مقاتلون أوكرانيون مرتزقة بصفوف الجيش الإسرائيلي في غزة (شاهد)

وطن – سلط تقرير استقصائي لمنصة “إيكاد” الضوء على أوكرانيين ومرتزقة مزدوجي الجنسية تركوا خلفهم صخب المعارك في بلادهم، وأتوا إلى غزة لمساندة جيش الاحتلال في جرائمه المستمرة.

وكشفت المنصة المتخصصة بالتحقق من المعلومات والمصادر المفتوحة أسرار هؤلاء الجنود والروابط المحتملة التي تجمع بعضهم بشركات مرتزقة أمريكية.

ومنهم جندي ثبت أنه قاتَل في أوكرانيا وفي غزة، بل وأسس مجموعة عسكرية يقودها، إضافةً إلى أنه يعمل لصالح شركة مرتزقة أمريكية.

بداية الخيط

وكانت بداية الخيط فيديوهات وصورًا نشرتها قناة التليغرام التابعة لمرصد “British Intelligence” المعني بنشر مرئيات وأدلة حصرية للجيوش والجماعات المسلحة بمناطق الصراع، في 17 ديسمبر.

وذكرت أنها لجنود أوكرانيين يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال في غــزة، ما دفع “أيكاد” لتحليل تلك الصور وكشف حقيقة وجود هؤلاء الجنود.
وأظهر أحد هذه الفيديوهات مجموعة جنود يحتمون خلف جدار في غزة ويتحدثون بلغة أجنبية.

وبتحليل اللغة عبر تقنيات الاستخبارات المفتوحة، تبيّن أنها الروسية المحلية، التي يستخدمها أيضًا معظم سكان الشرق الأوكراني.

كمين محكم للقسام يصطاد مرتزقة أوكرانيين يقاتلون في صفوف الاحتلال

الرمح الثلاثي

كما نشرت القناة مقطعًا آخر التُقط داخل أحد الفصول المدرسية، وذكرت أنه من داخل مدرسة في غزة.

وأضاف التقرير أن المقطع كان يُظهر على السبورة شعار “Try Zub” (أي الرمح الثلاثي)، وهو الشعار الوطني لأوكرانيا، وأسفله جملة مكتوبة بالأوكرانية تقول “المجد لأوكرانيا، أمي أنا في غـزة”.

وللتأكد من ارتباط تلك المدرسة بقطاع غزة؛ أجرت المنصة تحليلًا عميقًا للفيديو، وبدأت بتحليل شكل الدبابات الظاهرة فيه. ليتبيّن أنها تتطابق مع دبابة “ميركافا” الإسرائيلية، من حيث الألواح المعدنية، والحامية لجانبي الدبابة، والباب الخلفي، والهياكل المعدنية البارزة على جانبيها، وتقنيات الرصد والاتصال الموجودة في الخلف، مما يعني أن الدبابات تعود لجيش الاحتلال.

ومن خلال تحليل المعالم الظاهرة في القاعة المدرسية المدمرة، مثل ألوان طلاء الجدران وتنسيقها، والطاولات البنية، وأرضية القاعة الداكنة، وكذلك الحافّة السفلية على أطراف الأرضية، وحجم لوح التدريس ولونه. اتضح أن هذا الصف يشبه إلى حد كبير صفًا آخر سبق أن ظهر به عناصر من لواء “غولاني” في إحدى مدارس الشجاعية، وتداولته حسابات بكثافة.

ما يُرجح أن الصورة والمقطع الذي أظهر شعار أوكرانيا على “السبورة” التُقط في إحدى مدارس حي الشجاعية في غـزة.

وأشار تحقيق “إيكاد” أيضا إلى صورة نشرتها قناة “British Intelligence”
وأظهرت جنديًا داخل الفصل الدراسي ذاته الذي التُقط فيه المقطع، وكان الجندي يُشير بيده إلى شعار “Try zub” الوطني لأوكرانيا، الذي أشير له في الأعلى.

