وطن – ما إن تم تأكيد استشهاد القيادي الفلسطيني ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ “صالح العاروري”، الثلاثاء، حتى توجهت الأنظار لمحاولة معرفة الشهداء الآخرين الذين قضوا في الاستهداف مع العاروري ليتبين أن من بينهم الشهيد “عزام الأقرع” الذي كان من أوائل المنتمين لحركة حماس منذ انطلاقها عام 1987.
وسلط تقرير لموقع “الجزيرة نت” الضوء على الأقرع واصفاً إياه بـ”رجل الظل”، والذي لا يقل خطورة بالنسبة لإسرائيل عن الشيخ العاروري، حيث تطارده منذ سنوات طويلة وتضع اسمه على قائمة المطلوبين لها.
خسارة كبيرة
وأشار التقرير الذي كتبه “عاطف دغلس” إلى أن اغتيال الأقرع شكّل خسارة كبيرة للقيادة العسكرية بشكل خاص وعموم الحركة، التي لم تكتف بنعيه في بيانها لجانب رفاقه، بل نعاه إسماعيل هنية رئيس مكتبها السياسي في كلمة له، إضافة للشهيد القسامي سمير فندي.
وبحسب المصدر ولد الشهيد عزام حسني صلاح الأقرع (أبو عبد الله) في 31 ديسمبر/كانون الأول 1969، في بلدة قبلان جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لأسرة مناضلة ومضحية، ونشأ في مساجدها وترعرع، وعُرف بـ”مربي الأجيال” في تلك المساجد، فحفظ أجزاء من القرآن وحفّظه أيضا.
-
اقرأ أيضا:
بالفيديو.. اغتيال صالح العاروري واثنين من قادة القسام في الضاحية الجنوبية لبيروت
كما تلقى تعليمه الابتدائي والأساسي في مدارس القرية وصولاً إلى الثانوية العامة، لكنه غادر مقاعد الدراسة باكرا رغم تفوقه العلمي، لمساعدة والده في العمل والإنفاق على أسرته، المكونة من 9 أشخاص (5 ذكور و4 إناث) إضافة لوالديه.
إبعاد واعتقال
وتعرض الأقرع لعدد من تجارب الاعتقال والإبعاد والاعتقال الأول للشهيد القسامي عزام الأقرع كان في عام 1989، وقضى 9 أشهر في المعتقل بتهمة مقاومة الاحتلال ومواجهته.
كما اعتقل مطلع عام 1992 وحكم بالسجن الإداري لـ6 أشهر، لعدم تمكن الاحتلال من إثبات أي تهمة بحقه، لكنه بقي مُطاردا إلى أن اعتقل في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وأُبعد مع أكثر من 400 معتقل من قيادة وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوب لبنان.
شقيقه لم يراه منذ 30 عاما
وعن مرحلة ما بعد إبعاد عزام وزواجه وحياته وعمله المقاوم، يقول شقيقه الأصغر حسام الأقرع (50 عاما) لموقع “الجزيرة نت”، إن المعلومات شحت كثيرا عنه، وأن اتصالهم به كان منقطعا، حرصا منه على سلامة عائلته، وخشية ملاحقة الاحتلال لها.
ويضيف أن “آخر اتصال لي به كان عام 2006، ولم أره منذ 30 عاما، ولم نجتمع كإخوة وأشقاء منذ الانتفاضة الأولى سوى بلقاء واحد، كما توفي والداي ولم يودعهما”.
وأضاف حسام أن والدته التي توفيت عام 2004 كانت حلقة الوصل مع عزام، فقد زارته لآخر مرة في سوريا في عام وفاتها، وقد كانوا يعرفون من خلالها آخر أخباره، خاصة وأنه وبحكم موقعه كقيادي عسكري لا يظهر عبر الإعلام نهائيا.
- اقرأ أيضا:
جدل اغتيال صالح العاروري.. هل تم اختراق هواتف الوسطاء وتحديد موقعه؟
صور تكشف عن دقة متناهية باستهداف مكان تواجد العاروري تثير شكوكاً واسعة!
العائلة مستهدفة
وظلت عائلة الشهيد عزام الأقرع هدفا للاحتلال واقتحاماته ومضايقاته، فاعتقل حسام لـ3 سنوات، ومنع وجميع أشقائه وشقيقاته من السفر، ومنعوا وأبناؤهم من الحصول على تصاريح للدخول إلى إسرائيل للعمل أو التنقل بها.
ووفق شقيقه، تتّهم إسرائيل الأقرع بالمسؤولية عن اختراق شبكة الاتصالات الخلوية الإسرائيلية (سلكوم) عبر “خلية سايبر” جنَّدها وترأسها مهندس من فلسطينيي 48، وعملت على الوصول إلى “معلومات أمنية خطيرة” لصالح حركة حماس.