من 4 فبراير إلى 7 أكتوبر.. أربعة أيام هزت العالم في 2023
وطن – نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريراً قالت فيه إن هناك 4 أيام في عام 2023 الذي أوشك على الانتهاء هزت العالم، ولفتت إلى أنه إذا كان العقد الماضي قد شهد بداية اهتزاز النظام العالمي بقيادة أمريكا فربما كان عام 2023 هو العام الذي بدأ فيه العالم ينفجر بسبب توتراته المتراكمة.
وبحسب المجلة المتخصصة بالدراسات الاستراتيجية بدأ العام الجاري بهدوء نسبي في الشرق الأوسط، حيث وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان المنطقة بأنها “أكثر هدوءاً مما كانت عليه طوال عقدين من الزمن”، وأن إسرائيل على وشك تطبيع العلاقات مع المزيد من الدول العربية.
7 أكتوبر وطوفان الأقصى.. تحولات زلزالية
ولكن وبخلاف بداية العام المثير سينتهي عام 2023 بإسرائيل عالقة في حصار دموي على قطاع غزة، مما أدى إلى نزوح 1.8 مليون شخص – 80 بالمائة من سكان القطاع – بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس ضد إسرائيل وكبدت جيش الاحتلال خسائر غير مسبوقة في تاريخه.
وبعد أكثر من شهرين من الحرب شهد الشرق الأوسط تحولات زلزالية، واستشد ما يقرب من 22 ألف فلسطيني في قطاع غزة منذ أن شنت إسرائيل غزوها البري، وفقًا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
حيث أطلقت إسرائيل آلاف القنابل على واحدة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم. ونزح ما يقرب من 2 مليون شخص.
وكان هناك تأثير مضاعف إقليمي أيضًا. بل إن الولايات المتحدة تقود قوة عمل بحرية للقيام بدوريات في البحر الأحمر بعد الهجمات المتكررة على السفن التجارية من قبل جماعة الحوثي المتمردة في اليمن، المرتبطة بطهران.
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة تضغط من أجل وقف القتال، أو على الأقل أن يهدأ بدرجة كبيرة، حتى تتمكن المزيد من شاحنات المساعدات من الدخول إلى غزة-حسب زعم المصدر- . وتصر إسرائيل على أنها لن تتوقف حتى يتم إطلاق سراح الأسرى الذين يقدر عددهم بأكثر من 100 أسير ما زالوا محتجزين لدى حماس.
8 يونيو/حزيران.. من غزة إلى أوكرانيا
وانتقل التقرير للحديث عن يوم آخر هز العالم وهو 8 يونيو/حزيران في أوكرانيا، إذ بدأ عام 2023 بتفاؤل لتحرير المزيد من المدن والأراضي من السيطرة الروسية مع تدفق الأسلحة الأميركية إليها. لكنه انتهى مع توقف الهجوم المضاد ونفاد الذخيرة في أوكرانيا، والآن يتساءل الغرب علانية عما إذا كانت الولايات المتحدة ستظل تدعم كييف على الإطلاق.
وبحلول الوقت الذي وصلت فيه الأسلحة إلى هناك وبدأ التقدم الأوكراني بشكل جدي في منتصف يونيو/حزيران، كانت روسيا قد قامت ببناء حلقات من التحصينات على طول خط المواجهة البالغ طوله 600 ميل، بما في ذلك الخنادق العميقة، ومحطات إطلاق النار، وأسنان التنين لوقف الدبابات المقدمة من الغرب، و طبقة تلو طبقة من حقول الألغام التي أعادت القوات الروسية زرعها كل ليلة تقريبًا.
4 فبراير/شباط وبالونات التجسس
لم تكن طائرة زعيم تنظيم فاغنر الروسي يفغيني بريغوجين هي الشيء الوحيد الجدير بالنشر الذي تم إطلاق النار عليه من السماء هذا العام، فلمدة أسبوع في نهاية يناير/كانون الثاني توقف الجميع عما كانوا يفعلونه لمشاهدة جسم أبيض كبير غامض يتحرك عبر سماء أميركا الشمالية.
في البداية، لم يكن أحد يعرف ما هو، ثم أكدت إدارة بايدن أنه واحد من أسطول بالونات التجسس الصينية، وأنه كان يحوم بشكل مريب بالقرب من العديد من مواقع الصواريخ النووية الأكثر حساسية في أميركا.
وبقيت هذه البالونات فوق الولايات المتحدة حتى الرابع من فبراير/شباط، وعندما كانت بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان تمكنت الطائرات المقاتلة من طراز F-22 من إسقاطها قبالة ساحل ولاية كارولينا الشمالية، وتخليد ذكرى لا تُنسى لدى مرتادي الشواطئ، يوم السبت.
في أعقاب حادثة البالون العظيم لم تتحدث الولايات المتحدة والصين كثيرا حتى نوفمبر/تشرين الثاني عندما التقى بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، والآن هناك أمل متجدد في أن الخطوط الساخنة الدبلوماسية والعسكرية بين واشنطن وبكين التي كانت نائمة منذ شهور يمكن أن تعود إلى العمل.
26 يوليو/تموز وانقلابات إفريقيا
واليوم الرابع الذي تحدث عنه التقرير هو يوم 26 يوليو/تموز، حيث بدأ فيه خط جغرافي مستقيم تمامًا من الانقلابات يتسلل عبر أفريقيا منذ حوالي ثلاث سنوات مع تمرد عام 2020 في مالي الذي أجبر الرئيس على التنازل عن السلطة. وحذت تشاد وغينيا والسودان حذوها في عام 2021، وبوركينا فاسو في عام 2022.
وبحلول أبريل 2023، كان الجنرالان المتنافسان في السودان اللذان وعدا بالانتقال إلى السلام قد دخلا في حالة حرب مرة أخرى ، مما أجبر قوة دلتا على إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين في السودان.
كانت الولايات المتحدة تعتمد لمكافحة “الإرهاب” في أفريقيا اعتمادا كبيرا على النيجر، وهي قاعدة أميركية رئيسية للطائرات المسيرة ومركز عصبي لشبكات الاستخبارات في قلب القارة، لكن في أواخر يوليو/تموز كانت لدى الحرس الرئاسي في النيجر خطط أخرى.
كانت إدارة بايدن تأمل في انتقال ديمقراطي من شأنه أن يعيد الرئيس النيجري محمد بازوم إلى السلطة، لكن تلاشت هذه الآمال.
وفي سبتمبر/أيلول قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -الذي كان يدعم استراتيجية البنتاغون هناك بقوة عسكرية على الأرض- إن القوات الفرنسية ستغادر.