هوية الجندي الملثم

وظهور جندي يُشير إلى الشعار الأوكراني يُرجح أنه من قام برسمه وكتابة الرسالة لوالدته في أوكرانيا، وهذا ما دفع فريق “إيكاد” للقيام برحلة معمقة حاولت من خلالها الكشف عن هوية هذا الجندي. وباستخدام تقنيات تحليل الوجه القائمة على الذكاء الصناعي، ومطابقة الملامح، قادت النتائج إلى عدة أشخاص يشبهونه بحد كبير.

واللافت أن معظم تلك الصور التي عثر عليها لأشخاص يشبهون الجندي الملثم، وقاد البحث عنها إلى مواقع إخبارية أوكرانية وأخرى خاصة بالجالية اليهودية في أوكرانيا.

وبالتقصي أكثر، توصل الفريق إلى أن هذا الشخص يُدعى “فيكتور”
وفي حسابه على إنستغرام، يعرّف نفسه بأنه مقاتل سابق في جيش الدفاع الإسرائيلي، ومقاتل في القوات الخاصة في الجيش الأوكراني أيضًا.

يقود مجموعة عسكرية

ورصد فريق “إيكاد” خلال البحث عن معلومات عن الجندي الأوكراني المرتزق منشوراً تعريفياً شاركته زوجته معه في 21 فبراير 2023، عبر انستغرام، وتحدثت فيه عن جزء كبير من شبكة ارتباطاته، ودوره في جيش الدفاع الإسرائيلي. وكذلك انتقاله إلى أوكرانيا في مارس 2022 بعد الغزو الروسي لها.

كما ذُكر في هذا المنشور أن “فيكتور” كان يقود مجموعة عسكرية تُسمى “Masada 6″، التي اتضح أنه أحد مؤسسيها، ثم آلت إليه قيادتها لاحقًا، وهي عبارة عن مجموعة مرتزقة تضم محاربين من جنسيات مختلفة، وقد شاركت في عمليات قتالية في أوكرانيا.

تأجير المرتزقة

ومن خلال تحليل “إيكاد” للصورة المرفقة بالمنشور التعريفي لـ”فيكتور”، تبيّن أنه كان يرتدي ملابس تحمل شعار شركة “Forward Observations Group” الأمريكية، المتخصصة في بيع الأسلحة وتأجير المرتزقة حول العالم.
والتي سبق أن ساندت الجيش الأوكراني في “دونيستك” و”بافلوهراد”، وشاركت كذلك في عمليات ببنغازي في ليبيا.

وبالبحث في قناة تليغرام المرتبطة بـ”فيكتور”، التي تُسمى “Wolf & Kida aka Masada”، وجدنا أن المنشور التعريفي لها يحمل صورة “فيكتور” مع زوجته “كيتا” وهما يرتديان الزي العسكري، وعبارات لحث متابعي القناة على التبرع لدعم مجموعته العسكرية التي تُدعى “Masada 6”.

وفي 18 أكتوبر، كشف “فيكتور” عبر قناته عن وصوله إلى إسرائيل مع أفراد مجموعته، وأنه يعمل ضمن صفوف شركة “FOG”. ثم في 30 أكتوبر نشر صورة شخصية له بملابسه العسكرية الكاملة الحاملة شعار “FOG”.

وتابع “فيكتور” خلال الأيام المتتالية نشر صور وفيديوهات لوجوده برفقة جنود الاحتلال في جبهات القتال داخل غـزة، وفي عديد منها كان يرتدي ملابس مختلفة عن بقية الجنود وتحمل الشعار ذاته.

وأشار المصدر إلى أن مشاركة المرتزقة الأوكرانيين ليست من قبيل الصدفة على ما يبدو؛ حيث سبقها تصريحات من مسؤولين أوكرانيين يؤيدون مساندة جيش الاحتلال. مثل بيان سفارة أوكرانيا في تل أبيب في 13 ديسمبر، الذي وصف كلاً من روسيا والمقاومة الفلسطينية في غزة بـ”الإرهابيين”، ودعا لمحاربتهم بشكل مشترك.

Exit mobile version