أزماته بل سيزيد من المشكلة.

وعن دعم بعض الدول الأوروبية للنظام المصري أكد الصحفي المصري أن دعم نظام بهذا الشكل لن يقي أوروبا من الهجرة غير القانونية.

وخلص مصطفى الأعصر في مقاله لموقع “صوت ألترا” إلى أن الإصلاح من الداخل أصبح ضرورة واجبة كأضعف الإيمان، قبل أن يؤدي الضغط إلى انفجار لا يُحمد عقباه.

واختتم مقاله بالقول: “أعلم جيدًا أنني أتحدث إلى حائط أصم، وأن الدكتاتوريات لا تنصت إلى شعوبها إطلاقًا، ولكنها نصيحة في حب هذه البلاد وهذه الأرض قبل أن ندخل إلى كارثة جديدة.”

تعليق واحد

  1. هؤلاء الشعوب المطحونة التي تقدس الذل والهوان …ستبقى ذليلة زي الكلاب التي تعج بها المزابل اعزكم الله…هؤلاء الجياع سيأكلون بعضهم بعضا..ولن ينبحو على قادتهم وولاة امورهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى