“جريمة على معبر رفح”.. وائل قنديل يكشف جانبا مما يدور خلف الكواليس

By Published On: 11 يناير، 2024

شارك الموضوع:

وطن – “الصمتُ أمام الروايات القادمة من معبر رفح عار”.. بهذه العبارة المؤثرة استهل الكاتب والصحفي المصري وائل قنديل، مقالا له بصحيفة “العربي الجديد” وسلط الضوء فيه على ما أسماها بـ “مافيا الرشاوى” التي تستثمر في الدم الفلسطيني، وتبيع وتشتري في الجرح النازف منذ 100 يوم في غزّة.

وتساءل إن كان الإعلام الغربي يبالغ فيما ينشره عن هذا الموضوع، أم أن هذا هو واقع الحال، وهناك بالفعل إتاوات مفروضة على كل جريح فلسطيني يريد الخروج من المعبر للعلاج في الخارج، والتي تصل، في بعض الأحيان، إلى عشرة آلاف دولار.

“بين عذابيْن”

وقال وائل قنديل في مقاله الذي طالعته (وطن) إن تفاقُم الأوضاع الصحية في غزّة مع بلوغ جنون العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وسط صمت مطبق وعجز كامل من الحكومات العربية عن إنقاذهم، أو بالأحرى عدم الرغبة في إنقاذهم، جعل الفلسطيني بين عذابيْن: عذاب القصف الإسرائيلي الهمجي وعذاب الابتزاز المادي على الجهة الأخرى عند معبر رفح.

وأشار الكاتب المصري إلى أن هذه الأوضاع يجري الحديث عنها منذ فترة طويلة، غير أن نشرها بهذا التوسّع في صحيفة عالمية واسعة الانتشار كالغارديان، يجعل السكوت هذه المرّة مدعاة للخجل.

معرباً عن استغرابه مما ورد في نهاية التحقيق، من أن رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، المسؤولة بشكل أساس عن الإعلام الخارجي وما ينشر فيه عن مصر، رفض التعليق على ما ورد من شهادات على لسان أصحابها.

  • اقرأ أيضا:
استشهاد جرحى فلسطينيين على معبر رفح لاشتراط مصر إحضار جوازات سفرهم

“هوى أهل السلطة”

وعرج وائل قنديل على ثنائية النشر والرد فيما يتعلق بمصر ومزاعم أن ما ينشر عن مصر في الخارج “مؤامرة كونية” كما هو الحاصل منذ عشر سنوات.
فكلما تحدثت وسيلة إعلام أو كتب أحد مقالاً ليس على هوى أهل السلطة في مصر، وهو ما جرى في العام 2016 مع الصحيفة البريطانية نفسها بالتحديد انهالت عليها فيالق إعلامية تكذّب وتتحرّى الكذب باتهاماتٍ بعدم الكفاءة والمهنية والمصداقية، وكذا التآمر على الدولة المصرية.

وتابع:”كما أنه لا يُعقل أن الإنسان الفلسطيني في غزّة تحديدًا، وهو محاصر برّا ومعتدىً عليها جوّا وبرّا وبحرّا، مشغولٌ بهاجس الإساءة إلى مصر والتآمر عليها، لأنه، أولًا، أكثر العرب ارتباطًا عاطفيًا ووجوديًا بمصر، ومن ثم أكثر حرصًا على علاقاتٍ صحّيةٍ ومحترمة معها.”

وثانيًا من أين له الوقت للتفكير في الإساءة وجرحُه مفتوح، ودمه يسيل على الأرض حاملًا أطفاله الجرحى باحثًا عن مكان للنجاة والعلاج. وثالثًا، وهذا هو الأهم، تمتدّ الروايات عن مافيا المعبر إلى سنواتٍ بعيدة مضت، ويعرفها القاصي والداني، ولا جديد فيها سوى هذه الأرقام الفلكية للمبالغ المطلوبة من الفلسطيني النازح.

  • اقرأ أيضا:
بعد تقرير الغارديان عن سماسرة معبر رفح.. فيديو قديم لـ”أبو عبيدة” يتضمن رسالة نارية

قرار مسبق بخذلان مقصود

وقبل ذلك كله وبعده، لا يمكن تجاهل أنه يبدو وكأن هناك قرارًا مسبقًا بخذلانٍ مقصود ومتعمّد للشعب الفلسطيني الذي يتعرّض للإبادة في غزّة، جرى اتخاذه وتطبيقه منذ اليوم الأول للعدوان، ولم نسمع عن خطوة واحدة أو إجراء واحد محترم يبدّد هذا الانطباع

وعبر الصحفي المصري عن اعتقاده بأنه لا يليق بمصر السكوت على تلك الأهوال المذكورة في شهادات الفلسطينيين عند المعبر، والوضع كذلك فليس أقلّ من قرار واضح ومعلن بفتح المعبر بالمجّان أمام كل فلسطيني تستدعي حالته السفر إلى الخارج للعلاج، أما غير ذلك فهو مشاركة كاملة في جريمة ضد الإنسانية يرتكبها الاحتلال في غزّة.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment